قال مسؤول في حركة حماس، يوم الاثنين، إن المحادثات بشأن قضايا رئيسية تتعلق باتفاق لوقف إطلاق النار في قطاع غزة حققت تقدما كبيرا ونقلت رويترز عن المسؤول الذي طلب عدم ذكر اسمه أن المفاوضات حققت تقدما في قضايا رئيسية ونعمل لاستكمال ما تبقى.
تأتي هذه التطورات بعد ضغوط دولية متزايدة لتحقيق هدنة تنهي دوامة العنف المستمرة منذ شهور.
التفاؤل الأمريكي باتفاق وشيك
من جانبه، عبّر مستشار الأمن القومي الأمريكي جيك سوليفان عن تفاؤله بإمكانية التوصل إلى اتفاق خلال هذا الأسبوع. وأشار إلى أن الإدارة الأمريكية الحالية، برئاسة جو بايدن، تعمل بتنسيق مع فريق الرئيس المنتخب دونالد ترامب لضمان استمرارية الجهود. ورغم التفاؤل، أكد سوليفان أن الاتفاق ليس مضمونًا بعد، حيث لا تزال هناك تحديات في إقناع الأطراف بالموافقة على التفاصيل النهائية.
تُعد قطر ومصر أبرز الوسطاء الإقليميين في هذه المحادثات، حيث استضافت الدوحة جولات تفاوضية مكثفة جمعت بين ممثلين عن الطرفين بشكل غير مباشر. كما تلعب الولايات المتحدة دورًا محوريًا من خلال ممارسة ضغوط على إسرائيل وحماس لتقديم تنازلات، مع التركيز على الإفراج عن الرهائن ووقف إطلاق النار كأولوية قصوى.
تفاصيل النقاط العالقة
تشير التقارير إلى أن القضايا العالقة تشمل عدد المحتجزين الذين سيتم الإفراج عنهم في المرحلة الأولى، بالإضافة إلى آليات تنفيذ وقف إطلاق النار. وبحسب صحيفة "يديعوت أحرونوت"، فإن 90% من بنود الاتفاق قد تم الاتفاق عليها، لكن هوية المحتجزين الذين ستشملهم الدفعة الأولى لا تزال نقطة خلاف رئيسية.
الوضع الإنساني يزيد الضغوط
في الوقت الذي تستمر فيه المفاوضات، يعاني قطاع غزة من تدهور إنساني حاد، حيث تجاوز عدد القتلى منذ بدء الحرب 46 ألفًا، بينهم آلاف الأطفال والنساء. كما يعاني السكان من نقص حاد في المواد الغذائية والطبية، مما يزيد من الحاجة الملحة لإنهاء النزاع. الأوضاع الإنسانية المأساوية تضغط على الأطراف للتوصل إلى اتفاق عاجل.
إسرائيل أبدت مرونة في بعض النقاط، لكنها تطالب بضمانات أمنية صارمة تتعلق بمنع تهريب الأسلحة إلى غزة. من جهتها، تسعى حماس إلى تحقيق مكاسب سياسية وإنسانية ملموسة تشمل رفع الحصار جزئيًا وتحسين ظروف المعيشة لسكان القطاع. وتراقب الأطراف الدولية التطورات بحذر، مع إدراك أن الفشل في تحقيق اتفاق سيؤدي إلى تصعيد جديد قد يمتد تأثيره إلى المنطقة بأكملها.
احتمالات التوصل إلى اتفاق
في ظل التفاؤل الحذر والتقدم المحرز، تبدو فرص التوصل إلى اتفاق نهائي معقولة. ومع ذلك، فإن التجارب السابقة تظهر أن مثل هذه المفاوضات قد تواجه عقبات غير متوقعة في اللحظات الأخيرة. يبقى الدور الرئيسي للوسطاء في تقريب وجهات النظر وضمان تنفيذ بنود الاتفاق بشكل متزامن وفعّال.
0 تعليق