حماية التراث وبناء جيل واع.. خبراء عن تعزيز تدريس ...

كشكول 0 تعليق ارسل طباعة تبليغ

تعدّ اللغة العربية والتربية الدينية من الركائز الأساسية التي تقوم عليها هوية الأفراد والمجتمعات، إذ تساهم بشكل كبير في تشكيل ثقافة الإنسان وفهمه للعالم من حوله، وفي ظل التحديات الثقافية والإنسانية التي تواجهها المجتمعات اليوم، بات من الضروري إيلاء أهمية خاصة لتعليم اللغة العربية وتعميق فهم الدين لدى الأجيال الناشئة، فقد أصبح من الواضح أن الجيل الجديد يواجه صعوبة في إتقان اللغة العربية، مما يؤثر سلبًا على قدرته على التواصل الصحيح مع تراثه الثقافي والديني.

ومن هنا، تأتي أهمية تعزيز تدريس اللغة العربية والتربية الدينية في المدارس، وهو ما أصبح موضع نقاش من قبل العديد من المسؤولين في المؤسسات التعليمية، بما في ذلك هيئة الأزهر ووزارة التربية والتعليم. 

وأمس.. استقبل فضيلة الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب، شيخ الأزهر الشريف، بمشيخة الأزهر، محمد عبد اللطيف، وزير التربية والتَّعليم والتعليم الفني.

وأكد شيخ الأزهر ضرورة تبنِّي إستراتيجية تعليم تراعي الاحتياجات الأساسية لشبابنا العربي، تربطهم بالقيم الدينية والأخلاقية واللغة العربية، في ظل طوفان الغزو الثقافي الذي يستهدف إقصاء الدين والأخلاق وتغليب ربط النشء والشباب باللغات الأجنبية على حساب لغتهم الأم اللغة العربية.

خبراء عن تدريس اللغة العربية والتربية الدينية في المدارس: "تفيد المجتمع"

 

كريمة: عامل أساسي في الحفاظ على الهوية الوطنية والثقافية

أكد الدكتور أحمد كريمة، أستاذ الفقه المقارن بجامعة الأزهر، في تصريحات خاصة لموقع "كشكول"، أن الاهتمام بتدريس اللغة العربية وتعميق الثقافة بها يعد من أفضل الوسائل لإعداد الأجيال القادمة وتعليمهم الدين الإسلامي بشكل سليم. 

وأضاف، أن ذلك يساعد في تحصين الشباب ضد تأثيرات التطرف والإرهاب، مشيرًا إلى أن اللغة العربية تشكل عاملًا أساسيًا في الحفاظ على الهوية الوطنية والثقافية، موضحا أن النصوص الدستورية تشير إلى أن اللغة العربية هي لغة الدولة الرسمية، في حين أن بعض الأسماء الأجنبية بدأت تتسلل إلى المجتمع، مما يعرض اللغة لتهديدات قد تؤثر على الثقافة والهوية. 

وأكد أن تعميق اللغة العربية ليس فقط وسيلة للحفاظ على التراث الثقافي، بل هو أيضًا جزء من الحفاظ على القيم الدينية الصحيحة، كونها لغة القرآن الكريم، وأشاد بالدعوة التي وجهها شيخ الأزهر إلى وزير التربية والتعليم لتفعيل دور اللغة العربية في التعليم، معتبرًا إياها خطوة إيجابية تعزز من ارتباط الأجيال القادمة بموروثاتهم الثقافية والدينية، كما دعا إلى ضرورة تبسيط المناهج الدراسية على الطلاب ليتمكنوا من التعلم بيسر ودون عراقيل، مما يسهم في تحسين مستوى التعليم العام في البلاد.

الدكتور أحمد كريمة
الدكتور أحمد كريمة، أستاذ الشريعة الإسلامية بجامعة الأزهر،

وعلى صعيد آخر، ناقش الدكتور أحمد زارع، المتحدث الرسمي باسم جامعة الأزهر، أهمية مناقشة فضيلة الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب شيخ الأزهر الشريف، بمشيخة الأزهر، محمد عبد اللطيف وزير التربية والتَّعليم والتعليم الفني، حول تعزيز تدريس اللغة العربية والتربية الدينية في المدارس، للحفاظ على التراث والثقافة الدينية الإسلامية.

زارع: هناك تراجعًا في قدرة النشء الحالي

وأشار الدكتور أحمد زارع، في تصريحات خاصة لموقع “كشكول”، إلى أن اللغة تعد من الركائز الأساسية لهويتنا، وأن الدين يشكل عاملًا مهمًا في الاستقامة في الحياة، وأوضح أن التحديات الثقافية التي نواجهها تجعل من الضروري التركيز على تعليم اللغة العربية والدين، خاصة في ظل التأثيرات الثقافية المختلفة التي قد تؤثر على الأجيال الجديدة.

وأضاف، أن هناك تراجعًا في قدرة النشء الحالي على إتقان اللغة العربية وفهم الدين بشكل صحيح، مما يعكس ضعفًا في التواصل مع التراث الثقافي والديني، وأكد أن هذه المناقشات تهدف إلى تعزيز الوعي الديني لدى الأجيال القادمة، وبالتالي تحسين حياتهم الفكرية والاجتماعية، وأوضح أن هذا التركيز على اللغة العربية والتربية الدينية سيكون له تأثير إيجابي على الأجيال القادمة، حيث يساعد في تقوية الهوية الثقافية والدينية الإسلامية وحمايتها من التأثيرات الخارجية.

د. أحمد زارع: كيف نتعامل أخلاقيا في مواجهة وسائل التواصل الاجتماعي؟! – بيان
الدكتور أحمد زارع، المتحدث الرسمي باسم جامعة الأزهر

قال الدكتور عاصم حجازي، أستاذ علم النفس التربوي المساعد بكلية الدراسات العليا للتربية جامعة القاهرة، إن التعاون بين وزارة التربية والتعليم والأزهر الشريف بشأن الحفاظ على اللغة العربية والاهتمام بها يمثل في الوقت الحاضر وفي كل الأوقات ضرورة ملحة وذلك للعديد من الأسباب.

وأضاف في تصريحات خاصة لموقع “كشكول"، أن اللغة العربية هي من أهم مفردات الهوية المصرية والعربية والحفاظ على اللغة العربية يعني الحفاظ على هوية الدولة والحفاظ على تماسك المجتمع ومن المعروف أن تماسك المجتمع يتأثر بوجود عدد أكبر من العناصر المشتركة بين أفراده وعلى رأسها اللغة كما أن تماسك المجتمع يؤدي إلى قوته وتزيد قدرته على البناء والتنمية، وعلى مستوى التواصل بين أفراد المجتمع فإن الاهتمام باللغة العربية يجعل عملية التواصل الاجتماعي أسهل وأيسر وهو ما يساعد على نمو العلاقات والتفاعل الإيجابي.

حجازي: يجعل الطالب أكثر قدرة على فهم المواد الدراسية الأخرى

وأكد الدكتور عاصم حجازي، على أهمية الاهتمام باللغة العربية، لأنها وسيلة لربط الطالب بتراثه وجذوره ويجعله أكثر تقديرا لهذا التراث وأكثر اهتماما واعتزازا به وبالتالي أكثر انتماء وولاء لوطنه وتاريخه وحضارته، كما أن شعور الطالب بالولاء والانتماء لمجتمعه الناتج عن دراسته للغة العربية يجعله أكثر قدرة على التصدي لموجات التغريب الثقافي والغزو الفكري وتعزز مناعته الفكرية، وعلى المستوى الأكاديمي فإن الاهتمام بدراسة اللغة العربية يجعل الطالب أكثر قدرة على فهم المواد الدراسية الأخرى كما أنه يجعله أكثر قدرة على الإبداع والتعبير عن أفكاره.

 وبالإضافة إلى ماسبق فإن اللغة العربية بفروعها المختلفة تنمي الذوق الأدبي والفني وتعمل على تنشيط قدرات عقلية عليا لدى الطلاب كالقدرة على الفهم والتطبيق والاستنتاج والتحليل والاستدلال وتقويم الحجج وغيرها وذلك نظرا لطبيعة العلوم العربية التي تعتمد على هذه المهارات فدراسة اللغة العربية هي بمثابة تدريب لجميع القدرات العقلية العليا في الدماغ وهذا التدريب سيمتد أثره إلى جميع المواد التي يدرسها الطالب، وبالتالي فإن الاهتمام بدراسة اللغة العربية له العديد من الفوائد التي تعود على الطالب وقدراته وتعود على المجتمع ككل.

عاصم حجازي: استمرار نظام الثانوية بنفس القواعد
الدكتور عاصم حجازي، أستاذ علم النفس التربوي

أراء بعض أولياء الأمور

قال محمد السيد، ولي أمر، في تصريحات خاصة لموقع “كشكول”، إن يجب على المدارس أن تحافظ على التوازن بين تدريس المواد الأكاديمية والمواد الدينية، وفهم يرون أن تعليم الأبناء مهارات التفكير النقدي والتفوق الأكاديمي لا يتناقض مع تعزيز القيم الدينية التي تساهم في تهذيب النفس ورفع مستوى الوعي لدى الطلاب.

وعلقت سميرة محمد غزال، ولية أمر، لموقع “كشكول”، أن هناك صعوبة في تعلم اللغة العربية بالشكل الصحيح، خاصة مع التأثيرات الثقافية المختلفة والاعتماد على لغات أخرى في الإعلام والتواصل الاجتماعي لذلك، يجب على المعلمين أن يدعمون المبادرات التي تهدف إلى تبسيط تدريس اللغة العربية وجعلها أكثر سهولة للطلاب في المدارس.

وعلقت ولية أمر أخرى، في تصريحاتها، أن التربية الدينية تساعد في بناء شخصية الأبناء، وتساعدهم على اتباع القيم الأخلاقية والشرعية في حياة الأجيال الصغيرة، لذلك يجب تعاليمهم الدين ومساعدتهم في تقوية سلوكهم الصحيح، بعيدًا عن التأثيرات السلبية ومن الثقافات الأجنبية الغير متوافقة مع الدين الاسلامي والمجتمع المصري.

شيخ الأزهر ووزير التعليم يناقشان تعزيز تدريس العربى والدين بالمناهج

وكان استقبل فضيلة الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب، شيخ الأزهر الشريف، أمس الخميس بمشيخة الأزهر، محمد عبد اللطيف، وزير التربية والتَّعليم والتعليم الفني.

وأكد شيخ الأزهر ضرورة تبنِّي استراتيجية تعليم تراعي الاحتياجات الأساسية لشبابنا العربي، تربطهم بالقيم الدينية والأخلاقية واللغة العربية، في ظل طوفان الغزو الثقافي الذي يستهدف إقصاء الدين والأخلاق وتغليب ربط النشء والشباب باللغات الأجنبية على حساب لغتهم الأم اللغة العربية.


كما أكَّد ضرورة التنبه للغزو الثقافي الذي يستهدف تمرير بعض السلوكيَّات التي تتعارض مع قيمنا الإسلامية والشرقية من خلال المناهج التعليمية، وأن تتبنَّى مناهج التعليم التحذير من الأمراض المجتمعية التي تصدر لنا تحت شعارات الحقوق والحريات كالمثليَّة والتحول الجنسي، وبيان موقف الدين منها، إلى جانب تعزير الانتماء للوطن، ورفع الوعي بقضايا الأمة في نفوس النشء والشباب.

كما أشار فضيلته إلى ضرورة الاهتمام بتدريس اللغة العربية، ورفع مهارات التلاميذ في الإملاء والنطق الصحيح، وتطوير قدراتهم في الإلمام بقواعد اللغة العربية، والكتابة بشكل صحيح.

ومن جانبه، أعرب وزير التربية والتعليم، عن سعادته بلقاء شيخ الأزهر، مؤكدًا أن الوزارة تبذل جهودًا كبيرة في ربط الطلاب بالمدارس، وترسيخ دور المدرسة والمعلم في التربية والتَّوجيه، وتعمل على توفير خدمة تعليميَّة مميزة في ضوء الإمكانات المتاحة، وذلك من خلال عودة دور المدرسة كمحور رئيسٍ في تعليم التَّلاميذ وتوجيه سلوكهم.

كما أشار وزير التربية والتَّعليم إلى اهتمام الوزارة بتدريس اللغة العربية ومادة التربية الدينيَّة لأهميتهما في خلق شخصية الطلاب وتعزيز شعور الانتماء للوطن.

وقد تناول اللقاء سبل تعزيز تبادل الخبرات بين الجانبين لتطوير مناهج اللغة العربية والتربية الدينيَّة بما يحقق الأهداف المرجوة في تنشئة جيل يتقن لغته الأم وترسيخ قيم ومبادئ صحيح الدين الإسلامي.

عبد الله السعيد
إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق