توطين صناعة ألبان الأطفال الخطوة التالية

0 تعليق ارسل طباعة تبليغ حذف

نعرض لكم زوارنا أهم وأحدث الأخبار فى المقال الاتي:
توطين صناعة ألبان الأطفال الخطوة التالية, اليوم السبت 31 مايو 2025 11:30 مساءً

 

غرفة الادوية باتحاد الغرف التجارية: نمتلك تكنولوجيا التصنيع بجودة عالية.. وتحتاج لمصنعين لتوفير 50 مليون علبه يتم استيرادها سنويا

مفاجأة.. "حاتم الجبلى" أغلق مصنعين لإنتاج لبن الأطفال في 2006 وفتح الباب أمام مافيا الاستيراد

 

اثارت تساؤلات الرئيس عبد الفتاح السيسي خلال فعاليات موسم حصاد القمح 2025 عن سبب غياب مصانع وطنية لإنتاج لبن الأطفال المجفف «لبن البودرة»، رغم استيراد مصر لنحو 45 مليون علبة سنويًا، عاصفة علي مواقع التواصل الاجتماعي، حيث شدد كثيرون على أهمية التوجيه الرئاسي بسرعة التحرك لتأسيس مصنع ألبان في مصر.

 

وكان الرئيس السيسي طالب المتخصصين والمستثمرين بضرورة التحرك السريع لإنشاء مثل هذا المشروع الحيوي الذي يلامس احتياجات ملايين الأسر المصرية، وقال خلال كلمته: نستورد 45 مليون علبة لبن أطفال سنويا.. "ولغاية دلوقتي ميتعملش" مصنع لإنتاج لبن الأطفال في مصر؟.

 

وعكس حديث الرئيس السيسي عن لبن الأطفال رؤية شاملة تهدف إلى سد الفجوات الإنتاجية التي طالما عانت منها الدولة، والعمل على تحقيق الاكتفاء الذاتي في المنتجات الحيوية، خصوصًا تلك التي تمس الأطفال وصحة الأجيال القادمة، فلبن الأطفال الرضع من السلع الاستراتيجية التي يعتمد عليها ملايين الأسر المصرية، خاصة في ظل الزيادة السكانية وارتفاع نسب المواليد، ما يجعل تأمين احتياجات السوق المحلية منها مسألة أمن قومي لا تقبل التأجيل.

 

وكشف العديد من المتخصصين عن وجود مصنعين لإنتاج لبن الأطفال في مصر وهما مصنع "لا كتو مصر" و"بيبي زان" الذي توقف عن الانتاج عام 2006 بأوامر من وزير الصحة وقتها حاتم الجبلي.

 

ويعتمد السوق المصرية بشكل رئيسي على ألبان الاطفال المستوردة، ما يجعل هذا الملف عرضة لتقلبات  الأسعار في السوق العالمي وسلاسل الإمداد، ففي عام 2016، شهدت مصر أزمة حادة في توافر الألبان المدعمة، تدخلت خلالها القوات المسلحة بتوجيهات رئاسية، لاستيراد نحو 30 مليون عبوة لتغطية العجز.

وفي عام 2024، تكررت الأزمة بنسبة نقص في المعروض تُقدّر بين 25% إلى 30%، نتيجة تعثر الوكيل المحلي لأكبر شركة أجنبية كانت تهيمن على السوق، ما تسبب في توقف توريد أحد أشهر الأصناف.

 

وبدأت الحكومة في التحرك نحو دراسة الموضوع، وقال الدكتور مصطفي مدبولي، رئيس الوزراء، إن :توفير الألبان المدعمة للأطفال يتطلب استثمارات ليست بقليلة، وبالفعل قمنا بعرض الفكرة على العديد من شركات القطاع الخاص، مشيراً إلى أنه تشاور وناقش الفكرة والمشروع مع كبار منتجي الألبان، مؤكداً على أهمية إدراك حقيقة أن تكلفة إنتاج اللبن البودرة والمجفف ضخمة، ولذلك وجه الرئيس السيسي بتوفير الدعم اللازم للقطاع الخاص وهو أمر على رأس الأولويات خلال الفترة المقبلة.

 

وتابع مدبولي: نشجع القطاع الخاص على توفير الألبان للأطفال والدولة مستعدة للدخول كشريك من أجل إنجاح هذا المشروع.

 

وخلال السنوات الماضية، قامت الحكومة بميكنة صرف الألبان بديلة لبن الأم والألبان العلاجية تتضمن حوكمة المنظومة وعدالة التوزيع، وضمان حصول المستحقين على الألبان بسهولة ويسر ومتابعة سلاسل الإمداد وضمان التوافر في أماكن الصرف، ومنع الممارسات السلبية، حيث بلغت مخصصات دعم الأدوية وألبان الأطفال خمسة مليارات جنيه في موازنة العام المالي 2024/2025، مقارنة بمليار و88 مليون جنيه للعام المالي 2023/2024. 

 

الشركات المسيطرة علي استيراد لبن الأطفال في مصر

 

ويرى خبراء أن دعوة الرئيس السيسى لتوطين صناعة ألبان الأطفال تمثل خطوة استراتيجية نحو تحقيق الأمن الغذائي والدوائي، وتقليل الاعتماد على الاستيراد، وخفض الأعباء عن كاهل الأسر المصرية، خاصة مع ارتفاع الأسعار في السوق الحرة.

