تسبّب أقوى توربين رياح بحرية في العالم بصدمة لداعمي الطاقة النظيفة، بعدما انكسرت بعض شفراته دون سبب واضح خلال المراحل الأولية للتشغيل.
واشتهرت شفرات توربين شركة مينغيانغ (Mingyang) الصينية بقدرتها على مقاومة الأعاصير والرياح العاتية، ورغم ذلك لم تقدّم الشركة -حتى الآن- تفسيرًا عن سبب تعرّض شفرتين للكسر بالكامل بالإضافة إلى وجود كسور بأجزاء من شفرات أخرى.
ووفق تحديثات قطاع الرياح العالمي لدى منصة الطاقة المتخصصة (مقرّها واشنطن)، شهد شهر ديسمبر/كانون الأول 2024 الجاري حادث التوربين الصيني، رغم تركيبه من أشهر قليلة.
وتتنافس الشركات الصينية فيما بينها لإنتاج حزمة توربينات رياح برية وبحرية، بما يضعها في مواجهة قوية مع الشركات الأوروبية والأميركية.
وقد ينعكس حادث التوربينات المطورة سلبًا على المساحة التي اكتسبتها تقنيات الطاقة النظيفة الصينية في الأسواق العالمية مؤخرًا.
أقوى توربين رياح بحرية في العالم
تبلغ قدرة أقوى توربين رياح بحرية في العالم 20 ميغاواط، وهو من طراز "إم واي إس إي 18.إكس" (MySE18.X).
وأزاحت شركة "مينغيانغ" الستار عن التوربين قبل أشهر، وثبتت نموذجًا تجريبيًا أوليًا له في نهاية أغسطس/آب الماضي.
وبصورة مفاجئة، انكسرت شفرتان من التوربين -المثبت بمقاطعة هاينان الساحلية- بالكامل، وظهرت أجزاء تتساقط من بعض الشفرات، في الوقت الذي ما زال التوربين ذاته في موقعه حتى الآن.
واكتفت شركة "مينغيانغ" المُصنّعة بالإشارة إلى تعرض أقوى توربين رياح بحرية في العالم إلى "شقوق"، بعدما تعرض لظروف قاسية وغير عادية خلال الاختبار، وفق موقع ريتشارج.
واللافت للنظر أن حادث شفرات التوربين وقع رغم صموده أمام إعصار "ياغي" الذي ضرب قارة آسيا في سبتمبر/أيلول الماضي، وتسبب في تدمير مزرعة رياح قرب مقاطعة "هاينان".
وأثبتت المقاطع المصورة -المنشورة عقب الإعصار- أن شفرات أقوى توربين رياح بحرية في العالم كانت تعمل بقدرتها القصوى، ما يُشير إلى أن أمرًا ما طرأ خلال مرحلة الاختبار تسبب في انكسار الشفرات.
تفاصيل الحادث
لم يسفر الحادث عن وقوع إصابات في محيط أقوى توربين رياح بحرية في العالم، وأكد شهود عيان أن التوربين كان مستمرًا بالدوران بصورة طبيعية خلال تصدع الشفرات وسقوطها.
وتبين بصورة أولية أن تجاوز الشفرات للحمل الأقصى خلال الاختبار أدى إلى فشل التجربة وسقوط الشفرات، بعد انفصالها عن التوربين، وفق ما نقله موقع ستريت أورو نيوز (SAN) عن مطورين.
ويتحمّل التوربين -القادر على إنتاج كهرباء نظيفة تعادل البصمة الكربونية لنحو 96 ألف شخص سنويًا- رياحًا بسرعة تتجاوز 178 ميلًا/ساعة.
وبعد تعرضها لانتقادات، أشارت أكبر الشركات الصينية الخاصة لتصنيع توربينات الرياح "مينغيانغ" أن الاختبار في ظروف قاسية غير واردة الحدوث بمعدلات عالية في أرض الواقع كان ضروريًا لتطوير تقنيات الطاقة النظيفة.
وأكدت أن الاختبارات القاسية لأكبر توربين رياح بحرية في العالم استهدفت الوقوف على نقاط الضعف، واستمرار التطوير حتى تتمكن توربينات الشركة من اكتساب موثوقية تلائم الطلب العالمي.
وتعهّدت الشركة بمواصلة الأبحاث والاختبارات اللازمة، لضمان قدرة التوربين على العمل في الظروف المختلفة.
توربينات موثوقة
تدافع شركة "مينغيانغ" الصينية عن قدرتها على إنتاج توربينات موثوقة رغم حادث انكسار الشفرات، مشيرة إلى أن توربينها ما زال نموذجًا تجريبيًا رغم أنه الأقوى عالميًا.
وتُشير إلى أن حادث تساقط الشفرات خلال الاختبار الذي أجرته على أقوى توربين رياح بحرية في العالم سيعد نواة لتطوير تصميم طرزها، وإكسابه المزيد من التقنيات الموثوقة.
ويُتيح تصميم التوربين -خفيف الوزن وبقطر دوران يتراوح بين 260 و292 مترًا- عمله في سرعة رياح تتراوح بين المتوسط والعالية، بقدرة على تحمل أعاصير ورياح تصل سرعتها إلى 79.8 مترًا/ثانية.
ويبدو أن إصدارًا قريبًا سينتزع لقب أقوى توربين رياح بحرية في العالم من التوربين ضحية الحادث الأخير، إذ أعلنت شركة "مينغيانغ" خلال معرض لها أنها بصدد نشر توربين جديد.
وتصل قدرة التوربين الجديد إلى 22 ميغاواط، وبطول 310 أمتار، وتتكون شفراته من الألياف الكربونية، ولديه القدرة على إنتاج 80 غيغاواط/ساعة من الكهرباء سنويًا، حسب موقع إنترستنج إنجينيرنج.
موضوعات متعلقة..
اقرأ أيضًا..
المصادر:
- حادث انفصال الشفرتين وسقوطها من توربين الشركة الصينية، من موقع ريتشارج.
- مواصفات التوربين الصيني المقاوم للأعاصير، من موقع ستريت أرو نيوز.
- الاختبار القاسي الذي أجرته شركة "مينغيانغ" للتوربين، من موقع إنترستنج إنجينير.
0 تعليق