الاربعاء 08 يناير 2025 | 06:23 مساءً

احتضنت القاهرة اليوم، الأربعاء، قمة ثلاثية تجمع بين الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، ورئيس الوزراء اليوناني كيرياكوس ميتسوتاكيس، والرئيس القبرصي نيكوس خريستودوليديس.

القمة، التي تُعد العاشرة من نوعها منذ انطلاق آلية التعاون الثلاثي عام 2014، جاءت في ظل ظروف إقليمية ودولية متغيرة، لتناقش قضايا سياسية واقتصادية ملحة وتفتح آفاقًا جديدة للتعاون بين الدول الثلاث.

تعزيز التعاون الاقتصادي

تصدرت القضايا الاقتصادية أجندة القمة، حيث تسعى مصر واليونان وقبرص إلى تعزيز أطر التعاون التجاري والاستثماري عبر آلية التعاون الثلاثي.

وشملت المحاور الأساسية للقمة تطوير مشروعات الطاقة، مثل الربط الكهربائي بين مصر واليونان، وتوسيع استخدامات الطاقة المتجددة والهيدروجين الأخضر.

من جانب آخر، استضاف اتحاد الغرف التجارية المصرية منتدى الأعمال المصري اليوناني القبرصي، بمشاركة أكثر من 270 شركة تمثل الدول الثلاث.

ويهدف المنتدى إلى استكشاف فرص التعاون في قطاعات الطاقة، الصناعة، الزراعة، والثروة السمكية، إضافة إلى البنية التحتية والخدمات الصحية.

ويعد المنتدى منصة هامة لتوطيد العلاقات الاقتصادية بين الشركات، حيث تمثل مصر بوابة استراتيجية للأسواق الأفريقية، مما يجعل التعاون مع قبرص واليونان فرصة مثالية لتوسيع نطاق الاستثمارات.

قضايا إقليمية ودولية على طاولة النقاش

لم تغب القضايا السياسية والإقليمية عن جدول أعمال القمة، إذ ناقش القادة تطورات الأوضاع في منطقة الشرق الأوسط وشرق المتوسط.

ومن بين أبرز الملفات التي تم تناولها، الحرب في قطاع غزة، الأزمات في سوريا وليبيا، إضافة إلى الأوضاع المتوترة في السودان والصومال.

وتعكس القمة أهمية التعاون الثلاثي في مواجهة التحديات الإقليمية، خاصة في ظل التصعيدات المستمرة وتأثيرها على الأمن والاستقرار في المنطقة.

كما ناقشت القمة الجهود المشتركة لمكافحة الهجرة غير الشرعية، وتفعيل التعاون الأمني لمواجهة التهديدات العابرة للحدود، مثل الإرهاب والجريمة المنظمة.

اقتصادي: القمة المصرية اليونانية القبرصية تعزز الاستثمار والطاقة

أكد الدكتور أشرف غراب، الخبير الاقتصادي ونائب رئيس الاتحاد العربي للتنمية الاجتماعية بمنظومة العمل العربي بجامعة الدول العربية لشئون التنمية الاقتصادية، أن القمة الثلاثية التي جمعت بين الرئيس عبدالفتاح السيسي، والرئيس القبرصي نيكوس خريستودوليديس، ورئيس وزراء اليونان كيرياكوس ميتسوتاكيس، تعد محطة هامة لتعزيز التعاون الاقتصادي والاستثماري بين الدول الثلاث.

تعزيز التعاون الثلاثي منذ 2014

وأشار غراب، في تصريحات خاصة لـ"بلدنا اليوم"، إلى أن القمة العاشرة ضمن آلية التعاون الثلاثي التي انطلقت في 2014، ركزت على تعزيز مجالات التعاون في الطاقة، خاصة الربط الكهربائي بين مصر واليونان، إلى جانب مشروعات الهيدروجين الأخضر والطاقة المتجددة، وهو ما يمثل نقلة نوعية في علاقات الشراكة بين الدول الثلاث.

مشاركة واسعة للشركات

وأوضح غراب أن حضور أكثر من 70 شركة يونانية وقبرصية بجانب 200 شركة مصرية في المنتدى الاقتصادي المصري اليوناني القبرصي على هامش القمة، وفر منصة لعرض الفرص الاستثمارية في مصر، خاصة في قطاعات الطاقة والبنية التحتية والصناعة.

وأضاف أن مصر تمتلك مقومات جاذبة للاستثمارات الأجنبية مثل المنطقة الاقتصادية لقناة السويس، والبنية التشريعية المحفزة، ومشروعات الطاقة المتجددة.

توسيع التعاون في الطاقة والغاز

وتابع غراب: "القمة شهدت تعزيز مشروعات استراتيجية مثل شبكة الطاقة الخضراء (جريجي)، وهو كابل بحري لنقل الكهرباء يعتمد على مصادر الطاقة المتجددة بمصر وينتج 3 آلاف ميجاوات، مما يقلل استهلاك الغاز ويوفر دخلًا قوميًّا كبيرًا؛ كما جرى التوقيع على اتفاقيات لتسويق الغاز الطبيعي من مصر إلى دول شرق أوروبا عبر اليونان، بما يعزز مكانة مصر كمحور رئيسي لتصدير الطاقة".

زيادة التبادل التجاري والسياحي

ولفت غراب إلى أن اليونان وقبرص شريكان اقتصاديان مهمان لمصر، حيث بلغ حجم التبادل التجاري بين مصر واليونان 1.93 مليار يورو في 2023، في حين بلغت صادرات مصر لقبرص 70.5 مليون دولار.

كما أشار إلى الجهود المبذولة لزيادة أعداد السياح الوافدين من قبرص واليونان إلى مصر، خاصة بعد زيارة محافظ جنوب سيناء لليونان للترويج للمقاصد السياحية المصرية.

واختتم غراب تصريحه بالتأكيد على أهمية القمة في إطلاق مشروعات مثل خط الغاز البحري بين مصر وقبرص، الذي ينقل الغاز من حقل أفروديت إلى مصانع الإسالة في مصر لإعادة تصديره، مما يعزز مكانة مصر في أسواق الطاقة العالمية.