 

ووفق لعدد من البيانات الرسمية يبلغ متوسط استهلاك السوق المصري نحو 50 مليون عبوة سنويًا، وهي من أعلى النسب عالميًا، نتيجة ارتفاع الكثافة السكانية، ويتوزع الاستهلاك بين القطاعين العام والخاص؛ حيث توفر وزارة الصحة نحو 25 مليون عبوة مدعمة سنويًا، بسعر رمزي يبلغ 5 جنيهات للعبوة، رغم أن تكلفة الإنتاج الحقيقية للعبوة تتجاوز 150 جنيهًا، وتتحمّل الدولة الفارق منذ عام 2018 وحتى الآن.

 

أما القطاع الخاص، فتسيطر عليه 4 شركات رئيسية تستورد ما يقارب 25 مليون عبوة سنويًا، تُطرح في الأسواق بأسعار تبدأ من 300 جنيه وتصل إلى 500 جنيه للعبوة الواحدة، وفقًا للنوع والماركة، ما يمثل عبئًا ماليًا كبيرًا على المواطنين.

 

من جانبه أكد الدكتور محمد شاهين، سكرتير غرفة الادوية باتحاد الغرف التجارية، أن حديث الرئيس السيسى علي ضرورة انشاء مصر لمصانع لإنتاج لبن الأطفال يعكس رؤية مصر لتقليل الاعتماد علي المستورد، والتي بدأت بإنشاء مدينة للأدوية تتم علي ثلاث مراحل، وهي من المشروعات القومية التي سعت الدولة لتنفيذها لامتلاك القدرة التكنولوجية والصناعية الحديثة في هذا المجال الحيوي مما يتيح للمواطنين الحصول على علاج دوائي عالي الجودة وآمن، ويمنع أية ممارسات احتكارية ويضبط أسعار الدواء، والتي بدأت مجال الصناعات الدوائية واللقاحات.

 

وأشار شاهين لـ"صوت الأمة" إلى أن مصر تحتاج لمصنعين لإنتاج البان الأطفال بالإضافة الي مصنع لا كتو مصر، الذي لا يمكن ان يوفر كل احتياجاتنا من لبن الأطفال، مؤكدا ان مصر تمتلك تكنولوجيا لتصنيع البان الأطفال بجودة عالية خاصة مع وجود رقابة من جهاز سلامة الغذاء وهيئة الادوية، كما ان تصنيع مصر لالبان الأطفال يساهم في خفض أسعارها بنسبة تتجاوز 20% مما يخفف العبء عن الاسر المصرية.

 

وأكد علي عوف، رئيس شعبة الأدوية بالاتحاد العام للغرف التجارية، أن مصر تواجه نقصا في حجم المعروض من لبن الأطفال، مرجعًا السبب إلى تغيير الشركة الأجنبية الموردة للبن الأطفال الأكثر مبيعًا والمعروف باسم "بيبيلاك" لموزعها في مصر بعد التعثر المالي للوكيل الحالي، مما أدى إلى فجوة في حجم المعروض.

 

لا كتو مصر الشركة المصرية الوحيدة المنتجة للبن الاطفال

 

وتعتبر شركة لا كتو مصر الشركة المصرية الوحيدة المتخصصة في إنتاج لبن الأطفال المجفف والمواد الغذائية، والتي تأسست عام 2000 على يد الدكتور إبراهيم عزت وتم إنتاج أول علبة لبن في سبتمبر 2002، وتعد الشركة هي الأولى من نوعها في مصر وإفريقيا والشرق الأوسط، وتنتج 35 مليون طن من علب الأطفال سنويًا.

 

وكانت مصر قد بدأت استيراد الألبان منذ نحو 19 عامًا، بعد إغلاق وزير الصحة الأسبق حاتم الجبلي مصنع «بيبي زان»، والذي كان ينتج لبن للأطفال على تشغيليتين، الأولي: من سن يوم وحتى 6 أشهر، والثانية: من 7 أشهر وحتى عام.

 

وكان وزير الصحة الأسبق، أغلق المصنع عام 2006 بعد نحو 10 سنوات من العمل، إثر شكوى تم تقديمها لوزارة الصحة بخصوص وجود عيب في تشغيله المصنع، وخلال الأزمة تم سحب نحو 400 ألف عبوة، وتم وقف توزيع مليون عبوة بالشركة المصرية لتجارة الأدوية، والتي كانت توفر احتياجات ألبان الأطفال من مصنع «بيبي زان» المذكور، وفي وقتها جري الحديث عن وجود شبهة تعنت من قِبل وزير الصحة الأسبق حاتم الجبلي في إغلاق المصنع، خاصة بعد الإعلان عن فساد الألبان بدعوي رداءة التخزين، بعدما صدرت أوامر للمسئولين في الشركة المصرية لتجارة الادوية بتخزينه خارج المخازن المكيفة، وتركه تحت أشعة الشمس مباشرة، ليصاب بالزنخ وتغير الرائحة، بفعل فاعل ومع سبق الإصرار والترصد، لتلجأ الدولة وقتها استيراد لبن أطفال وتدفع وزارة الصحة وقتها ثمن 10 ملايين علبة لبن أطفال مستورده وتطرحه بديلاً عن المنتج المصري.

 

إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق