كيف يؤثّر ماسك على علاقة بريطانيا بترامب وحزب الإصلاح؟

بلدنا اليوم 0 تعليق ارسل طباعة تبليغ

الاحد 05 يناير 2025 | 12:50 مساءً

إيلون ماسك و رئيس الوزراء البريطاني كير ستارمر

إيلون ماسك و رئيس الوزراء البريطاني كير ستارمر

كتب : محمود أمين فرحان

لم تكن بداية عام 2025 كما توقعها كير ستارمر أو أرادها,ففي الساعات الأولى من العام الجديد، أطلق إيلون ماسك سلسلة من المنشورات الغاضبة والاتهامات الموجهة لرئيس الوزراء البريطاني، مما أوقع حكومته في مواجهة علنية غير مسبوقة, وفقًا لشبكة "سي إن إن" الأمريكية .

خلال الأيام التالية، أعاد ماسك فتح ملف فضيحة عصابات الاعتداء الجنسي التي استمرت لسنوات، كما دعا إلى الإفراج عن الناشط اليميني المتطرف تومي روبنسون، الذي يقضي حاليًا عقوبة بالسجن.

ماسك، الذي كان له دور بارز في دعم حملة الرئيس الأمريكي المنتخب دونالد ترامب، نشر أو أعاد نشر أكثر من 50 منشورًا على منصة "إكس" حول قضايا الاعتداء الجنسي على الأطفال في المملكة المتحدة.

 كما طالب بعزل ستارمر ووزيرته لشؤون الحماية، وإجراء انتخابات مبكرة، بل ودعا الملك تشارلز الثالث لحل البرلمان – وهي خطوة لم تحدث منذ نحو قرنين من الزمن وقد تؤدي إلى أزمة دستورية.

تدخل ماسك في السياسة الأوروبية

هذه القضايا تمثل أحدث اهتمامات ماسك، ولكن علاقته المتوترة مع ستارمر ليست جديدة, فمع اقتراب موعد تنصيب ترامب، تزايد تدخل ماسك في السياسة الأوروبية، مشيدًا بشخصيات يمينية متطرفة، ومنتقدًا بشدة المؤسسات والسياسات الأوروبية, كما تلقى تحذيرًا من الرئيس الإيطالي بضرورة الابتعاد عن شؤون بلاده.

ما التحدي الذي يمثله ماسك؟

أصبح ماسك تحديًا جديدًا ومعقدًا لستارمر، الذي يسعى جاهداً لاستمالة ترامب مع محاولته في الوقت نفسه احتواء النفوذ المتزايد لحزب "الإصلاح"، الحزب الشعبوي المعادي للهجرة والذي حظي بدعم ماسك.

 وصرح نايجل فاراج، زعيم حزب الإصلاح، قائلاً: على قناة GB News

"إيلون ماسك يمثل شخصية ملهمة، خاصة بين الشباب, ودعمه يساعدنا كثيرًا لأنه يمنحنا رؤية أوضح حول كيفية النجاح، كما حدث في أمريكا."

هل يمكن تجاهل ماسك؟

لم يبدأ الخلاف بين ماسك وحكومة ستارمر هذا الأسبوع, فقد وصف ماسك بريطانيا سابقًا بأنها "دولة بوليسية" بسبب تعاملها مع احتجاجات اليمين المتطرف, كما عبر عن دعمه لحزب الإصلاح، الذي بات ينافس الحزبين الرئيسيين في استطلاعات الرأي.

وفي ألمانيا، اتُهم ماسك بمحاولة التأثير على الانتخابات من خلال دعمه لحزب "البديل من أجل ألمانيا" اليميني المتطرف، المعروف باستخدامه شعارات وأيديولوجيات تعود للحقبة النازية.

وفي بريطانيا، أصبح اهتمام ماسك بتومي روبنسون نقطة محورية في علاقته مع اليمين المتطرف، حيث اعتُبر رمزًا لليمين عبر الإنترنت.

ستارمر وخياراته المحدودة

بالنسبة لرئيس الوزراء البريطاني، تجاهل ماسك بالكامل ليس خيارًا واقعيًا, فرغم امتناعه حتى الآن عن الرد على اتهامات ماسك بشأن فضيحة عصابات الاعتداء، قد يُجبر على اتخاذ موقف أكثر صرامة لحماية وزرائه من حملات الإساءة عبر الإنترنت.

أحد النواب العماليين قال لـ"سي إن إن":

"لا يجب أن يُمنح ماسك وأمثاله المجال لتقويض الحكومة المنتخبة من قبل الشعب البريطاني, لكن تأثيره المتزايد على السياسة البريطانية يستدعي الانتباه، خاصة في ظل استغلال وسائل التواصل الاجتماعي للتأثير على الرأي العام."

في المقابل، لا يمكن للحكومة أن تتجاهل أهمية بناء علاقة قوية مع إدارة ترامب القادمة, فالولايات المتحدة تُعد الحليف الأقرب لبريطانيا، وماسك يبدو حاليًا أحد أبرز المقربين من الرئيس الأمريكي المنتخب.

معادلة معقدة

بينما يسعى ستارمر لتعزيز علاقته مع ترامب، فإنه يواجه تحديًا كبيرًا يتمثل في إدارة تأثير ماسك المتزايد على السياسة المحلية, ودعم ماسك لحزب الإصلاح يمثل فرصة للمعارضة الشعبوية بقيادة فاراج، ولكنه أيضًا يشكل خطرًا بسبب ميول ماسك لدعم شخصيات يمينية متطرفة مثيرة للجدل.

في النهاية، يبقى موقف ستارمر حساسًا للغاية، حيث يسعى للحفاظ على التوازن في علاقته مع ترامب مع تجنب التصعيد مع ماسك، الذي أصبح لاعبًا جديدًا وغير تقليدي في السياسة البريطانية.

أحمد مسعود
إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق