أعلنت الهيئة العامة للشؤون الإسلامية والأوقاف أن خطبة الجمعة غداً في جميع مساجد الدولة ستكون بعنوان "الوفاء للزوجة". يأتي هذا الموضوع ضمن جهود الهيئة لتعزيز القيم الأخلاقية والمبادئ الأسرية التي أرساها الدين الإسلامي، والتي تعد أساساً لبناء مجتمع متماسك ومتناغم.

وتسلط الخطبة الضوء على أهمية الوفاء للزوجة باعتباره خُلقاً نبيلاً وأحد دعائم الحياة الزوجية السعيدة. وتتناول عدداً من المحاور، منها:

الزوجة: مصدر الطمأنينة والرحمة: تستعرض الخطبة دور الزوجة كأم للعائلة وبانية للأجيال، وكيف جعلها الله تعالى مصدراً للسكن والسكينة، مستشهدةً بالآية الكريمة: ﴿ومن آياته أن خلق لكم من أنفسكم أزواجا لتسكنوا إليها وجعل بينكم مودة ورحمة﴾.
الوفاء كعهد نبوي: تشيد الخطبة بوفاء النبي محمد صلى الله عليه وسلم لزوجاته، وتذكّر بحديثه الشريف: «لا ‌يفرك مؤمن مؤمنة، إن كره منها خلقا رضي منها آخر».

فأولى بكل زوج أن يكون مخلصا لزوجته، وفيا في تعامله معها، كريما غير بخيل بماله ومشاعره عليها، وفاء بالعهد المتين، والميثاق الغليظ الذي بينه وبينها، قال تعالى: ﴿وأخذن منكم ميثاقا غليظا﴾.

حقوق الزوجة في المعاملة الحسنة: تدعو الخطبة الأزواج إلى مراعاة حقوق زوجاتهم، والتعامل معهن بحب وتقدير، كما أوصى الإسلام: ﴿وعاشروهن بالمعروف﴾.
العدل بين الزوجات: بالنسبة للمعددين، تؤكد الخطبة على ضرورة التحلي بالعدل، وتحذر من الميل الذي قد يسبب الظلم، مستشهدة بالآية: ﴿‌فلا ‌تميلوا كل الميل فتذروها ‌كالمعلقة﴾.

والوفاء للزوجة خلق نبيل، وفرض على كل ذي دين، يتصف به أهل الشهامة والرجولة، ويتخلق به أهل الفضل والمروءة. ولقد كان نبينا صلى الله عليه وسلم خير مثال يحتذى به، في وفائه لزوجاته؛ يعرف لهن فضلهن، ويثني على صنيعهن، ويقدر عطاءهن، ويتغاضى عن هفواتهن.

 إن من وفاء الزوج لزوجته: أن يكون معها في وقت شدتها، ويعتني بها عند مرضها، فكم عانت من مشاق في حملها ووضعها، وكم سهرت من ليال لأجل عيالها وزوجها، فما بال بعض الأزواج يهمل زوجته إذا مرضت، أو يتركها إذا كبرت، وربما سارع إلى تطليقها، وهي في أمس الحاجة إلى زوجها.