حقل مسلة النفطي.. 3 مليارات برميل ضحية الانقسامات السياسية في ليبيا

الطاقة 0 تعليق ارسل طباعة تبليغ

انعكست الاضطرابات السياسية التي تشهدها ليبيا منذ سنوات على أداء حقل مسلة النفطي، وتعطُّل إنتاجه أكثر من مرة لأسباب متنوعة.

وعانى الحقل نقص الاستثمارات الأجنبية إثر مخاوف تأثير التقلبات الداخلية على القطاع، في حين أُسندت مهمة تشغيله إلى شركة الخليج العربي للنفط المحلية المملوكة للدولة.

ووفق بيانات النفط لدى منصة الطاقة المتخصصة (مقرّها واشنطن)، يعود تاريخ اكتشاف الحقل إلى ستينيات القرن الماضي، ومضى تطويره في خطوات متعثرة.

ويكافح قطاع النفط والغاز الليبي للتغلب على الأزمات السياسية التي تصرب البلاد منذ عام 2011 وتداعياتها المستمرة حتى الآن، وكانت أحدث خطوات القطاع تبنّي مؤسسة النفط خطة حفر عدد من الآبار الجديدة بهدف زيادة إنتاج البلاد من الذهب الأسود.

معلومات عن حقل مسلة النفطي

اكتُشف حقل مسلة النفطي عام 1963 في حوض سرت الشهير في ليبيا، وصُنف آنذاك بكونه واحدًا ضمن أحدث حقول الحوض الضخمة.

ويقع الحقل في المربع إن سي 80 (NC 80) بالحوض، على مسافة 500 كيلومتر جنوب شرق مدينة بنغازي، ويتوسط موقعه بين حقلي "السرير" و"ماجد"، في مربَّعَي 65 و80.

واعتمدت شركة الخليج العربي للنفط (أجوكو) في تقنيات استخراج النفط من الحقل البري على طريقتين: الرفع الطبيعي الذاتي والرفع الصناعي، وفق ما أوردته الشركة في موقعها الإلكتروني.

عامل في حقل نفط ليبي
عامل في حقل نفط ليبي - الصورة من بلومبرغ

وحول مسار إنتاج الخط، أشارت الشركة إلى أن إنتاجه يُضخ لميناء "الحريقة" عبر خط أنابيب السرير، وميناء "رأس لانوف" عبر خط أنابيب ماجد النافورة.

وسجّل إنتاج الحقل ذروة إنتاجية عام 1989، وتُشير وتيرة إنتاجه إلى عمر تشغيلي يستمر حتى عام 2039، حسب تقديرات أوفشور تكنولوجي (Offshore Technology).

ويسهم حقل مسلة -الذي تطوره شركة "أجوكو" المعنية بخدمات التنقيب عن النفط والغاز والتطوير والإنتاج والمشتقات- بنحو 3% من الإنتاج النفط في ليبيا يوميًا.

ملامح الموارد

تشغّل شركة الخليج العربي للنفط حقل مسلة لصالح المؤسسة الوطنية للنفط، ويضم الحقل 54 بئرًا ممتدة على مساحة 52.591 فدان، وتُنتج هذه الآبار نوعية النفط الخفيف.

وقُدِّر إنتاج الحقل بنحو 45% من إجمالي الموارد الكامنة في خزانات النفط، بما يتجاوز 3 مليارات برميل، حسب موقع جورنال كرا (Journal Cra).

وتعوّل الشركة وقطاع النفط الليبي على عدد من الحقول لزيادة الإنتاج المحلي، إذ يُنظر إلى القطاع بوصفه داعمًا قويًا لاقتصاد البلاد خلال الأوقات الصعبة التي يمر بها.

وعلى الصعيد الفني، واجهت مرافق متصلة بالحقل مشكلات قوية، إذ وقع تسرب نفطي في خط النقل الرابط بين حقل مسلة وحقل السرير، إثر تعرُّض بعض نقاط الخط إلى التآكل والصدأ.

ونجحت شركة "أجوكو" في إصلاح الضرر، والتيقن من إجراءات السلامة والعزل والصيانة، واستؤنف عمل الخط بنجاح دون تأثير يُذكر بمعدل الإنتاج، وفق ما نشره موقع ليبيا هيرالد (Libya Herald) في يوليو/تموز من عام 2023.

وشددت شركة الخليج العربي للنفط آنذاك على أن دعم مؤسسة النفط الليبية أسهم في عودة الحقول التي تشغّلها للإنتاج، بصورة طبيعية ودون انقطاع، منذ استئناف تشغيل الحقول ومواني التصدير.

ويتّسق ذلك مع مساعي الشركة لزيادة إنتاج الحقول التابعة لها، بما يُتيح في نهاية الأمر تلبية هدف زيادة الإنتاج إلى مستوى مليونَي برميل يوميًا.

جانب من محاولات السيطرة على تسرب خط متصل بالحقل
جانب من محاولات السيطرة على تسرّب خط متصل بالحقل - الصورة من صفحة شركة أجوكو في لينكد إن

الحقل والصراعات

في أكتوبر/تشرين الأول 2022، وضعت شركة "أجوكو" حدًا للخلل الذي أصاب وحدة معالجة ملحقة بحقل مسلة، دفعت نحو تشغيله جزئيًا لمدة تزيد عن 10 سنوات.

وأعلنت الشركة عودة الحقل للعمل بطاقته الكاملة، مشيرة إلى أنها استغنت عن نظام التحكم الذي بلغ عمره التشغيلي 30 عامًا، وإدخال نظام جديد أكثر كفاءة للخدمة، حسب موقع ليبيا أوبزرفر (Libya Observer).

وبخلاف الأسباب الفنية، توقّف إنتاج حقل مسلة مرّات عدّة، نتيجة الصراعات السياسية الدائرة في البلاد منذ سنوات، ضمن إطار سلسلة انعكاس هذه التوترات على إنتاج النفط في ليبيا.

وكانت الصادرات النفطية للدولة العربية-الأفريقية قد حوصرت منذ يناير/كانون الثاني مطلع عام 2020، لكن حقل مسلة استأنف الإنتاج نهاية يونيو/حزيران بإنتاج محدود "10 آلاف برميل يوميًا".

وخصصت السلطات المعنية هذا الإنتاج للاستهلاك المحلي فقط، وقررت منع تصديره، وفق ما نشرته رويترز آنذاك.

ورحّب مسؤولون في المؤسسة الوطنية للنفط بدور شركة "أجوكو" لدعم القطاع النفطي واقتصاد البلاد، خاصة في ظل الملابسات التي تواجهها ليبيا على الصعيد السياسي الداخلي، مشيدة بارتفاع معدل الإنتاج مع حقل مسلة وحقول أخرى خلال عام 2019، حسب موقع ليبيا إنفستمنت (Libya Investment).

نرشح لكم..

إشترك في النشرة البريدية ليصلك أهم أخبار الطاقة.
مصطفى منصور

أخبار ذات صلة

0 تعليق