تعويضات مالية تطلق تحذيرات "أطباء الغد" من العودة إلى التوترات

هسبيرس 0 تعليق ارسل طباعة تبليغ

وقع طلبة الطب بمدينة الرباط عريضة يشتكون فيها من “وجود تمييز غير مبرر من عمادة كليتهم”، بعد تخصيص مدة 15 يوما لتعويض ثلاثة أشهر من التداريب لصالح الطلبة الذين أنهوا المقاطعة مبكرا.

وجاء في العريضة الموجهة إلى عمادة كلية الطب والصيدلة بالرباط، اطلعت عليها هسبريس، أن “الطلبة يتساءلون عن سبب عزوف عمادة الكلية عن تعويض التداريب الاستشفائية، التي تمت مقاطعتها، بدوام كامل بدل نصف دوام، دون مبرر واضح لهذا الامتناع، خصوصا وأن الغلاف الزمني المخصص سيبقى نفسه، في حين أنه من المنطقي تعويضها بدوام كامل”.

وحسب المصدر ذاته، فإن تعويض التداريب بدوام كامل يعد منطقيا نظرا لعدم إشراك مكتب طلبة الطب بالرباط في إعادة برمجة التداريب الاستشفائية، واعتماد مقاربة أحادية وسياسة فرض الأمر الواقع، وهو ما يتنافى مع روح العمل المتفق عليه مع وزارة التعليم العالي والمتعارف عليه وطنيا.

والسبب الآخر، وفق المصدر نفسه، هو أن “السنة السادسة لا تشمل دروسا نظرية مسائية تمنع الطلبة من الاستفادة من دوام كامل، بالإضافة إلى أن النهج الحالي سيحرم الطلبة من حقهم في اللحاق بمباراة الداخلية”.

وبخصوص تخصيص مدة 15 يوما لتعويض فترة ثلاثة أشهر من التداريب الضائعة جراء المقاطعة لصالح الطلبة الذين رفعوا المقاطعة مبكرا، تقول العريضة إن “هذا يمنحهم أولوية وفرصة كاملة لاجتياز مباراة الداخلية في ظروف ملائمة، وهو ما يُظهر اعتماد معايير مزدوجة وتمييزا غير مبرر بين الطلبة، مما يُشكّل مرة أخرى ضربا واضحا لمبدأ تكافؤ الفرص الذي يكرّسه الدستور المغربي، والذي أوصى به وسيط المملكة عند اقتراب حل الأزمة”.

واشتكت العريضة من “تأثير التقويم الحالي على الدفعات المقبلة، إذ سيؤدي إلى تأخير الدفعات التي من المفترض أن تتخرج في أفق 2025، 2026 و2027، مما يتعارض مع النموذج التنموي والرؤية الملكية السامية، في ظل الحاجة الماسة إلى الأطباء، وخاصة الداخليين، في المغرب”.

وطالب الطلبة “بالنسبة للسنتين الرابعة والخامسة 2024/2025، بحل جذري وواقعي يسمح بتوحيد البرنامج البيداغوجي مع باقي الطلبة بما يشمل التداريب الخاصة بالسنة المنصرمة والسنة الحالية، حيث إن انطلاق التداريب أثناء فترة اجتياز الامتحانات يهدد الطلبة بالتأخر عن مواعيد مباراتي الداخلية والإقامة، مما قد يؤدي إلى تأجيل تخرجهم بفترة تتراوح بين ستة أشهر وسنة كاملة”، متسائلين في الوقت ذاته: “كيف يتماشى هذا مع المصلحة العليا للوطن بحرمانه من سنة كاملة من خدمة أطبائه؟”.

كما نادى المصدر عينه بـ”تقديم حلول واقعية ومعقولة تضمن استفادة طلبة جميع الدفعات من الدروس النظرية والأعمال التطبيقية قبل اجتياز الامتحانات، كحق مشروع يضمن جودة التكوين، ويعزز العلاقة الوطيدة بين الطلبة وأساتذتهم الأعزاء”.

وبعد تحميل عمادة الكلية مسؤولية حدوث تفاوت وتمييز بين الطلبة، ختمت العريضة بالتأكيد على “استياء الطلبة ورفضهم لسياسة فرض الأمر الواقع الأحادية، التي لن تؤدي إلا إلى تأجيج الاحتقان بدل المساهمة في النهوض بهذا القطاع”.

صلاح جميل

الكاتب

صلاح جميل

إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق