صعد إنتاج حقل غاز ليبي، اليوم الثلاثاء 14 يناير/كانون الثاني 2025، إلى أكثر من 100 مليون قدم مكعبة يوميًا، في خطوة تمثّل إنجازًا جديدًا بمجال الطاقة في البلاد.
ووفقًا لبيان اطّلعت عليه منصة الطاقة المتخصصة (مقرّها واشنطن)، تحقّق هذا الإنجاز عقب ربط البئر إس-28 (S-28) في حقل الحطيبة؛ ما أضاف 5 ملايين قدم مكعبة إلى إجمالي الإنتاج اليومي، في تطور يعزّز تلبية احتياجات الصناعات المحلية، ويزيد من إمدادات الغاز إلى شبكة الكهرباء الوطنية.
ويؤدّي حقل الحطيبة دورًا حيويًا في دعم القطاعات الصناعية، لا سيما مصانع الأسمدة والمجمعات البتروكيماوية.
وتأتي هذه القفزة الإنتاجية التي تُعد الأولى من نوعها منذ أكثر من 10 أعوام، في إطار جهود شركة سرت لإنتاج وتصنيع النفط والغاز، لتطوير البنية التحتية للحقل ورفع كفاءته.
وعلى الرغم من الإنجازات الملحوظة، يواجه قطاع الغاز في ليبيا تحديات تشغيلية وأمنية أثرت بصفة كبيرة في مستويات الإنتاج في السنوات الماضية، ومع ذلك، فإن الخطوات الأخيرة، بما في ذلك تحسين إدارة حقل غاز ليبي، تفتح آفاقًا جديدة نحو استقرار الإنتاج وزيادته.
حقل الحطيبة
يُعد حقل الحطيبة من أبرز حقول الغاز في ليبيا، التي تُديرها شركة سرت، إذ يتميّز بدوره المحوري في دعم الاقتصاد المحلي، وفق بيانات قطاع النفط والغاز الليبي لدى منصة الطاقة المتخصصة.
ويوفّر الحقل إمدادات حيوية إلى شبكة الغاز الساحلية الليبية، بالإضافة إلى تزويده مصانع الأسمدة ومجمع البتروكيماويات في مرسى البريقة بالغاز الطبيعي.
وبفضل التطورات الأخيرة، أصبح هذا الحقل، الواقع على بُعد 120 كيلومترًا جنوب مرسى البريقة، نموذجًا لقدرة ليبيا على استعادة عافيتها الإنتاجية رغم التحديات.
وشهد حقل الحطيبة سابقًا مشكلات تشغيلية مثل أعطال الخطوط الخارجية؛ ما أثر في الإنتاج، وأدى إلى انخفاض إمدادات الطاقة، لكن ربط بئر جديدة وتعزيز عمليات الصيانة أسهما في رفع الكفاءة التشغيلية.
وتسعى شركة سرت -أيضًا- إلى تنفيذ خطط تطويرية طموحة تشمل ربط إنتاج الحقل بحقول أخرى مثل حقل الاستقلال؛ ما يضمن استمرارية الإمدادات وتحسين التصدير.
احتياطيات الغاز الطبيعي في ليبيا
تُعد ليبيا من الدول الرائدة في احتياطيات الغاز الطبيعي، إذ تمتلك احتياطات مؤكدة تصل إلى 53 تريليون قدم مكعبة وفق بيانات عام 2023.
هذه الموارد تؤهل الدولة العربية الواقعة في شمال أفريقيا، لتلبية الطلب المحلي والتوسع في التصدير.
بالإضافة إلى ذلك، تشير تقارير إدارة معلومات الطاقة الأميركية إلى إمكان رفع هذه الاحتياطيات إلى 177 تريليون قدم مكعبة، بإضافة موارد الغاز الصخري القابلة للاستخراج تقنيًا.
وتتركز الاحتياطيات في 3 أحواض رئيسة، هي: سرت، وغدامس، ومرزق.
ويضم حوض سرت وحده موارد ضخمة، إذ تشير التقديرات إلى احتوائه على 23 تريليون قدم مكعبة من الغاز المصاحب غير المكتشف، ويُعزز هذا التنوع الجغرافي في الموارد فرص تطوير قطاع النفط والغاز وتنويع استعمالاته.
تحديات تواجه قطاع الغاز الليبي
رغم وفرة الموارد، يواجه قطاع الغاز الليبي تحديات كبيرة نتيجة الأوضاع الأمنية والسياسية غير المستقرة، إذ توقفت عمليات الإنتاج بالكامل لفترة طويلة، لا سيما خلال عام 2011.
لكن القطاع بدأ التعافي تدريجيًا، ليصل إنتاج الغاز إلى 14.8 مليار متر مكعب بنهاية عام 2022، مقارنة بـ16 مليار متر مكعب في عام 2010.
وتتمثّل العقبات الرئيسة في ضعف البنية التحتية، وقلة الاستثمارات الأجنبية والمحلية، بالإضافة إلى التحديات التشغيلية التي تؤثر في استقرار الإنتاج.
ومن أجل التغلب على هذه العقبات، تعمل الحكومة الليبية ومؤسسة النفط وشركات النفط على تنفيذ خطط تطويرية تشمل تحسين كفاءة الحقول وتعزيز خطوط النقل والتصدير.
ويؤدي الغاز الطبيعي دورًا محوريًا في دعم الاقتصاد الليبي، إذ تعتمد معظم الصناعات الحيوية ومحطات توليد الكهرباء عليه.
وتشير بيانات مؤسسة النفط الليبية إلى أن استهلاك البلاد اليومي من الغاز بلغ، في نوفمبر/تشرين الثاني 2024، نحو 979 مليون قدم مكعبة، منها 780 مليون قدم مكعبة تُستعمل في تشغيل محطات الكهرباء.
وإلى جانب الاستعمال المحلي، يُعد الغاز الطبيعي مصدرًا رئيسًا للإيرادات، مع وجود خطط لتوسيع الصادرات إلى الأسواق الأوروبية والدولية.
كما أن تطوير الحقول غير المستغلة، مثل حقل الحطيبة، يمكن أن يعزّز من قدرة البلاد على المنافسة في سوق الطاقة العالمية.
الخلاصة..
يمثّل الإنجاز الذي تحقّق في حقل غاز ليبي، مثل حقل الحطيبة، خطوة مهمة نحو تعزيز مكانة ليبيا في قطاع الطاقة.
وفي حال استمرار الجهود في تطوير الحقول واستغلال الاحتياطيات غير المكتشفة، فإن البلاد ستتمكن من تحقيق نمو مستدام وزيادة إسهاماتها في أسواق الطاقة الإقليمية والعالمية.
موضوعات متعلقة..
اقرأ أيضًا..
المصادر:
0 تعليق