حرية رأي.. بلينكن يرد على دعم إيلون ماسك لليمين المتطرف بأوروبا

تحيا مصر 0 تعليق ارسل طباعة تبليغ

أثار الملياردير الأمريكي إيلون ماسك، الرئيس التنفيذي لشركة "تسلا" و"سبيس إكس" ومالك منصة التواصل الاجتماعي "إكس" (تويتر سابقًا)، موجة عارمة من الجدل بعد تصريحاته الداعمة لليمين المتطرف في أوروبا والولايات المتحدة. 

هذه التصريحات دفعت كبار المسؤولين الأوروبيين إلى انتقاده بشكل لاذع، بينما دافع وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن عن حقه في التعبير عن آرائه كمواطن عادي.

بلينكن: "ماسك مواطن له حق التعبير"

خلال مؤتمر صحفي مشترك مع نظيره الفرنسي جان-نويل بارو في باريس، قال بلينكن: "المواطنون العاديون في بلادنا يستطيعون أن يقولوا ما يريدون. ماسك مثله مثل أي أمريكي، يحق له التعبير عن آرائه".

جاءت تصريحات بلينكن ردًا على الانتقادات المتزايدة التي يتعرض لها ماسك بسبب تدخله في النقاشات السياسية الداخلية لدول مثل ألمانيا وفرنسا، حيث أبدى دعمًا واضحًا لليمين المتطرف.

ماسك واليمين المتطرف: تدخلات مثيرة للجدل

منذ أسابيع، يستخدم ماسك منصته "إكس" لإقحام نفسه في نقاشات سياسية حساسة، مما أثار استياء العديد من الحكومات الأوروبية. في ألمانيا، أيد ماسك حزب "البديل من أجل ألمانيا" (AfD)، الذي يُصنف على أنه يميني متطرف، بينما في فرنسا، أثارت تغريداته غضب الرئيس إيمانويل ماكرون، الذي وصف دعم ماسك لـ"النزعة الرجعية الدولية" بأنه أمر "مؤسف".

أوروبا ترد: دعوات لحماية الفضاء العام

ردًا على تصرفات ماسك، دعا وزير الخارجية الفرنسي جان-نويل بارو الاتحاد الأوروبي إلى اتخاذ إجراءات صارمة لحماية الفضاء العام الأوروبي من التدخلات الأجنبية. وقال بارو: "إما أن تطبق المفوضية الأوروبية بأقصى قدر من الحزم القوانين التي وضعناها لأنفسنا لحماية مساحتنا العامة، وإما لا تفعل ذلك، وعندئذ سيكون عليها أن توافق على إعادة القدرة إلى الدول الأعضاء في الاتحاد الأوروبي على القيام بذلك."

انتقادات حادة من إسبانيا وفرنسا

بدوره، اتهم رئيس الوزراء الإسباني بيدرو سانشيز ماسك بـ"مهاجمة المؤسسات بشكل علني" و"إثارة الكراهية". وقال سانشيز: "لا يمكننا أن نسمح لأفراد، بغض النظر عن ثرائهم أو نفوذهم، بتقويض قيمنا الديمقراطية." كما أعرب الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون عن قلقه من تأثير ماسك على النقاش العام في أوروبا، قائلًا: "من المحزن أن نرى أغنى رجل في العالم يدعم نزعات رجعية تهدد وحدة قارتنا."

تساؤلات حول حدود حرية التعبير

تصرفات ماسك تطرح تساؤلات كبيرة حول حدود حرية التعبير، خاصة عندما يتعلق الأمر بشخصيات ذات نفوذ اقتصادي وتكنولوجي هائل. فبينما يدافع البعض عن حقه في التعبير عن آرائه، يرى آخرون أن تأثيره الكبير على منصة مثل "إكس" يجعل كلمته أكثر من مجرد رأي شخصي، بل قوة قادرة على تشكيل الرأي العام وتوجيه النقاشات السياسية.

مستقبل العلاقات بين أمريكا وأوروبا

يأتي هذا الجدل في وقت تشهد فيه العلاقات بين الولايات المتحدة وأوروبا توترات متزايدة بسبب قضايا سياسية واقتصادية مختلفة. تصرفات ماسك قد تضيف طبقة جديدة من التعقيد إلى هذه العلاقات، خاصة إذا استمر في استخدام منصته لدعم تيارات سياسية تتعارض مع قيم الاتحاد الأوروبي.

في النهاية، يبقى السؤال الأكبر: إلى أي مدى يمكن أن تتدخل شخصيات مثل إيلون ماسك في الشؤون السياسية لدول أخرى دون أن تثير ردود فعل دولية قوية؟ الجواب قد يُحدد مستقبل الفضاء العام في عصر تهيمن عليه التكنولوجيا وأصحاب النفوذ الكبير.

صلاح جميل

الكاتب

صلاح جميل

إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق