قناصة يشكون تراجع الطرائد من الحجل والأرانب البرية في غابات المغرب

هسبيرس 0 تعليق ارسل طباعة تبليغ

بحلول الخامس من شهر يناير الجاري انتهت الأشهر الثلاثة المكونة لموسم صيد الحجل والأرانب بالمغرب، والذي لم يكن وفق قناصة “مرضيا”، إذ كشف هؤلاء تسجيل “تراجع كبير في عدد الوحيش بالمناطق الغابوية المسموح بها لممارسة نشاط الصيد الذي بدأ في السادس من شهر أكتوبر الماضي”.

وأكد قناصة لهسبريس “تراجع الوحيش بالغابات المغربية سنة بعد سنة، كنتيجة لتوالي سنوات الجفاف الذي أثر على تكاثر عدد من الأصناف، خصوصا الحجل والأرانب”، موضحين أن “عددا من المهنيين لم يعودوا يستطيعون استيفاء العدد المسموح به بموجب القوانين المنظمة لهذه العملية”.

وطمأن هؤلاء كذلك بخصوص المسألة المتعلقة بـ”البراكوناج” أو القنص العشوائي الخارج عن الضوابط المعمول بها، إذ لفتوا إلى أن “المجهودات التي يتم القيام بها من قبل المؤسسات المعنية بالموضوع تمكّنت من تخفيض عدد الحالات على مستوى مناطق مؤجرة تصل إلى حوالي 4 ملايين هكتار”.

وأفاد البشير نيغز، رئيس جمعية “صاكا” للقنص حارس جامعي بإقليم كرسيف، بـ”تسجيل نقص كبير في الوحيش هذا الموسم مقارنة مع المواسم الماضية، خصوصا فيما يتعلق بالحجل والأرانب، والذي تسبب فيه الجفاف بشكل أساسي، إلى درجة أن عددا من القناصة لم يعودوا يستطيعون توفير العدد المسموح به من الطرائد قانونيا”.

وأكد نيغز، في تصريح لهسبريس، أن “نسبة المخالفات المسجلة من قبل القناصين العشوائيين هو الآخر تراجع بفعل المجهودات التي تتم في هذا الصدد والمتمثلة في توفير الحراس الجامعيين على مستوى الغابات من أجل ضمان الاستدامة والحفاظ على التنوع البيولوجي للسنوات المقبلة”.

وزاد الحارس الجامعي ذاته: “على سبيل المثال، قمت بمراقبة دورية في حق ما يصل إلى 30 صيادا؛ غير أنه اكتشفت شخصيا أنهم بالكاد حصلوا على 5 وحدات من الحجل وأرنبين، بما يبرز بشكل كبير المستوى البيئي الذي وصلنا إليه”، لافتا إلى أنه “أمر لا يخص الجهة الشرقية لوحدها؛ بل يهم جميع مناطق المملكة، ويبرز بشكل أساسي النقص الحاد في الطرائد””.

وتابع رئيس جمعية “صاكا” للقنص: “نحن أمام واقع واضح يتميز بتراجع الوحيش على مستوى الغابات المغربية، بما فيها الحجل والأرانب؛ مما يبين جليا أن الجفاف يبقى ذو وقع سلبي على النسيج الغابوي”، مؤكدا أن “الأمر يزداد حدة سنة بعد سنة، ويمكن أن يستمر في التدهور خلال السنوات المقبلة بارتفاع منسوب الجفاف”.

من جانبه، أكد محمد غلام، قناص عن “جمعية الزعرية للقنص”، وجود “تراجع مهول في عدد الطرائد على مستوى المجال الغابوي؛ وهو أمر يبقى طبيعيا في نهاية المطاف لارتباطه أساسا بالجفاف الذي أثر سلبا على حيوية هذا المجال”، مشددا على أن “مشكل القنص العشوائي أو البراكوناج تراجع هو الآخر”.

وأفاد غلام، في تصريح لهسبريس، بـ”وجود مشكل آخر يتعلق بتأثر الطرائد المستقرة بالأصناف الأخرى من الوحيش، بمعنى أن الافتراس البيني يتسبب في هذا المشكل كذلك”، متابعا: “النقص الحاد سُجل بالحدة الكبيرة، خصوصا في نسب الحجل. أما عدد الأرانب فكان على العموم مستقرا بجهة الرباط سلا القنيطرة”.

وحسب المتحدث ذاته، فإن “القناصين المهنيين الذين يؤدون ما يصل إلى 3 آلاف درهم سنويا كرسوم لفائدة الجمعيات لم يعودوا يستفيدون من الطرائد التي توازي هذه الرسوم، مقارنة مع ما سبق دائما”، في وقت أشار فيه إلى أن “الوضعية نفسها تقريبا تهم المجال الغابوي بالمغرب تقريبا”.

كما سجّل القناص عن “جمعية الزعرية للقنص” “الحاجة إلى ضمان التنوع البيولوجي صارت حتمية، فضلا عن ضرورة دخول الجهات الرسمية على الخط من أجل اقتراح برامج لإعادة التأهيل وتسهيل تكاثر الوحيش من جديد بعدما تضرر بفعل الجفاف الذي توالى خلال السنوات الأخيرة”.

صلاح جميل

الكاتب

صلاح جميل

إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق