تُعتبر الثانوية العامة إحدى القضايا المحورية في مجال التعليم بمصر، حيث لا تزال تمثل مرحلة فارقة في حياة الطلاب وتثير الكثير من الجدل حول أساليب التعليم والتقييم المتبعة.
وفي ظل التغيرات المستمرة، ظهر مقترح تطبيق نظام “البكالوريا” كبديل محتمل للثانوية العامة التقليدية، إلا أن هذا المقترح أثار مخاوف وتساؤلات عديدة بين المعنيين بالعملية التعليمية.
وصرّح الدكتور رضا مسعد، رئيس التعليم العام الأسبق وأستاذ بجامعة دمياط، في تصريحات خاصة لموقع “كشكول”، بأن فكرة نظام البكالوريا قد لا تكون الحل الأمثل للثانوية العامة في الوقت الراهن.
وأوضح أن النظام المقترح قد يفرض أعباء إضافية على الطلاب وأولياء الأمور على حد سواء، حيث قال: “نظام البكالوريا لن يكون نظامًا مؤكدًا، خاصة أن هذا النظام سيجبر الطلاب على إنهم ياخدوا دروس خصوصية على مدار 3 سنوات الدراسة”.
وأكد على أن الدروس الخصوصية إحدى أبرز المشكلات التي تواجه منظومة الثانوية العامة، وأشار الدكتور مسعد إلى أن نظام البكالوريا قد يُعمّق هذه المشكلة بدلًا من حلها، موضحًا أن الطلاب سيحتاجون لدروس خصوصية بشكل مكثف طوال سنوات المرحلة الثانوية الثلاث، ما يزيد من الأعباء المالية والنفسية على الأسر، وأضاف: “يعاني العديد من الأهالي من فكرة الدروس الخصوصية وعدم مشاركة الطلاب في المدارس”.
كما انتقد الدكتور مسعد، فكرة السماح للطلاب باختيار بعض المواد الدراسية دون غيرها، وهي إحدى سمات نظام البكالوريا المقترح، وأوضح أن هذا التوجه قد يؤدي إلى خلل في المنظومة التعليمية، حيث قال: “فكرة اختيار المواد فكرة غير مبشرة، لأن ازاي الطالب يختار مواد ومواد لا؟” وأكد أن التعليم بحاجة إلى رؤية متكاملة تُلزم الطالب بدراسة جميع المواد الأساسية لتحقيق توازن معرفي وشامل.
وحول احتمالية تنفيذ نظام البكالوريا، أوضح الدكتور مسعد أن القرار لم يتم تأكيده بعد، مشيرًا إلى أنه يحتاج إلى المزيد من المناقشات والدراسات المتعمقة قبل اعتماده، وقال: “قرار البكالوريا ليس مؤكدًا أن ينفذ، وأكيد سيتم مناقشته بشكل أكبر لتحديده”.
وفي ظل التحديات التي تواجه الثانوية العامة، يبدو أن هناك حاجة ملحّة لتطوير النظام التعليمي بشكل يتناسب مع متطلبات العصر، مع الأخذ في الاعتبار الجوانب الاجتماعية والاقتصادية، ورغم أن مقترح البكالوريا قد يهدف إلى تحقيق تطور نوعي في التعليم، إلا أن تنفيذه يتطلب دراسة دقيقة لضمان نجاحه وعدم تحميل الأسر المزيد من الأعباء.
0 تعليق