من الإليزيه إلى المحكمة.. كيف أوقعت أموال القذافي بساركوزي؟

البوابة نيوز 0 تعليق ارسل طباعة تبليغ
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news

بدأت في العاصمة الفرنسية باريس، اليوم الاثنين، محاكمة الرئيس الفرنسي السابق نيكولا ساركوزي بتهمة تلقي ملايين اليوروهات من الرئيس الليبي الراحل معمر القذافي لتمويل حملته الانتخابية الرئاسية في عام 2007. وتعتبر هذه القضية واحدة من أكثر القضايا السياسية تفجرًا في فرنسا، حيث تشمل لائحة الاتهام وزراء سابقين وعددًا من الشخصيات المقربة من ساركوزي.

تفاصيل القضية

تتهم النيابة العامة ساركوزي، البالغ من العمر 69 عامًا، بتلقي أموال نقدية من القذافي عبر وسيط، حيث زُعِم أنها نقلت داخل حقائب في سويسرا لدعم حملته الانتخابية. كما يواجه تهمًا بالتآمر مع حكومة أجنبية، وهي اتهامات قد تصل عقوبتها إلى السجن لمدة عشر سنوات إذا ثبتت إدانته.

سياق تاريخي ومعطيات جديدة

تعود جذور القضية إلى عام 2012 عندما نشر موقع "ميديابارت" الاستقصائي وثائق تشير إلى أن نظام القذافي وافق على تقديم ما يصل إلى 50 مليون يورو لحملة ساركوزي. ويُزعم أن تلك الأموال دُفعت بعد وعد فرنسي بتسهيل عودة ليبيا إلى الساحة الدولية وإسقاط مذكرة فرنسية ضد مسؤولين ليبيين كبار، من بينهم عبد الله السنوسي، صهر القذافي.

ورغم أن تاجر الأسلحة الفرنسي اللبناني، زياد تقي الدين، كان شاهدًا رئيسيًا في القضية، إلا أنه تراجع في وقت لاحق عن أقواله، مما أضاف تعقيدًا جديدًا للمحاكمة.

الدفاع والردود

ساركوزي نفى جميع التهم ووصف القضية بأنها "خيال المدعي العام"، مؤكدًا أنه لم يتلقَّ أي أموال من القذافي. وقال محاميه كريستوف إنجرين إن موكله مستعد للدفاع عن نفسه بقوة أمام المحكمة، مشيرًا إلى أن الادعاءات بنيت على "أسس واهية".

المدانون المحتملون وشخصيات بارزة

تشمل المحاكمة شخصيات مقربة من ساركوزي، منها كلود جيان، رئيس أركانه السابق، وبرايس هورتيفو، وزير داخليته الأسبق. كما يواجه عدد من المتهمين الآخرين اتهامات بمحاولة عرقلة سير العدالة في القضية.

أبعاد سياسية ودولية

تعد هذه المحاكمة الأولى من نوعها منذ الحرب العالمية الثانية التي يُتهم فيها رئيس فرنسي سابق بالتآمر الجنائي مع حكومة أجنبية. وتأتي القضية وسط استدعاءات متكررة لساركوزي من قبل الرئيس الفرنسي الحالي، إيمانويل ماكرون، كمستشار في شؤون الدولة، مما يثير تساؤلات حول تأثير المحاكمة على الساحة السياسية الفرنسية.

ومن المتوقع أن تستمر المحاكمة حتى أبريل المقبل، حيث ستعرض خلالها وثائق رفعت عنها السرية حول العلاقات بين أجهزة الاستخبارات الفرنسية ونظام القذافي. ويبقى السؤال: هل ستنهي هذه القضية حياة ساركوزي السياسية أم ستكون نقطة تحول جديدة في تاريخه؟

صلاح جميل

الكاتب

صلاح جميل

إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق