22 ألف ليرة شهريًا..تركيا ترفع الحد الأدنى للأجور بنسبة 30% في 2025

تحيا مصر 0 تعليق ارسل طباعة تبليغ

في خطوة تعكس توجهًا نحو تحسين الأوضاع المعيشية للمواطنين، أعلن الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، الثلاثاء، عن رفع الحد الأدنى الشهري للأجور بنسبة 30% ليصل إلى 22,104 ليرات تركية (ما يعادل 630.36 دولارًا أميركيًا) اعتبارًا من عام 2025. هذا القرار يؤثر على نحو تسعة ملايين عامل، ويعتبر مؤشرًا حاسمًا في تحديد زيادات رواتب القطاع الخاص، وسط توقعات بآثار اقتصادية واسعة.

التأثيرات الاقتصادية المرتقبة: التضخم في دائرة الضوء

رغم إيجابية القرار بالنسبة للعاملين، يشير خبراء الاقتصاد إلى أن هذه الزيادة قد تؤدي إلى ارتفاع معدلات التضخم. ووفقًا لتقديرات البنك المركزي التركي، فإن زيادة الحد الأدنى للأجور بنسبة 25% ترفع التضخم السنوي بما يتراوح بين 1.5 و5 نقاط مئوية، مما يعني أن زيادة 30% قد تحمل تأثيرات أكبر.

وبينما انخفض معدل التضخم إلى 47.09% في نوفمبر 2024 مقارنة بـ75% في مايو من العام نفسه، فإن هذا التحسن كان أبطأ من المتوقع. ويرجع ذلك إلى تحديات عديدة تواجه الاقتصاد التركي، بما في ذلك تقلبات أسعار الطاقة والغذاء وضعف العملة المحلية.

خطوة تعكس التزام الحكومة بتحسين المعيشة

أكد الرئيس أردوغان أن زيادة الحد الأدنى للأجور تأتي ضمن استراتيجية شاملة لتعزيز القدرة الشرائية للمواطنين وتحسين أوضاعهم الاقتصادية. ويعتبر هذا القرار جزءًا من جهود الحكومة لمعالجة تداعيات ارتفاع تكاليف المعيشة، في وقت تستعد فيه البلاد للانتخابات المحلية المقبلة.
 

ردود فعل متباينة بين الترحيب والقلق

لاقى القرار ترحيبًا واسعًا بين العمال والطبقة المتوسطة، الذين رأوا فيه خطوة إيجابية نحو تخفيف العبء الاقتصادي عليهم. ومع ذلك، أعرب بعض أصحاب الأعمال والمستثمرين عن مخاوفهم من تأثير هذه الزيادة على التكاليف التشغيلية وربحية الشركات، خصوصًا في القطاعات كثيفة العمالة.

السياسات النقدية بين ضبط الاقتصاد وتحقيق الاستقرار

يتزامن القرار مع سياسات نقدية مشددة تبنتها تركيا في محاولة للسيطرة على التضخم وتثبيت الاقتصاد. ورغم الجهود المبذولة، لا تزال هناك تحديات كبيرة أمام تحقيق استقرار طويل الأمد، خاصة مع استمرار تقلبات السوق العالمية.

انعكاسات الزيادة على المشهد الاقتصادي

من المتوقع أن تؤدي هذه الخطوة إلى تحسين مستويات المعيشة على المدى القصير، لكنها قد تشكل عبئًا إضافيًا على الاقتصاد، خصوصًا مع وجود مخاوف من تأثيرها على استقرار الأسعار وزيادة التكاليف التشغيلية للشركات.

نظرة مستقبلية: بين الأمل والحذر

في ظل استمرار ارتفاع تكاليف المعيشة، يعتبر رفع الحد الأدنى للأجور ضرورة لمعالجة الأعباء اليومية التي تواجه المواطنين. ومع ذلك، يبقى السؤال الرئيسي: هل ستتمكن السياسات الاقتصادية من تحقيق التوازن بين تحسين دخل المواطنين والسيطرة على التضخم؟

عبد الله السعيد
إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق