فقر الطاقة في أفريقيا.. دول جنوب الصحراء الكبرى تفتقر للكهرباء الموثوقة (تقرير)

الطاقة 0 تعليق ارسل طباعة تبليغ

يتفاقم فقر الطاقة في أفريقيا، إذ يفتقر سكان دول جنوب الصحراء الكبرى إلى الكهرباء الموثوقة بأسعار معقولة، ويؤدي ذلك إلى حرمانهم من الخدمات الأساسية.

ويمثّل هذا الفقر الطاقي عائقًا رئيسًا أمام تحسين نوعية الحياة لنحو 600 مليون شخص وتحقيق أهداف التنمية المستدامة في جميع أنحاء القارة، بحسب متابعة منصة الطاقة المتخصصة (مقرّها واشنطن) لتحديثات القطاع.

تجدر الإشارة إلى أن فقر الطاقة في أفريقيا يجعلها من أكثر القارات نقصًا في الطاقة، ويفتقر 75% من سكان العالم إلى الكهرباء.

وعلى الرغم من أن سكان المناطق الحضرية ليسوا محميين تمامًا من انقطاع التيار الكهربائي، فإن مدى فقر الطاقة أكثر كثافة لدى سكان المناطق الريفية.

فقر الطاقة في أفريقيا وغياب الكهرباء الموثوقة

قد تكون الحياة اليومية من دون كهرباء موثوقة صعبة، وتصبح المهام الأساسية مثل الدراسة والعمل والطهي أكثر صعوبة، وتستغرق وقتًا أطول.

في المقابل، قد يكون الاعتماد على مصابيح الكيروسين أو الشموع للإضاءة خطيرًا صحيًا، أو بسبب احتمال اندلاع الحرائق.

ألواح الطاقة الشمسية بقرية أولتوروتو في كينيا
ألواح الطاقة الشمسية بقرية أولتوروتو في كينيا – الصورة من مجلة بي في ماغازين

وكثيرًا ما تكون أنواع الوقود هذه غير فعالة، ويمكن أن تؤدي إلى مشكلات صحية، مثل أمراض الجهاز التنفسي والتهابات العين.

ومن ناحية ثانية، يتسبب استعمال الوقود التقليدي -مثل الحطب وروث الحيوانات- للطهي والتدفئة في الأماكن المغلقة بانطلاق انبعاثات ضارة، ما يؤدي إلى تلوث الهواء في الأماكن المغلقة.

ويُعدّ هذا السبب الرئيس لأمراض الجهاز التنفسي والوفيات المبكرة، خصوصًا بين النساء والأطفال.

فقر الطاقة في أفريقيا والتنمية الاقتصادية

على نطاق الاقتصاد الكلي، يعوق فقر الطاقة في أفريقيا التنمية الاقتصادية، ويحدّ من الوصول إلى الخدمات الإنسانية الأساسية، مثل الرعاية الصحية والتعليم.

ومن دون الكهرباء، لا يمكن استعمال الضروريات مثل التبريد والمعدّات الطبية، حسب تقرير طالعته منصة الطاقة المتخصصة (مقرّها واشنطن).

من ناحيتها، لا يمكن للشركات والصناعات التي تفتقر إلى الكهرباء الموثوقة العمل بكفاءة، ما يؤدي إلى الركود الاقتصادي وتوقُّف خلق فرص العمل.

ويؤدي فقر الطاقة في أفريقيا إلى تفاقم التفاوت الاجتماعي، حيث يتمتع أولئك الذين لديهم إمكان الوصول إلى الكهرباء بفرص أفضل للتعليم والرعاية الصحية والتوظيف.

تحديات الوصول الشامل إلى الكهرباء

يذكر تقرير حالة الطاقة الأفريقية لعام 2025، الذي نشرته مؤخرًا غرفة الطاقة الأفريقية، 3 تحديات رئيسة تواجهها البلدان الأفريقية في تحقيق الوصول الشامل إلى الكهرباء.

وتعرقل هذه التحديات توسيع نطاق الوصول إلى الكهرباء وضمان بقاء الطاقة بأسعار معقولة والحدّ من الاعتماد على الوقود الأحفوري، مثل الحطب ومولدات الديزل المستعمَلة للإضاءة والطهي.

ولمكافحة هذه التحديات، تستكشف البلدان الأفريقية مجموعة متنوعة من الحلول، بما في ذلك توسيع نطاق الوصول إلى شبكات الكهرباء، وتعزيز مصادر الطاقة المتجددة، مثل الطاقة الشمسية وطاقة الرياح، وتحسين كفاءة الطاقة.

ورغم ذلك، ما تزال هناك تحديات كبيرة، بما في ذلك التكلفة العالية للبنية التحتية، والموارد المالية المحدودة، ونقص الخبرة التقنية.

إمكانات الطاقة الشمسية وطاقة الرياح في أفريقيا

تتمتع أفريقيا بوفرة من أشعة الشمس والرياح القوية، وهذا يجعلها موقعًا مثاليًا لتسخير الطاقة الشمسية وطاقة الرياح.

ويتلقى العديد من المناطق أشعة الشمس الشديدة على مدار العام، ما يخلق الظروف المثالية لمحطات الطاقة الشمسية واسعة النطاق.

الألواح الشمسية في مقاطعة ناساراوا بنيجيريا
الألواح الشمسية في مقاطعة ناساراوا بنيجيريا – الصورة من بلومبرغ

وفي الوقت نفسه، تتمتع القارة بسواحل طويلة ومناطق مرتفعة تشهد رياحًا قوية ومتواصلة، ما يجعلها مناسبة لتوليد الكهرباء من طاقة الرياح.

وعلى الرغم من وجود تحديات تواجه مصادر الطاقة المتجددة، مثل الحاجة إلى استثمارات كبيرة وتطوير البنية الأساسية، فإن التكنولوجيا اليوم تتقدم بسرعة كبيرة، بحيث أصبحت تكاليف الطاقة المتجددة مستدامة، وهذا يوفر فرصة فريدة لتزويد أفريقيا بالكهرباء، سواء في المناطق الحضرية أو الريفية.

حتى وقت قريب، كانت الجهود الرامية إلى تزويد أفريقيا بالكهرباء تعتمد في الغالب على توسيع ربط الشبكة التقليدية وتوزيع الكهرباء المركزية.

الاستثمارات في تحديث شبكات الكهرباء وتوسيعها

تُعدّ الاستثمارات في تحديث شبكات الكهرباء وتوسيعها مهمة بالنسبة لسكان المراكز الحضرية.

ويشير المحللون إلى أن هذه الأوضاع التقليدية للشبكات لا تفيد كثيرًا سكان المناطق الريفية الأكثر عزلة.

ويُعدّ توليد الكهرباء اللامركزي، الذي يعتمد عادةً على أنظمة الطاقة الشمسية المنزلية والشبكات الصغيرة، الخيار الأفضل للقضاء على فقر الطاقة بين سكان المناطق الريفية الأكثر عزلة.

ومن خلال اللامركزية في توليد الطاقة، تستطيع أفريقيا تأمين مستقبل مستدام للطاقة وتحسين حياة الملايين من الأشخاص.

وفي الوقت نفسه، أصبحت أنظمة الطاقة المستقلة أو شبكات الكهرباء المحلية (المعروفة باسم "الشبكات الصغيرة") وسيلة فعّالة للكهرباء، تستعمل الطاقة الشمسية، مع تخزين البطاريات ومحطات التوليد الاحتياطية.

وأثبتت أنظمة الطاقة الشمسية المنزلية هذه قيمتها بإمداد الأسر في المناطق الريفية بالكهرباء.

موضوعات متعلقة..

اقرأ أيضًا..

المصادر..

إشترك في النشرة البريدية ليصلك أهم أخبار الطاقة.
مصطفى منصور

أخبار ذات صلة

0 تعليق