نعرض لكم زوارنا أهم وأحدث الأخبار فى المقال الاتي:
مع الشروق : وكالة الطاقة الذرّية .. أداة استعمارية, اليوم الأحد 15 يونيو 2025 12:49 صباحاً
نشر في الشروق يوم 14 - 06 - 2025
موقف وكالة الطاقة الذرّية ينبئ أنها واحدة من الهيئات الأممية التي باتت أداة استعمارية لا بل صهيونية تخدم مشروعا استعماريا في منطقة الشرق الأوسط وليس لها من دور سوى أن تراقب الدول العربية والإسلامية و تدمر طموحاتها النووية بل تلعب دور شرطي التفتيش الذي تكون مهمته إدانة أي دولة ممن تسميهم أمريكا "دولا مارقة".
هذه الوكالة تزوّر تقاريرها و تجهز الاتهامات و تضع دولا بعينها ضمن قائمة سوداء كما تطلب القوى الاستعمارية ذلك، و تشهد شهادة باطلة عندما يتعلق الأمر بدولة عربية أو إسلامية. وهي التي كانت أداة في يد أمريكا لتدمير العراق و تجريده من سلاحه وهي التي أدانت ليبيا رغم عدم وجود برنامج نووي ليبي و هي التي اتهمت سوريا و أعطت الضوء الأخضر للصهاينة لقصف مختبرات علمية. بعض الذين خرجوا من رحمها مثل سكوت ريتر المفتش السابق، أصبحوا يفضحون طريقة عملها و ولاءها و عمالتها للصهاينة أولا و للغرب الاستعماري ثانيا. يقول الإيرانيون إنهم وعلى مدار العامين الماضيين، وفي أعقاب التهديدات المتكرّرة للنظام الصهيوني ضدّ المنشآت النووية في بلدهم، طالب رئيس منظمة الطاقة الذرية الإيرانية، عبر رسائل متعددة، صفته السيد غروسي، المدير العام للوكالة الدولية للطاقة الذرية، وخلال مفاوضات معه، بإدانة التهديدات الصهيونية، فهي من مسؤولياته القانونية. وللأسف، لم يتخّذ المدير العام أي إجراء في هذا الصدد حتّى هذه اللحظة، وحتّى بعد الهجوم. هذا في حين أن الوكالة قد انحرفت عمليًا عن مسار المهنية والحيادية بإعداد تقارير سياسية متحيزة تستند إلى معلومات كاذبة تلقّتها من النظام الصهيوني. وتعتبر منظمة الطاقة الذرية الإيرانية هذا الصمت شكلًا من أشكال التعاون مع النظام الصهيوني، وتعتقد أن الوكالة قد تدهورت بهذا الشكل إلى درجة أنها أصبحت أداة في يد النظام الصهيوني، وفقدت مصداقيتها كمنظمة دولية ذات مصداقية. يُمثل هذا الهجوم انتكاسةً للوكالة الدولية للطاقة الذرية، نتيجةً للتقصير غير المبرر، وتقصير مديرها العام في أداء دوره المهني والنزيه، بما في ذلك ضمان أمن المنشآت النووية السلمية الخاضعة لإشراف الوكالة.
هذه هيئة أممية اخرى تسقط بين براثن الصهيونية، فليس من العدل البقاء فيها، أو الالتزام بقراراتها، فهي في كل الحالات ستجرم في حق أي دولة تسعى إلى السيادة، فهي تصمت عن برنامج إسرائيل النووي و عن آلاف الرؤوس الأخرى التي تجوب بحار العالم وتنتشر في كل رقعة من الكرة الأرضية. هذه الوكالة ليست فقط استعمارية بل صهيونية.
كمال بالهادي
.
0 تعليق