وتركز هذه الخريطة على بقعة أصغر من حبة رمل في دماغ فأر، لكنها تحتوي على 84  ألف خلية عصبية و500 مليون وصلة بينها وشبكة اتصالات تمتد لـ5.4 كم.

فلماذا تعد تلك الخريطة ثورية؟ - لأن العينة ثلاثية الأبعاد لمليمتر واحد من الدماغ قد تساعد في فهم الدماغ ككل وطريقة التفاعل بين أنواع مختلفة من خلاياه وإدراك ما هو الذكاء والوعي وأمراض عصبية مثل ألزهايمر وباركنسون والتوحد وانفصام الشخصية.

وهو مشروع القرن الذي وصفه الخبراء بأنه "قفزة كتلك التي حققها مشروع الجينوم البشري، ويعطي المشروع رؤية غير مسبوقة  تُظهر لأول مرة كيف "تتحدث" الخلايا العصبية فيما بينها بالإشارات الكهربائية.

وبدأ العلماء في كلية "بايلور" الطبية في ولاية تكساس بتسجيل نشاط دماغ فئران أثناء مشاهدتها لأفلام عبر الإنترنت باستخدام مجاهر متخصصة.
وبعد ذلك، أخذ الباحثون في معهد "ألان" نفس العينة الصغيرة (1 ملم³) من الدماغ، وقسموها إلى 25 ألف شريحة رقيقة جدا. وكل شريحة أرفع من شعرة الإنسان بـ400  مرة!
ثم صوروا كل شريحة بدقة عالية باستخدام مجاهر إلكترونية متطورة.

 وقال د. كلاي ريد، الباحث الرئيسي في معهد "ألان":" تبيّن أن داخل هذه البقعة الصغيرة تكمن "عمارة" تشبه غابة بديعة تحتوي على كل قواعد الاتصال التي عرفناها من مجالات علم الأعصاب المختلفة، ومن خلال هذا النموذج نستطيع اختبار النظريات القديمة ونأمل باكتشاف أشياء جديدة لم يَرها أحد من قبل".

وكشفت البيانات عن أنواع جديدة من الخلايا ومبدأ جديد للتثبيط في الدماغ. واعتقد العلماء سابقا أن الخلايا المثبطة (التي تقلل النشاط العصبي) مجرد قوة تُضعف عمل الخلايا الأخرى. لكن البحث الجديد أظهر أن هذه الخلايا انتقائية جدا في اختيار الخلايا المستهدفة، مما يُنشئ نظام تنسيق وتعاون على مستوى الشبكة بأكملها.

وخلص العالم إلى أن هذه الخريطة قد تمهد الطريق لعلاجات جديدة لأمراض الدماغ عن طريق فهم أعطال "شبكة الاتصالات" الداخلية.

يمكنك مشاركة الخبر علي صفحات التواصل