شهدت مدن إسرائيلية عدة، خلال الساعات الماضية، موجة جديدة من الضربات الصاروخية الإيرانية، أصابت أهدافاً حساسة في حيفا وتل أبيب ومناطق شمال فلسطين المحتلة، وأسفرت عن وقوع إصابات بشرية وأضرار مادية، وسط اعتراف رسمي بفشل منظومات الدفاع في التصدي لمعظم المقذوفات.

وذكرت وسائل إعلام عبرية أن الضربة الإيرانية الأخيرة شملت إطلاق 30 صاروخاً باليستياً، استهدفت منشآت ذات طابع عسكري وتكنولوجي متقدم، من بينها مصنع "رافائيل" المسؤول عن تطوير منظومة "القبة الحديدية" وصواريخ الدفاع الجوي. كما أصابت الصواريخ بشكل مباشر مبانٍ في مدينة حيفا، وأدت إلى تضرر سبعة منها واحتراق عدد من السيارات، إلى جانب إصابة 15 شخصًا بجروح وفق ما أفادت به خدمات الإسعاف الإسرائيلية.

كما أعلنت طهران رسمياً أنها استهدفت منشآت إنتاج وقود الطائرات ومراكز إمداد الطاقة، فيما أكدت وكالة "فارس" الإيرانية نقلاً عن مصدر مطلع أن إيران لم تستخدم حتى الآن أسلحتها المتطورة أو الاستراتيجية في هذه الهجمات.

في السياق، شددت الرقابة العسكرية الإسرائيلية على منع تداول مقاطع الفيديو التي توثق مواقع سقوط الصواريخ، محذّرة من أن نشرها يعتبر مساعدة "للعدو" خلال وقت الحرب.

وفي رد فعل داخلي، أعلن "مراقب الدولة" في بيت يام عن اكتشاف "ثغرات خطيرة" في أنظمة التحصين والملاجئ، تزامنًا مع إعلان القناة 12 العبرية عن سعي إسرائيل لإنشاء تحالف دفاعي رسمي لمواجهة التهديدات الصاروخية الإيرانية المتزايدة.

وفيما أبدت إسرائيل قلقها من عجز دفاعاتها الجوية، صرّح مستشار الأمن القومي الإسرائيلي تساحي هنغبي أن القضاء على مشروع التخصيب النووي الإيراني غير ممكن عبر الأساليب التقليدية، مشيرًا إلى حاجة إسرائيل للدعم الأميركي في تدمير منشأة فوردو النووية، رغم أن الأمر قد ينتهي، حسب تعبيره، باتفاق.

من جهته، أكد وزير الخارجية الإيراني أن بلاده تلقت رسائل غير رسمية من الولايات المتحدة تنفي ضلوعها في الهجوم الذي استهدف المنشآت النووية الإيرانية، لكنه دعا واشنطن إلى اتخاذ موقف علني وشفاف، معتبراً تلك الرسائل غير كافية.

وتأتي هذه التطورات في ظل تساؤلات يطرحها مراقبون حول الغاية من امتلاك ترسانة صاروخية ضخمة في المنطقة، في وقت لا تزال فيه معظم القوى الفاعلة تكتفي بردود محدودة، رغم استمرار إسرائيل في قصفها المكثف لأهداف داخل إيران، والذي طال، حسب إعلانها، أكثر من 700 هدف عسكري حتى الآن.