إنتاج الهيدروجين الأخضر في ألمانيا يتعثر مجددًا.. إلغاء إعانات ضخمة

الطاقة 0 تعليق ارسل طباعة تبليغ

يشهد إنتاج الهيدروجين الأخضر في ألمانيا انتكاسات متتالية، من شأنها أن تعرقل جهود نشر الوقود النظيف لتحقيق الأهداف المناخية الطموحة.

ووفق تحديثات القطاع لدى منصة الطاقة المتخصصة (مقرّها واشنطن)، ألغت ألمانيا خططها لضخ 350 مليون يورو (367 مليون دولار) في مشروعات الهيدروجين عبر برنامج بنك الهيدروجين الأوروبي.

ولا يُعد هذا التراجع الأول في ألمانيا؛ إذ شهد هذا الأسبوع -أيضًا- تخلي نائب المستشار الألماني روبرت هابيك عن مساعيه لتمرير تشريع من شأنه أن يسمح بطرح مناقصة لمحطات الكهرباء الجاهزة للعمل بالهيدروجين العام المقبل (2025).

كما شهدت قضية إعانات الهيدروجين في ألمانيا تطورًا في شهر أكتوبر/تشرين الأول المنصرم، مع فحص عدد من المتلقّين للمنح الحكومية.

إعانات الهيدروجين الأخضر في ألمانيا

أنشأ بنك الهيدروجين الأوروبي نظام "المزادات كخدمة" (Auctions-as-a-service)، في الوقت الذي يقدّم فيه مدفوعات ثابتة من صندوق الابتكار التابع للاتحاد الأوروبي لكل كيلوغرام من الهيدروجين الأخضر الذي تنتجه مشروعات على مستوى أوروبا.

ويسمح هذا المخطط للدول الأعضاء الفردية بتخصيص تمويل إضافي من ميزانياتها الوطنية للمشروعات المحلية، التي لم تكن لتفوز بدعم لولا ذلك.

وفي ديسمبر/كانون الأول 2023، أخطرت ألمانيا المفوضية بنيتها تقديم مخطط بقيمة 350 مليون يورو (367 مليون دولار) لدعم إنتاج الهيدروجين الأخضر من خلال نظام "المزادات كخدمة" داخل بنك الهيدروجين الأوروبي.

*(اليورو = 1.05 دولارًا أميركيًا)

وسيدعم المخطط المعتمد بناء ما يصل إلى 90 ميغاواط من سعة التحليل الكهربائي، ومن المتوقع أن يحفّز إنتاج ما يصل إلى 75 ألف طن من الهيدروجين الأخضر، وفق ما أوردته المفوضية الأوروبية في بيان أصدرته.

وسيساعد هذا ألمانيا في تحقيق طموحها في الحصول على ما لا يقل عن 10 غيغاواط من سعة التحليل الكهربائي المحلية بحلول عام 2030، والإسهام في هدف الاتحاد الأوروبي المتمثل في إنتاج ما لا يقل عن 42.5% من الطاقة المتجددة بحلول عام 2030؛ بهدف الوصول إلى 45%.

إلا أن عددًا من الدراسات أظهرت أن هذا توقُّع متفائل؛ واعترفت وزارة الاقتصاد نفسها مؤخرًا بأن "تطورات السوق تشير إلى أن جزءًا من هذه القدرة لا يمكن تشغيله إلا في السنوات اللاحقة".

الهيدروجين الأخضر في أوروبا

عطاءات بنك الهيدروجين الأوروبي

رغم ذلك، فضّلت عملية تقديم العطاءات الأولى لبنك الهيدروجين الأوروبي في أبريل/نيسان 2024، التي تنافست فيها الشركات على علاوة ثابتة لكل كيلوغرام من الهيدروجين المنتج، البلدان ذات مصادر الطاقة المتجددة الوفيرة مثل فنلندا وإسبانيا.

وحصلت برلين على إذن بتوزيع إعاناتها الخاصة على مقدمي العطاءات الذين خسروا، مع إصرار الاتحاد الأوروبي على سقف سعر يبلغ 1.44 يورو (1.51 دولارًا) للكيلوغرام.

ورأت العديد من الشركات أن هذا الرقم منخفض للغاية؛ نظرًا إلى أن أسعار الطاقة المرتفعة في ألمانيا تجعل الإنتاج مكلفًا.

وبالتالي، فشلت المفوضية الأوروبية وألمانيا في الاتفاق على الشروط، ما يعني أن الأموال ستذهب الآن إلى مشروعات خضراء أخرى أو تتدفق مرة أخرى إلى الميزانية الفيدرالية، وفق ما نقلته وكالة بلومبرغ.

وأوضحت وزارة الاقتصاد الألمانية، في رسالة تشرح القرار، أن هناك "مواصفات صارمة للغاية".

وقالت رئيسة الجمعية الألمانية لصناعات الطاقة والمياه (BDEW) كيرستين أندريا: "بينما نتفهم أن الحد الأقصى جرى تقديمه لتجنب الإفراط في تمويل المشروعات وتشويه السوق، فمن الواضح أنه لم يكن مفيدًا للشركات الألمانية".

وفي الوقت نفسه، تعهّدت إسبانيا وليتوانيا والنمسا في شهر نوفمبر/تشرين الثاني الماضي، بما يصل إلى 836 مليون يورو (876.7 مليون دولار) لنظام "المزادات كخدمة"، ما يزيد من ميزانية المزاد الثاني لبنك الهيدروجين الأوروبي إلى نحو مليارَي يورو (2.10 مليار دولار).

وافتُتح هذا المزاد الثاني في بداية شهر ديسمبر/كانون الأول 2024، ومن المقرر أن يُغلق في 20 فبراير/شباط 2025، مع شروط وأحكام جديدة تقيد مقدمي العطاءات بما لا يزيد على 25% من أجهزة التحليل الكهربائي الخاصة بهم المصنوعة في الصين، وفق ما نقلته منصة "هيدروجين إنسايت" (Hydrogen Insight).

فضيحة إعانات الهيدروجين في ألمانيا

كانت قضية إعانات الهيدروجين في ألمانيا قد شهدت تطورًا جديدًا في شهر أكتوبر/تشرين الأول 2024، مع فحص عدد من المتلقّين للمنح الحكومية.

ووفق المعلومات التي اطّلعت عليها منصة الطاقة المتخصصة، طالبت وزارة النقل الفيدرالية الألمانية بسداد الإعانات من مشروع واحد، وأوقفت الدفعات لمشروعين آخرين، في أعقاب تحقيق حول ما إذا كانت الإعانات المخصصة للسيارات التي تعمل بالهيدروجين قد خُصِّصَت بشكل محايد.

وأُطلق التحقيق في أعقاب فضيحة أدت إلى طرد رئيس قسم السياسات بالوزارة كلاوس بونهوف، في فبراير/شباط من العام الجاري (2024).

ويُزعم أن بونهوف تدخَّل لضمان منح 1.4 مليون يورو (1.56 مليون دولار) لمجموعة ابتكار "هاي موبيليتي" (HyMobility) التي تروّج لها جمعية الهيدروجين وخلايا الوقود الألمانية (DWV)، والتي يُعدّ رئيسها فيرنر ديوالد، صديقًا شخصيًا مقربًا لبونهوف.

وفحص التحقيق 5 متلقّين للتمويل -الذين خُصِّص لهم 31 مليون يورو (34.57 مليون دولار) من أموال دافعي الضرائب في الإجمالي- ووجد أنه في إحدى الحالات، كان قرار منح المساعدات الحكومية "غير قانوني رسميًا وجوهريًا".

وفي الوقت نفسه، أوقفت المدفوعات لمشروعين آخرين مُنِحا التمويل في عام 2021، في حين تؤكد مراجعة قانونية خارجية ما إذا كانت المساعدة الحكومية قد مُنحت قانونيًا.

موضوعات متعلقة..

اقرأ أيضًا..

المصادر:

  1. إلغاء إعانات الهيدروجين الأخضر في ألمانيا من وكالة بلومبرغ.
  2. معلومات إضافية من إلغاء إعانات الهيدروجين الأخضر في ألمانيا من منصة "هيدروجين إنسايت".
  3. موافقة المفوضية الأوروبية على إعانات لألمانيا من الموقع الرسمي للمفوضية.
إشترك في النشرة البريدية ليصلك أهم أخبار الطاقة.
مصطفى منصور
إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق