في سلسلة من تطوير مواني مصر, كان لا يمكن تجاهل ميناء البرلس, الذي لطالما حلم الصيادون في كفر الشيخ وطالبوا بتطويره, وتوفير الخدمات اللوجستية, التي تعم بالنفع على الدولة وعلى الصيادين, خاصة أن ميناء البرلس يقع في محافظة كفر الشيخ, بمدينة البرلس, على امتداد البحر الأبيض المتوسط, وبحيرة البرلس, على مساحة 75 فدان, وبقدرة استيعابية 500 مركب صيد, إضافة لوجود مهبط للطائرات الهليكوبتر يسع 3 طائرات, ومحطات لتموين الوقود, وورش لأعمال الصيانة, ومخازن متعددة للصيادين, وحلقات لبيع الأسماك.
حيث تحتل محافظة كفر الشيخ المرتبة الأولى في إنتاج الأسماك على مستوى الجمهورية, تقترب من نصف الإنتاج العام بنسبة 45% باختلاف الأنواع, وذلك لتنوع المصادرالطبيعية بالمحافظة.
وقال أحمد عبده نصار, نقيب الصيادين, إن تطوير ميناء البرلس أغدق الخدمات على الصيادين, ووفر كل ما يحتاجه الصياد, من ورش صيانة, وتموين مراكب الصيد بالمواد البترولية, كذلك توفير المواد الغذائية للصيادين, وكافة الخدمات اللوجستية, التي تساعد الصياد في مهامه, وتوفر الوقت والمجهود والأموال, لأن الصيادون في السابق كانوا يذهبون إلى مراسي ومواني أخرى بعيدة, لأغراض الصيانة والتموين, في حين أنها تعود بالمنفعة على الدولة وعلى موارد المحافظة بشكل خاص, مشيدًا بدور محافظ كفر الشيخ في الاهتمام بالثروة السمكية, وعقده لقاءات دورية كل شهر أو شهرين للاستماع لمطالب الصيادين والعمل على حلها, مضيفًا أنه في السابق كان الصيادين يتم منعهم من دخول المحافظة, وليس فقط مقابلة المحافظ.
تأثر ميناء البرلس بتوقف حركة الملاحة بسبب العوامل الجوية
وأوضح نقيب الصيادين أن توقف حركة الملاحة والصيد بسبب التغيرات المناخية يؤثر بالسلب على موارد الميناء وعلى الصيادين, خاصة في الفترة من شهر ديسمبر حتى مارس, تكون حركة الصيد قليلة بسبب النوات التي تضرب البحار في هذا التوقيت وهم "نوة القاصي, ونوةالمكنسة, ونوة الشمس الكبرى, ونوة الشمس الصغرى, ونوة الغطاس" مما ينعكس هذه الفترة على أسعار الأسماك, بسبب قلة الانتاج, وقلة المعروض, لأن الانتاج في وقت توقف الصيد, يعتمد على مصدر وحيد فقط وهو المزارع السمكية, مما يعطى الفرصة للتجار لاستغلال الوضع وارتفاع الأسعار.
وطالب النائب يونس عبد الرازق, عضو مجلس النواب عن دائرة البرلس وبلطيم بكفر الشيخ, بتحويل ميناء البرلس من ميناء صيد, لميناء تجاري لأنها تطل على البحر الأبيض المتوسط, وموقعها يتوسط جمهورية مصر العربية, مما يساهم في توفير فرص عمل وانتعاشة موارد المحافظة, واقتصاد الدولة المصرية, مشيرًا إلى أن زيادة رفع علم مصر وسط سفن العالم يؤكد على مكانة مصر الطبيعية في العالم.
وأضاف " عبد الرازق" أن تطوير الميناء أضفى إليه الكثير من المزايا التي افتقدها لسنوات طويلة, لكن تحويله لميناء تجاري عالمي يحتاج إلى تركيز الدولة على الصناعة البحرية وخاصة مراكب الصيد, وفي المقدمة محافظة كفر الشيخ بحكم أهميتها ومقعها البحري المتميز.
ومن جانبه قال الدكتور محمد رأفت, معاون محافظ كفر الشيخ, إن اللواء علاء عبد المعطي, محافظ كفر الشيخ, منذ توليه وهو يدرك أهمية ميناء البرلس بالنسبة لموارد المحافظة, وحركة الصيد فيها, حيث ارتفعت موارد الميناء التجارية هذا العام عن الأعوام السابقة, بعوامل التنمية والتطوير المستمرة داخل الميناء.
وفي الحديث عن بدائل داخل المحافظة, في حالة توقف ميناء البرلس
أعلن معاون المحافظ, أنه تم تخصيص قطعة أرض بقرية برج مغيزل في مركز مطوبس لإنشاء مرسى بحري آخر بالمحافظة, على امتداد نهر النيل, لتقديم كافة الخدمات اللوجيستية للصيادين, وصيانة وتموين مراكب الصيد, بدلًا من الذهاب إلى مواني ومحافظات أخرى بعيدة.
وأضاف " رأفت" أن محافظ كفر الشيخ وافق على إنشاء مدرسة فنية تجريبية لزراعة الأسماك وبناء السفن, , لتكون هي الأولى من نوعها في الشرق الأوسط, وذلك بمنطقة الجزيرة الخضراء بجوار مزرعة غليون للأسماك على مساحة 21 ألف متر مربع, تشمل 15 فصلًا تعليميًا, بـ3 تخصصات مختلفة, وتم اعتماد القرار من مجلس الوزراء, وهيئة الأبنية التعليمية, وسيتم البدء في التنفيذ خلال وقت قريب.
0 تعليق