الخميس 09 يناير 2025 | 08:14 مساءً
تحدث حسين مسار مستشار رئاسة الجمهورية التشادي السابق في حوار خاص مع "بلدنا اليوم"، بشأن الهجوم الذي حدث أمس الأربعاء بالقرب من القصر الرئاسي في عاصمة نجامينا بتشاد وأسفر عن هذا الهجوم مقتل شخص واحد من القوات الحكومية و18 شخصًا من المهاجمين.
وأضاف مسار في حواره، أن الجهات الأمنية في تشاد قادرة الآن على بسط السيطرة كاملة في عموم البلاد، بعد خروج القوات الفرنية، كما أنها قادرة على مواجهة كافة التحديات.
واشاد بمستوى العلاقات بينمصر وتشاد واصفها بالاستراتجية التي يعول عليها في تعزيز الأمن والاستقرار في المنطقة، وتعميق التعاون الثنائي في عدد من المجالات... إلى نص الحوار
بشأن المناوشات التي حدث بالأمس بالقرب من القصر الرئاسي هل يمكن أن يكون لفرنسا أي دور فيها ومن الجهة التي نفذت الهجوم؟
يمكن أن يكون ذلك الهجوم مدعوم من القوات الفرنسية ولكن لن تفلح فرنسا في زعزعة الإستقرار الأمني لتشاد ، وحدث الهجوم من مجموعة عددها 25 شخصاً تستقل سيارة مرو عبر القصر الرئاسي يتحدثون اللغة العربية وهي ليست مجموعة إرهابية كما متداول الآن ولكن هي مجموعة إجرامية وحدث المناوشات أمام القصر وسقط منهم 18 شخصاً وتم إعتقال باقي الأفراد فيسطرت القوات المسلحة والوضع الراهن آمن جدا وهذا يرجع لمساندة الشعب التشادي الرئيس "محمد ادريس ديبي"
بشأن مغادرة القوات الفرنسية لتشاد نهاية هذا الشهر ما أهمية هذه الخطورة ؟
تعني هذه الخطوة أهمية كبيرة بالنسبة للشعب التشادي لأن وجود تلك القوات تسببت في اهتزاز الأمن والاستقرار في تشاد فهناك أكثر من خمسة قواعد فرنسية منتشرة في العاصمة نجامينا وفي شمال البلاد ،ولكن غادرت معظم القواعد الآن ولا يتبقى سوى أخر موعد وهو 30 يناير الجاري. .
ما أبرز الدول التي يمكن أن تتعاون معها تشاد على المستوى الأمني ؟
تشاد تربطها علاقات قوية مع كل العالم ويمكنها أن تتعاون مع الجميع،في إطار المصالح المشتركة على قاعدة "رابح- رابح" خاصة وأن فرنسا كانت تحتكر التعاون الأمني، لكن الآن تشاد منفتحة وليس لديها أي خلافات مع البلدان.
كيف ترى التعاون المصري التشادي وأبرز ما يترتب على زيارة وزير الخارجية المصري لتشاد منذ أيام قليلة ؟
يمكننا وصف العلاقة بين مصر وتشاد بالعلاقة الإستراتيجية وما يربط الرئيس الراحل مع الرئيس المصري "عبد الفتاح السيسي" وتطورت تلك العلاقات مع قدوم المُشير "محمد ادريس ديبي " ونظيره " السيسي"، أما بشأن زيارة وزير الخارجية المصري خلال الأيام الماضية هي تعزز مستوى التعاون وأبرز نتائج تلك الزيارة إنشاء طريق يربط مصر وليبيا ويعبر الأراضي التشادية من أجل التبادل التجاري، وذلك لأن تشاد لديها ثروة حيوانية كبرى ومن الممكن أن نتعاون مع مصر في إنتاج العديد من المنتجات الزراعية أيضاً كما أن الطريق الذي سوف ينشأ يؤهل إلى التبادل التجاري كبير بين تشاد ومصر، ومن ناحية أخرى يمكن استغلال الخبرات الزراعية المصرية من قبل اراضي تشاد الزراعية .
برأي معاليك هل تشكل التنظيمات الإرهابية بوكو حرام مخاطر كبيرة في الوقت الراهن ؟
لا تمثل التنظيمات المتطرفة مخاطر أو أي تهديد الآن وذلك بعد عملية "حسكنيت " التي قادها الرئيس محمد إدريس ديبي وقضت تلك العملية على جذور الجماعات الإرهابية في تشاد، ويرجع ذلك للجيش التشادي الذي قام بعمليات تطهير كبيرة في المناطق.
كيف ترى أهمية تعاون دول المنطقة في مواجهة التنظيمات الإرهابية ؟
منطقة الساحل لديها استعداد كبير في مواجهة هذه الجماعات وخاصة تشاد لديها تعاون قوي مع نيجيريا التي ابتدت بكامل استعدادها بالإضافة لجيشها القوي، وهناك تعاون استقبالي وتعاون عسكري بينها وبين الدول المحيطة بنا، لأن هذة الدول ضررت من تلك الجماعات ولا يوجد سوى الجيش التشادي الذي هاجم الجماعات الإرهابية حتى أنه استطاع أن يبسط الأمر في نيجيريا، والكاميرون والنيجر، وبعد مغادرة القوات الفرنسية تولى دوره بقوة.
هل ترى أن خروج فرنسا من المنطقة يمكن أن يدفعها لدعم الحركات الإرهابية ؟
خروج فرنسا ينهي أي تخوفات تخص دعم الحركات الإرهابية أو مساندة المعارضات وغيرها ففرنسا لها يد في كل شيء حتى في سياستها الداخلية ولكن بخروجها اصبحت تشاد تتولي زمام أمرها.
ما الذي يترتب على إجراء الانتخابات في تشاد ؟
خروج التشاد من المرحلة الانتقالية التي دامت أكثر من ثلاثة سنوات، وتتجه نحو المؤسسات الديموقراطية ويشارك فيها كل الأحزاب السياسية وهذا يدل على انفتاح التشاد نحو الحرية ومشاركة الجميع من الشعب.
كيف ترى إعلان الرئيس التشادي إنهاء اتفاقية باريس؟
إنهاء الاتفاقية الأمنية والعسكرية مع باريس كان حلماً وأصبح الآن حقيقة لأن فرنسا كانت جاسمة في صدور التشاديين لمدة 66 عاماٍ بعد الاستقلال، وأدى هذا القرار إلى ارتفاع شعبية الرئيس بعد ذلك القرار في كل الأراضي التشادية.
هل تواجه تشاد تحديات في المرحلة المقبلة ؟
يوجد بعض التحديات الآن ولكن التحدي الأكبر هو الحرب السودانية وتعتبر مهدد أمني بسبب لجوء أكثر من ثلاثة ملايين سوداني لتشاد ودخلوا المدارس والجامعات، وتقاسموا مع المواطن التشادي كل شيء، إلا أن تستمر الحرب يكون ذلك عبئً على التشاد في ظل وجود الموارد الشحيحة ونتمني أن يكون هناك سلام يجمع الطرفين على طاولة التفاوض، وأن يكون لديهم حوار لأن السودان تعد دولة كبيرة وتعد مصدر آمن لتشاد.
0 تعليق