الألعاب المفقودة.. تأثير الحروب والنزاعات على مرحلة الطفولة|تقرير

بلدنا اليوم 0 تعليق ارسل طباعة تبليغ

الاحد 05 يناير 2025 | 01:00 مساءً

تأثير الحرب على الأطفال

تأثير الحرب على الأطفال

كتب : ولاء هيكل

يتعرض الأطفال تحت نيران الحروب والقصف المُستمر  لضغوطات نفسية صعبة تجعل منهم دُمى غير حية تقوم المُنظمات بتحريكهم من هنا وهناك، تلك الدمى التي من المُفترض أن تكون ألعاب لهم بل أصبحت "الدُمى المفقودة" التي أختفت من أمامهم وتحولت إلي داخلهم، فأطفال الحروب أصبحوا أجساد بلا مشاعر بعد فقدهم للحياة الطبيعية التي من المُفترض أن يعيشوها مثلهم مثل كل الأطفال في جميع أنحاء العالم الذين يعيشون حياة طبيعية وسط الألعاب والأشياء الترفيهية والتعليمية بشكل ترفيهي.

وسلبت الحروب من الأطفال كل تلك المظاهر الترفيهية المُعتادة لأى طفل حتى ولو كان ذلك الطفل يعيش حياة بسيطة ولكن يعيشها بأمان في مجتمع آمن مُستقر ليس تحت تهديد الموت المُستمر، فهناك طُرق بسيطة يستطيع منها أن يُمارس طفولتهُ الطبيعية.

معاناة الأطفال في الحروب

تؤدي الحروب والنزاعات المُسلحة بكل أشكالها إلي سقوط كثير من الأطفال كشهداء وضحايا ليس لهم أي ذنب، فلا يستطيع أن يُتابع حياتهُ الطبيعية فيذهب إلي العالم الآخر، أو يفقد أحبائة فيتعرض لتشوهات نفسية ومن الممكن أن تمتد تلك التشوهات إلي تشوهات جسدية أو إصابات دائمة، وتُصبح وصمة على جسدهُ تُذكرهُ بالظروف القاسية التى مرت عليهِ إذا أنتهت الحروب.

فتتعرض الأسر إلى التفرق والتمزق بسبب الحروب فهذا جانب من جوانب المُعاناة التي يمر بها الأطفال، فهناك طفل يفقد والدتهُ فيكون لهُ صدى كبير على نفسيتهُ، وطفل يفقد والدهُ فيكون لهُ صدى آخر من جانب آخر على نفسيتهُ، وطفل آخر يفقد كل من يعولهُ، فيكون عليهِ أن يعول نفسهُ ويتحول إلي أداة فاقدة للمشاعر يبحث عن إحتياجاتهُ الأساسية من طعام وشراب وينسى كل المعاني الأساسية للطفولة الطبيعية.

تجنيد الأطفال في صفوف المُقاومة والفصائل المُسلحة

تستغل بعض القوات والفصائل المُسلحة أطفال الحروب الذين فقدوا ذويهم بحجة حمايتهم من الأخطار التي من المُمكن أن يتعرضوا لها ويقوموا بضمهم إلي صفوف المُقاومة، فالفصائل المُسلحة تستبدل تقديم الهدايا والألعاب للأطفال بتقديم الأسلحة لهم وتعليمهم كيفية التعامل مع الأشكال المُختلفة من الأسلحة، فبذلك يفقد الأطفال كل طرق الرفاهية في طفولتهم ويتجهوا إلى كل أشكال العنف في تعامُلاتهم المُستقبلية.

تتعرض المدارس والمُستشفيات لأضرار بالغة بسبب تلك الحروب التي تقضي على كل أمال وأشكال الحياة لكل الأطفال، فالأطفال من حقوقهم علي المجتمع الدولي أن ينالوا حقهم في التعليم، فالتعليم هو أساس الطفولة أن يعرف الطفل كل مايدور من حولهُ وإلا سيصبح إنسان بلا أهمية وبلا هدف وبلا معرفة، فعندما يكبر الطفل يشعر أنهُ كان لابد أن يكون في عداد الموتى لأنه لا يشعر بأهميتهُ من خلال جهلهُ لما حولهُ.

التأثيرات النفسية علي الأطفال أثناء الحروب

يتعرض الأطفال الذين مروا في فترة من حياتهم لحرب داخل بلدهم أو أماكن تواجدهم، يتعرضون لحالات من الأمراض النفسية والصدمات النفسية، فمن ضمن تلك التأثيرات النفسية وإضطرابات مابعد الصدمة:

1_ حالة من الخوف الشديد والرهبة من كل شئ.

2- الإرتجاف غير المُسيطر عليه من أجسادهم الصغيرة.

3- عدم القدرة على الانتباه والتركيز على أي كلام أو أي قدرة على التعليم.

4_ التشتت العام في كل شئ.

5- الحزن والبكاء المُستمر في أي وقت بدون سبب.

6- الأرق وعدم القدرة علي الإسترخاء الجسدي.

الألعاب المفقودة في حياة الأطفال أثناء الحروب

يعتمد الأطفال الطبيعيين في حياتهم الطبيعية بالمُجتمعات الآمنة على الألعاب وكل أشكال الرفاهية، أما أطفال الحروب أصبحت ألعابهم ألعاب مفقودة ذهبت تحت الرُكام وأحترقت من قصف النزاعات المُسلحة.

وأصبح كل طفل يبحث على لعبة يستبدلها بألعابهُ المفقودة، فأتخذوا الألعاب القديمة رفاهية لهم وسط الرُكام والمباني المُتهدمة يجرون ويلعبون بالأحبال والمربعات الصغيرة التي ينقشوها علي الأرض ليقوموا بالتنطيط علي تلك المُربعات الصغيرة، فيُحاولون نقش البسمة الصغيرة علي وجوههم وسط الهموم والضغوطات التي تحول بينهم وبين طفولتهم الطبيعية.

عبد الله السعيد
إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق