سجّلت مساعي إزالة الكربون من قطاع النقل إنجازًا جديدًا مع بدء تشغيل أول سفينة داخلية تعمل بالهيدروجين لدى فرنسا في مياه نهر السين الشهير بالعاصمة باريس.
والسفن الداخلية هي تلك المخصصة لنقل الأفراد والسلع داخل الأنهار والبحيرات والقنوات، وتحديدًا المجاري المائية الصالحة للملاحة على اختلاف حجمها وعمقها، وفق متابعات منصة الطاقة المتخصصة (مقرّها واشنطن).
وصُمّمت السفينة التي سُميت "زولو 06" (ZULU 06)، كي تكون قادرة على مواجهة التحديات اللوجستية النهرية في المناطق الحضرية، ويصل طولها إلى 55 مترًا.
وأشاد وزير النقل فرانسوا دوروفراي بالمشروع، قائلًا إنها أفضل مثال على التعاون فيما بين دول أوروبا والقطاعَين الخاص والعام، من أجل دفع النقل الأخضر المستدام محليًا.
مواصفات أول سفينة داخلية تعمل بالهيدروجين في فرنسا
تستهلك "زولو 06"، أول سفينة داخلية تعمل بالهيدروجين في فرنسا، 300 كيلوغرام من الهيدروجين الأخضر المضغوط والمخزن داخل 300 من قضبان الوقود للإبحار لمسافة 500 كيلومتر.
وهنا، يمكن للسفينة القادرة على نقل 400 طن من البضائع العمل لمدة 7 أيام متواصلة دون التزوّد بوقود الهيدروجين؛ إذ إنها مزوّدة باثنين من المحركات العاملة بخلايا وقود الهيدروجين بقدرة 200 كيلوواط من إنتاج شركة بالارد (Ballard).
تحمل السفينة تصميم شركة الاستشارات الهندسية "إل إم جي مارين" (LMG Marin)، أما نظام توليد الكهرباء الداخلي فقد صنعته شركة "إيه بي بي مارين آند بورتس" (ABB Marine & Ports).
وكان تطوير الشركة على يد شركة "سوغيستران غروب" (Sogestran Group) بعد 6 سنوات من الأبحاث، بدعم من مشروع "فلاغشيبس" (FLAGSHIPS) المموّل من الاتحاد الأوروبي ويستهدف التخلص من الانبعاثات المسببة لتغير المناخ.
كما أسهمت في تمويل المشروع هيئة الممرات المائية الفرنسية، ومنطقة إيل دو فرانس، والوكالة الفرنسية للبيئة وإدارة الطاقة (ADEME).
ويعرض مقطع الفيديو التالي لقطات من مراحل بناء أول سفينة داخلية تعمل بالهيدورجين في فرنسا:
تدشين السفينة
تمثّل أول سفينة داخلية تعمل بالهيدروجين أولى تجارب تشغيل السفن بنظام الدفع الهيدروجيني في فرنسا.
ووصفت شركة سوغيستران بدء التشغيل بـ"التقدم الثوري" في نقل البضائع، في حين قال رئيس مجلس الإدارة ورئيسها التنفيذي باسكال غيراردي إن تشغيل السفينة "زولو 06" خطوة للأمام في قطاع السفن الداخلية، وتجسيد للتميز التقني والالتزام باستدامة وفاعلية قطاع النقل.
بدوره، قال وزير النقل فرانسوا دوروفراي إن تدشين السفينة الهيدروجينية إنجاز كبير في قطاع النقل وتحول الطاقة في فرنسا التي تستهدف تحقيق الحياد الكربوني بحلول عام 2050.
كما تؤكّد السفينة الأولى من نوعها في البلاد الالتزام بإرساء قواعد قطاع نقل مستدام ومبتكر وخالٍ من انبعاثات الكربون، والقدرة على الجمع بين القدرات اللوجستية العالمية مع عدم الإضرار بالبيئة، بحسب الوزير.
خطوة على الطريق
رغم الاحتفاء المحلي بالسفينة، سجلت مساعي إزالة الكربون من صناعة النقل البحري تحقيق إنجازات أكبر، فقد عملت العديد من السفن العاملة بالوقود النظيف داخل مواقع سياحية، مثل سد الخوانق الثلاثة في الصين، وداخل المناطق الصناعية المكتظة على مدار سنوات طويلة في ميناء أنتوريب-بروغ في بلجيكا.
ورصدت منصة الطاقة المتخصصة في مايو/أيار (2024) الكشف رسميًا عن أول قاطرة تعمل بالميثانول في العالم داخل ميناء أنتوريب بروغ، وهو خامس أكبر مواني التزوّد بالوقود في العالم.
وضمن برنامج التخضير المتكامل، تعمل القاطرة ميثاتوغ (Methatug) بوساطة حرق الميثانول والديزل الأحمر داخل محركات هجينة طورتها شركة "أنغلو بلجيام كورب"(Anglo Belgium Corp).
وبطول 29.5 مترًا ووزن 584 طنًا، يمكن للقاطرة تخزين ما يصل إلى 12 ألف لتر من الميثانول، وهو ما يكفي لتشغيلها لمدة أسبوعين دون الحاجة إلى التزوّد بالوقود.
وفي أكتوبر/تشرين الأول (2023)، انطلقت مسيرة تشغيل أول سفينة تعمل بالهيدروجين في مدينة ييتشانغ بمقاطعة هوبي الصينية داخل سد الخوانق الثلاثة السياحي لأغراض النقل والحراسة والطوارئ.
وتساعد السفينة في الحيلولة دون إطلاق 343.67 طنًا سنويًا من الهيدروجين من خلال عدم التزوّد بـ103.16 طنًا من الديزل الأحمر.
وهنا، يقول رئيس مجلس الإدارة، الرئيس التنفيذي لشركة سوغيستران، باسكال غيراردي، إن صناعة الهيدروجين ما زالت في طور التطوير، وكل إسهام يمهّد الطريق لإزالة الكربون، وفي النهاية ستتشكل ملامح سلسلة قيمة كاملة.
ومن خلال أول سفينة داخلية تعمل بالهيدروجين في فرنسا، "نتخذ خطوة كبرى للأمام في النقل المائي الداخلي.. وهذه السفينة لا تجسّد التميز التقني فحسب، وإنما التزام سوغيستران باستدامة وفاعلية النقل أيضًا" بحسب غيراردي.
موضوعات متعلقة..
اقرأ أيضًا..
المصادر:
1- بيان شركة سوغيستران عن تدشين السفينة.
0 تعليق