بالتزامن مع احتفالات رأس السنة الأمازيغية كعطلة رسمية مؤدى عنها للسنة الثانية تواليا، التحقت مرافق سياحية بمراكش لمُساندة هذه الدينامية من خلال تقديم عروض خاصة ليلة 13 يناير، واستضافة أسماء بارزة في الأغنية الأمازيغية، وكذا فرق تقدم مختلف ألوان التراث الأمازيغي؛ وهو ما يثمنه فاعلون سياحيون باعتباره، حسبهم، “هدية تسويقية لفائدة هوية مغربية منفتحة”.
ترويج وطني
جمال السعدي، مهني وفاعل سياحي، اعتبر أنه “من الذكاء التسويقي أن نلفي مرافق سياحية بمدينة من عيار مراكش تلتقط أحداثا وطنية وتاريخية وتستثمرها في التعريف بالتراث اللامادي والمادي للبلد”، مسجلا أن “الأمازيغية لغة دستورية، وهي تعبير واضح عن الهوية المغربية”، وقال: “السياح الذين سيحضرون هذه الفعاليات من الطبيعي أن يثيروا أسئلة كثيرة نحتاجها في عملية الترويج الوطني”.
وحذر السعدي، في تصريحه لهسبريس، من “قيام هذه المرافق بهذه العملية بشكل عشوائي دون الاستناد والارتكاز على تجهيز قبلي ولوجستي لمرافقة السياح أثناء تقديم التساؤلات وحتى قبلها”، مشددا على ضرورة “حضور منشطين متقنين للغات من شأنهم أن يوضحوا كل لون غنائي إلى أية منطقة جغرافية أمازيغية داخل التراب الوطني ينتمي وعناصره والمحفزات التي تتحكم فيه”.
كما أكد الفاعل السياحي أن “التفكير بمنطق من هذا النوع لديه أهمية خاصة؛ لأنه يمنح قيمة مضافة لملف يعرف حركية داخل الفعل الوطني بشكل عام”، مضيفا أن “الموضوع يتطلب مواكبة كل الفاعلين؛ بمن فيه السياحي الذي لديه دور أساسي في تقديم العرض الوطني في شكله الأقوى كبلد غني ومتنوع ولديه ما يقدمه في عالم صار فيه التوقيع الثقافي والهوياتي ينحسر ويقابل تحديات”.
تراث للإنسانية
صالح واهلي، رئيس الجمعية الجهوية للمرشدين السياحيين بمراكش آسفي، قال إن “الدينامية التي تعرفها احتفالات رأس السنة وصلت في امتدادها إلى مرافق سياحية تشهد تدفقا معروفا للأجانب داخل مدينة النخيل”، معتبرا ذلك “خطوة مُحبذة بغض النظر عن خلفياتها التجارية”، وأورد: “الفعاليات التي تحتضنها فضاءات من هذا النوع الخاص لديها أهمية كبيرة في مؤازرة الدور الأساسي الذي يقوم به المرشد السياحي”.
وذكر واهلي لهسبريس أن “السياح يستطيعون وفقا لذلك التعرف أكثر على عنصر أساسي وأصلي داخل الهوية المغربية، أي الأمازيغي”، مضيفا أن “هناك عناصر أخرى متحققة داخل منهج وعمل الأمازيغ تحتاج المزيد من تسليط الضوء على المستوى العالمي حتى تنال الاعتراف من لدن اليونسكو باعتبارها تراثا لاماديا للإنسانية مثل أحواش وأحيدوس وغيرهما من الرقصات الأمازيغية التي تنتعش كذلك خلال احتفالات السنة الأمازيغية الجديدة”.
وبالنسبة للفاعل المهني نفسه فإن “فتح الأفق أكثر أمام الزوار الأجانب يقربهم من تدبير المغرب لملف التنوع الثقافي وتفرده في المنطقة بهذا الغنى الذي يزخر به والقدرة على تثمينه سنة بعد سنة”، مشددا على أن “الجهود المشتركة تفضي دائما إلى نتائج محمودة تقدم بطريقة مباشرة وغير مباشرة خدمات جليلة لفائدة المملكة وتقوي عرضها في سياق ملتبس تتطلب فيه حماية التراث جهدا مضاعفا ومتواصلا”.
النشرة الإخبارية
اشترك الآن في النشرة البريدية لجريدة هسبريس، لتصلك آخر الأخبار يوميا
اشترك
يرجى التحقق من البريد الإلكتروني
لإتمام عملية الاشتراك .. اتبع الخطوات المذكورة في البريد الإلكتروني لتأكيد الاشتراك.
لا يمكن إضافة هذا البريد الإلكتروني إلى هذه القائمة. الرجاء إدخال عنوان بريد إلكتروني مختلف.>
0 تعليق