الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترامب قد يؤثر على السياسة البريطانية على ثلاث جبهات: الاقتصاد، وأوكرانيا، وإصلاح المملكة المتحدة. لقد شبه البعض الاتصال بين الزعيمين بما يشبه الأسطورة في «10 داوننغ ستريت»، فقبل فترة وجيزة من عيد الميلاد تحدث رئيس الوزراء البريطاني السير كير ستارمر مع ترامب. كانت هذه محادثتهما الثانية منذ الانتخابات الأميركية، وخلال المحادثة اتفق الرجلان على تعزيز «العلاقة الوثيقة والتاريخية بين المملكة المتحدة والولايات المتحدة»، وأكد ستارمر على الحاجة إلى الوقوف مع أوكرانيا.
وكما كشف بعض أسلاف ستارمر فإن عدم القدرة على التنبؤ برئيس الولايات المتحدة القادم يجعل من الصعب قراءته، والتعامل معه يصبح أكثر صعوبة، ومن المرجح أن تكون القرارات التي يتم اتخاذها على بعد 3600 ميل في البيت الأبيض حاسمة لستارمر والمملكة المتحدة.
سواء أحب نواب حزب العمال والوزراء ذلك أم لا، فمن المرجح أن يكون ترامب أحد القوى المهيمنة في السياسة البريطانية هذا العام مع إمكانية تشكيل مستقبل المملكة المتحدة. إن العلاقة الشخصية بين ستارمر وترامب مهمة. رجلان لهما خط مباشر مع ترامب هما زعيم إصلاح المملكة المتحدة نايجل فاراج وأغنى رجل في العالم إيلون ماسك، اللذان لديهما وجهة نظر قاتمة للغاية تجاه ستارمر على أقل تقدير، فقد أبدى ماسك على وجه الخصوص اهتماماً وثيقاً غير عادي بالسياسة البريطانية، ويبدو أنه يسعى إلى شيء قريب من الانتقام.
ويريد ستارمر أن يبدأ العام بالعودة إلى الأساسيات بسلسلة من الإعلانات هذا الشهر حول هيئة الخدمات الصحية الوطنية وكلفة المعيشة والهجرة. وعاد رئيس الوزراء من إجازته في «ماديرا» هذا الأسبوع لوضع اللمسات الأخيرة على سلسلة من الإعلانات حول خططه لخفض قوائم انتظار هيئة الخدمات الصحية الوطنية، والتي بلغت ذروتها بخطاب رئيس يوم الاثنين الماضي.
كان لدى ماسك أفكار أخرى، وحتى مع ظهور تفاصيل الجندي الذي توفي عندما انفجرت شاحنة «تسلا سايبرترك» خارج فندق ترامب في لاس فيغاس، كتب أغنى رجل في العالم على منصة التواصل الاجتماعي «إكس» الخاصة به، متهماً ستارمر بالفشل في مقاضاة عصابات التحرش بالأطفال عندما كان رئيساً لهيئة الادعاء العام.
ورفض ستارمر هذه الادعاءات بحجة أنه أمر بمراجعة مقاضاة المتحرشين بالأطفال وتصرف بناءً على ذلك.
كان لدى ماسك وجهة نظر مختلفة تماماً، وقال: «كان ستارمر متواطئاً مع هذه العصابات في بريطانيا عندما كان رئيساً لهيئة الادعاء العام لمدة ست سنوات»، مضيفاً: «يجب أن يرحل ستارمر، ويجب أن يواجه اتهامات بتواطئه في أسوأ جريمة جماعية في تاريخ بريطانيا».
ثم انتقد وزيرة حماية الأطفال جيس فيليبس لرفضها إجراء تحقيق وطني في استغلال الأطفال في «أولدهام»، وقال: «إنها تستحق أن تكون في السجن»، ووصفها بأنها «مدافعة عن الاعتداء على الأطفال والإبادة الجماعية».
في الوقت نفسه يبذل «داوننغ ستريت» وكبار الوزراء قصارى جهدهم لتجاهل هجمات ماسك، ويتخذون الحذر من إعطائه المزيد من الأكسجين. ويشير كبار الشخصيات في حزب العمال إلى حقيقة مفادها أن ماسك شخصية غير شعبية في المملكة المتحدة.
ويعد ترامب غير متوقع مثل ماسك، فبينما واجهت «داوننغ ستريت» الضجة المستمرة حول ماسك وعصابات الأطفال، فتح الرئيس المنتخب جبهة بشأن توربينات الرياح. وعلى ما يبدو اتهم حزب العمال بارتكاب «خطأ كبير جداً» بزيادة ضريبة الأرباح غير المتوقعة على أرباح النفط والغاز في بحر الشمال. ودعا بريطانيا إلى «فتح بحر الشمال» و«التخلص من طواحين الهواء»، في إشارة إلى مزارع الرياح البحرية. وإلى حد ما تستعد «داوننغ ستريت» لمثل هذه الهجمات، حيث تأتي هجمات ماسك الآن يومياً تقريباً. والقلق الأكبر يدور حول تهديد التعريفات الجمركية. عن «التايمز»
تابعوا آخر أخبارنا المحلية والرياضية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news
0 تعليق