منذ السابع من أكتوبر 2023، تواجه إيران تحديات غير مسبوقة تهدد استقرار نظامها السياسي وتضعها أمام مستقبل غامض على الصعيدين الداخلي والخارجي، مع تراجع نفوذها الإقليمي في العديد من الجبهات
وأصبح النظام الإيراني غير قادر على ممارسة الضغوط السياسية والعسكرية التي كانت تميز سياسته في السابق. 
من ناحية أخرى، يعاني الشعب الإيراني من ظروف اقتصادية صعبة، تشمل تدهور العملة المحلية وارتفاع معدلات التضخم والبطالة، ما يزيد من الضغط على النظام. في هذا السياق، يرى الخبراء أن هناك عدة مؤشرات على اقتراب إيران من مرحلة جديدة قد تشهد تصاعد الاحتجاجات الداخلية، في وقت يتزامن مع تعزيز إسرائيل لمواقفها الإقليمية.

خبير في الشأن الإيراني لتحيا مصر: تراجع نفوذ إيران يهدد استقرار النظام ويزيد الضغوط الداخلية

فقال هاني سليمان، مدير المركز العربي للبحوث والدراسات والخبير في الشأن الإيراني، في تصريح خاص لموقع "تحيا مصر"، إن إيران تعيش في مرحلة من التراجع على مختلف الأصعدة، مشيرًا إلى أن النظام الإيراني لم يعد يمتلك نفس القدرات السابقة لتصدير الثورة أو التأثير في المفاوضات السياسية على الساحة الإقليمية. 
وأضاف سليمان، أن هذا التراجع يعكس عجز إيران عن التأثير في موازين القوى بالشرق الأوسط والخليج العربي، ما قد يؤدي إلى زعزعة استقرار النظام داخليًا.
كما أشار سليمان إلى أن هناك تراجعًا في قدرة إيران على تمويل الميليشيات التي كانت تديرها في الخارج، وهو ما أثر سلبًا على الوضع الاقتصادي الداخلي.

 الإيراني يواجه تحديات اقتصادية متزايدة

ولفت الخبير السياسي، إلى أن الشعب الإيراني يواجه تحديات اقتصادية متزايدة، بما في ذلك تراجع العملة المحلية، ارتفاع التضخم، وارتفاع معدلات البطالة، مما يزيد من الضغوط على النظام.

وأكد سليمان، أن تصاعد هذه الضغوط قد يؤدي إلى انفجار داخلي جديد، خاصة في ظل تزايد الاحتجاجات الشعبية على النظام الإيراني، التي قد يجد فيها الخارج فرصة لدفع المزيد من الضغوط على النظام، مشيرا إلى أن وصول الرئيس الأمريكي المنتخب دونالد ترامب إلى البيت الأبيض قد يساهم في فرض مزيد من العقوبات على إيران، مما يزيد من تحديات النظام الإيراني في المرحلة المقبلة.

موازين القوى قد تغيرت لصالح إسرائيل في الوقت الحالي

وفيما يتعلق بالجانب العسكري، يرى سليمان، أن موازين القوى قد تغيرت لصالح إسرائيل في الوقت الحالي، مما يجعلها في وضع قوي يسمح لها بتنفيذ ضربات محتملة ضد إيران. وأضاف أن إسرائيل قد تسعى لتصفية التهديدات الإقليمية، لا سيما في ملف إيران النووي، وقد يكون الوقت الحالي هو الأنسب لتنفيذ ضربات كانت مؤجلة في السابق.

وأكد سليمان أن إيران في مرحلة حرجة، وأن النظام الإيراني سيواجه تحديات كبيرة على عدة جبهات، سواء من الداخل بسبب تزايد الاحتجاجات، أو من الخارج بسبب الضغوط الدولية والإقليمية.