فيما يشهد العراق فترة من الاستقرار النسبي في الوقت الحالي، يرى الخبراء أن استثمار هذا الاستقرار لتعزيز التعاون الاقتصادي مع إيران قد يكون له آثار إيجابية على المدى القصير. ومع ذلك، يثير العديد من المحللين تساؤلات حول تأثير النفوذ الإيراني في العراق على قراراته السياسية والاقتصادية، حيث يربط البعض هذا النفوذ بجملة من الأهداف الإيديولوجية التي قد تؤثر سلبًا على استقلالية العراق في اتخاذ قراراته. في هذا السياق، يرى بعض الخبراء أن فصل الجوانب العسكرية والأمنية عن الاقتصادية قد يكون الطريق الوحيد لتحقيق تنمية حقيقية ومستدامة للعراق بعيدًا عن التدخلات الإقليمية.
الاستقرار الحالي في العراق يعد نقطة إيجابية
وفى هذه النقطة قال هاني سليمان، مدير المركز العربي للبحوث والدراسات والخبير في الشأن الإيراني، في تصريح خاص لموقع "تحيا مصر"، إن الاستقرار الحالي في العراق يعد نقطة إيجابية، ولكن الاستفادة القصوى من هذا الاستقرار لتعزيز التعاون بين العراق وإيران في المجالات الاقتصادية يظل أمرًا معقدًا.
إيران ليست دولة طبيعية في سياستها تجاه العراق
ووفقًا لمدير مركزالعربى للبحوث والدراسات، فإن إيران ليست دولة طبيعية في سياستها تجاه العراق، بل هي دولة ذات أهداف إيديولوجية تسعى لتحقيق مآرب سياسية واقتصادية خاصة بها، وهو ما يعوق التقدم الحقيقي في العلاقات الاقتصادية بين البلدين.
وأوضح المحلل السياسي أن النفوذ الإيراني في العراق يتجاوز الجوانب الاقتصادية ليشمل السطو السياسي والاقتصادي، مما يؤثر على صياغة القرارات العراقية ويؤدي إلى استقطاب سياسي داخلي.
فصل الجوانب الاقتصادية عن الأبعاد العسكرية والأمنية
وأضاف أنه من الضروري فصل الجوانب الاقتصادية عن الأبعاد العسكرية والأمنية والسياسية في العلاقة بين العراق وإيران، وهو ما يبدو صعبًا في ظل السياسة الإيرانية التي ترتبط ارتباطًا وثيقًا بالأيديولوجيا والنفوذ الاستراتيجي في المنطقة.
وأشار الخبير فى الشأن الايرانى، إلى أن العراق يعتمد بشكل كبير على طهران في تلبية احتياجاته من الغاز والطاقة، وهو ما يعكس حجم التعاون الاقتصادي بين البلدين.
ومن جانبه، يرى المحلل السياسي أن هذا التعاون لا يكفي لتحقيق التنمية المستدامة، خاصة إذا استمر العراق في مواجهة الاستقطابات السياسية بين إيران من جهة والولايات المتحدة وإسرائيل من جهة أخرى.
وأوضح سليمان، أن هذه الاستقطابات قد تجعل العراق عرضة للعقوبات الاقتصادية وتزيد من ضغوطات السياسة الإقليمية.
وتابع: "بغض النظر عن الاستقرار النسبي الذي تشهده العراق، فإن استمرار التأثيرات الإيرانية في الداخل العراقي قد يؤدي إلى عواقب سلبية على المدى الطويل، ويمنع العراق من تحقيق تنمية اقتصادية حقيقية ومستدامة بعيدًا عن الأيديولوجيا والتدخلات السياسية."
0 تعليق