يتجه الدولار لتسجيل أفضل أداء أسبوعي في أكثر من شهر، اليوم، مدعوما بتوقعات خفض أسعار الفائدة بوتيرة أبطأ هذا العام وبتحليلات تشير إلى أن الاقتصاد الأميركي سيواصل التفوق على الاقتصادات المنافسة.
واستهل الدولار العام الجديد بأداء قوي ببلوغه، أمس الخميس، أعلى مستوى في أكثر من عامين عند 109.54 نقطة مقابل سلة من العملات ليواصل مسيرة صعود رائعة مستمرة منذ العام الماضي.
ويرجع ارتفاع العملة الأميركية إلى تشديد مجلس الاحتياطي الاتحادي (البنك المركزي الأميركي) سياسته النقدية فضلا عن قوة الاقتصاد.
وقالت تشارو تشانانا، خبيرة استراتيجيات الاستثمار في ساكسو بنك، "يبدو أن قوة الدولار مستمرة في الوقت الراهن مع بداية العام الجديد نظرا لأن قصة الاستثنائية الأمريكية متواصلة".
ومضت تقول: "إلى جانب حالة الغموض بشأن سياسات إدارة (دونالد) ترامب المقبلة، فإنك تحصل أيضا على عامل الأمان المتمثل في جاذبية الدولار".
وقبل تنصيب الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترامب في 20 يناير الجاري، تعاملت الأسواق مع عودته الوشيكة إلى منصبه بحذر في ظل انعدام اليقين بشأن خططه لفرض رسوم جمركية كبيرة على الواردات وتخفيضات ضريبية وقيود على الهجرة.
وأعطى هذا بدوره الدولار دعما إضافيا كملاذ آمن.
مكسب أسبوعي أكبر
وسجل مؤشر الدولار 109.17 نقطة ليمضي في طريقه لتحقيق مكسب أسبوعي أكبر من واحد بالمئة، وهو أقوى مكاسبه منذ نوفمبر تشرين الثاني.
وكان اليورو من بين أكبر الخاسرين مقابل الدولار، بعد أن انخفض 0.86 بالمئة في الجلسة السابقة إلى أدنى مستوياته في أكثر من عامين عند 1.022475 دولار.
وقال كايل رودا كبير محللي الأسواق المالية في كابيتال دوت كوم: "فيما يتعلق بمنطقة اليورو، قد يكون هناك تأثير مباشر لرسوم جمركية أعلى على منطقة اليورو أو اقتصاداتها، ولكن ربما يكون الأمر الأكثر أهمية هو الرسوم الجمركية الأعلى على الصين، والتي ستكون أيضا بمنزلة ضعف في منطقة اليورو".
وسجل اليورو 1.0270 دولار في أحدث معاملات، كما تتجه العملة الأوروبية الموحدة صوب انخفاض أسبوعي قدره 1.6 بالمئة وهو الأسوأ منذ نوفمبر تشرين الثاني.
وارتفع الجنيه الإسترليني 0.09 بالمئة إلى 1.2391 دولار، بعد أن هبط 1.16 بالمئة أمس الخميس ليتجه إلى خسارة نحو 1.6 بالمئة خلال الأسبوع.
تعزيز هيمنة الدولار
كما أسهمت توقعات اتساع الفارق بين سعر الفائدة الأميركية وبقية العالم في مساعدة الدولار في تعزيز هيمنته مقابل عملات أخرى.
وتتوقع الأسواق الآن أن يخفض البنك المركزي الأميركي تكاليف الاقتراض بمقدار 45 نقطة أساس فقط هذا العام، بينما تتكهن بأن يخفضها البنك المركزي الأوروبي بأكثر من 100 نقطة أساس وأن يقللها بنك إنجلترا 60 نقطة أساس تقريبا.
وارتفع الين 0.14 بالمئة إلى 157.295 أمام الدولار، لكنه لم يبتعد كثيرا عن أدنى مستوى في أكثر من خمسة أشهر عند مستوى 158.09 الذي سجله في ديسمبر.
وكانت العملة اليابانية ضحية للفارق الكبير في أسعار الفائدة بين الولايات المتحدة واليابان لأكثر من عامين الآن، وسط حذر بنك اليابان من أن يؤدي رفع الفائدة إلى المزيد من الضغط على العملة.
وانخفض الين بأكثر من 10 بالمئة في عام 2024، لتستمر خسائره للعام الرابع على التوالي.
وصعد الدولار الأسترالي 0.2 بالمئة إلى 0.6216 دولار أميركي، لكنه يظل قريبا من أدنى مستوى في عامين وفي مساره للانخفاض 0.2 بالمئة هذا الأسبوع.
وتقدم الدولار النيوزيلندي 0.16 بالمئة إلى 0.5606 دولار أميركي، إلا أنه يتجه لتسجيل خسارة أسبوعية تبلغ 0.66 بالمئة.
تابعوا آخر أخبارنا المحلية والرياضية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news
0 تعليق