تحل اليوم الذكرى الرابعة والستون لرحيل بيرم التونسي، الشاعر الذي أبدع في التعبير عن نبض الشارع المصري، وسجل اسمه بين أعظم شعراء العامية. وُلد في 23 مارس 1893، ورحل عن عالمنا في 5 يناير 1961، مخلفًا إرثًا فنيًا خالدًا.
نشأة بيرم التونسي
ولد محمود محمد مصطفى بيرم الحريري في حي الأنفوشي بالإسكندرية لعائلة تونسية الأصل. بعد وفاة والده، اضطر لترك الدراسة والعمل بالتجارة، لكنه وجد شغفه الحقيقي في الشعر، ما مهد له طريقًا مختلفًا مليئًا بالتحديات والإبداع.
البداية الشعرية
بدأ بيرم التونسي مسيرته الشعرية بجرأة، حيث نشر أولى قصائده الساخرة بعنوان "المجلس البلدي". انتقد فيها سياسات المجلس المحلي، ولاقت القصيدة صدى واسعًا جعل اسمه يتردد بين الناس. خفة ظله وسخريته اللاذعة لم تكن مجرد تسلية، بل وسيلة لانتقاد الأوضاع الاجتماعية والسياسية.
علاقته بسيد درويش وتأثيره الفني
جمعته علاقة فريدة بفنان الشعب سيد درويش، حيث تآلفت كلماته مع ألحان درويش لتقديم أعمال خالدة تعبر عن هموم الناس وتطلعاتهم. كانا يستشيران بعضهما في مختلف الأمور، ما أضاف لنتاجهما عمقًا وتأثيرًا.
دور بيرم في ثورة 1919
برز دور بيرم في ثورة 1919 من خلال أشعاره التي ألهبت مشاعر الجماهير وحفزتهم على المطالبة بحقوقهم. لكن انتقاداته الحادة للنظام الحاكم، خاصة في قصيدته "الباميا الملكي والقرع السلطاني"، أدت إلى نفيه خارج البلاد.
المنفى والعودة
بعد نفيه إلى فرنسا، عاش ظروفًا قاسية، لكنه تمكن من العودة إلى مصر سرًا. استمر في الكتابة والنشر، ورغم مضايقات السلطات، لم يتوقف عن التعبير عن قضايا مجتمعه. حصل على عفو ملكي عام 1938، ليستأنف حياته الإبداعية في وطنه.
إبداعات خالدة
كتب بيرم التونسي العديد من الأغاني والمونولوجات التي أصبحت جزءًا من التراث المصري، منها:
"هو صحيح الهوى غلاب"
"أنا في انتظارك"
"الورد جميل"
"القلب يعشق كل جميل"
حتى أن طه حسين وصفه قائلًا: "أخشى على الفصحى من عامية بيرم".
الجنسية المصرية ورحيله
في عام 1960، حصل بيرم التونسي على الجنسية المصرية تقديرًا لإبداعه، لكنه رحل بعد أشهر قليلة إثر صراع مع مرض الربو. ترك خلفه تراثًا أدبيًا وفنيًا يعبر عن هموم الناس وأحلامهم، ويبقى شاهدًا على عبقرية لا تنسى.
للمزيد تابع
خليجيون نيوز على: فيسبوك | إكس | يوتيوب | إنستغرام | تيك توك
0 تعليق