نعرض لكم زوارنا أهم وأحدث الأخبار فى المقال الاتي:
بيت وكريستيانو... شغف لا يشيخ على حلبة الزمن, اليوم الأحد 29 يونيو 2025 03:16 مساءً
في زمنٍ تُقاس فيه البطولات بالثواني، والسيطرة بالأرقام، يطلّ براد بيت من زاوية مختلفة تمامًا، لا بوصفه نجمًا يتحدّى العمر فحسب، بل كرمزٍ حيّ لإرادة لا تنكسر. فيلمه الجديد F1، المعروض حاليًا في صالات السينما، لا يروي مجرّد قصة سباقات، بل يسرد سيرة رجل قرّر أن يخوض سباقًا ضد الزمن، ويثبت أن الشغف لا يشيخ.
يجسِّد بيت شخصية «سوني هايز»، سائق سابق طواه النسيان بعد حادث مروّع، ليُستدعَى في عمرٍ تجاوز الخمسين، لإنقاذ فريق مغمور يوشك على الانهيار. منذ المشهد الأول، لا يقدَّم هايز بطلًا خارقًا، بل إنسانًا يحمل جسده آثار الأعوام، ويحمل قلبه الحلم القديم نفسه.. حلم الفوز، لا على المتسابقين، بل على الذات، وعلى الخوف، وعلى فكرة أن العمر نهاية.
ما يجعل الفيلم أكثر من مجرد عمل رياضي، طريقته في مزج الحكاية بالإنسان. بين ضجيج المحرّكات وخطوط الحلبة، نكتشف سوني هايز رجلًا يحمل في عينيه تاريخًا من الخسارات والانتصارات، لكنه لا يزال يؤمن بأن كل لفة هي فرصة للغفران.. للذات أولًا، وللحياة ثانيًا.
تقنيًا، الفيلم مبهر: سباقات مصوّرة داخل حلبات فورمولا 1 حقيقية، بإشراف سائقين محترفين وعلى رأسهم لويس هاميلتون، لتمنح المشاهد تجربة شبه واقعية. لكن الأهم من الصورة هو الصوت الداخلي للقصة. الأداء العميق الذي قدّمه بيت يبتعد عن البطولة المفتعلة، ويقدّم رجلًا مكسورًا، لكنه واقف.
«F1» ليس مجرّد فيلم عن سيارة وسباق، بل عن اللحظة، التي يقرّر فيها الإنسان أن يستعيد ذاته. الفيلم لا يحتفي بالشباب، بل بالاستمرار. لا يرفع شعار «عد إلى القمة»، بل يهمس: ما دمت تؤمن، فالطريق لم ينتهِ.
وتزداد رمزية الفيلم إشراقًا حين ننظر إلى الواقع من حولنا. قبل أيام فقط، جدّد كريستيانو رونالدو عقده مع نادي النصر لعامين إضافيين، مواصلًا اللعب حتى بعد الأربعين، وكأنه يعيد تعريف المفهوم الكلاسيكي للعمر في الرياضة. رونالدو، الذي يواصل تحطيم الأرقام على الرغم من تقدّمه في السن، صرّح أخيرًا:
«العمر مجرد رقم… طالما أملك الشغف، سأستمر في القتال».
بين سوني هايز على الحلبة وكريستيانو على العشب، تلتقي القصة والواقع لتؤكّدا أن الإيمان بالشغف أقوى من كل القياسات الزمنية، وأن الجسد قد يتراجع، لكن القلب إن اشتعل… لا يطفئه شيء.
0 تعليق