يشكّل التوقف عن حرق الغاز في العراق واستثماره أحد الحلول الرئيسة في خطط بغداد لتحقيق الاكتفاء الذاتي وتقليص فاتورة الاستيراد، بالإضافة إلى الوفاء بتعهداته المناخية.
ويخطط العراق، ثاني أكبر منتج للنفط في أوبك، لخفض كمية الغاز التي تحرقها بشكل غير منتج إلى نحو 20% خلال العام المقبل في محاولة لتلبية الطلب المتزايد والحدّ من الواردات.
وصلت نسبة استغلال الغاز في العراق المصاحب للعمليات النفطية، وفق بيانات طالعتها منصة الطاقة المتخصصة (مقرّها واشنطن)، إلى نحو 67% خلال العام الجاري.
وتستهدف بغداد التوقف نهائيًا عن حرق الغاز في العراق المصاحب للعمليات النفطية خلال 3 سنوات، بما يحقق لها الاكتفاء الذاتي لتشغيل محطات الكهرباء والتوقف عن الاستيراد من الخارج.
الغاز المصاحب في العراق
قال وكيل وزير النفط لشؤون الغاز عزت صابر إسماعيل، إن عمليات استغلال الغاز المصاحب في العراق وصلت إلى نحو 67% مع نهاية العام الجاري (2024).
وأضاف: "ستساعد المشروعات الجديدة في الجنوب، بما في ذلك شركة توتال إنرجي، في تعزيز ذلك بشكل أكبر، إذ يستهدف تشغيل المرحلة الأولى من مشروعات عملاقة الطاقة الفرنسية خلال العام الجاري".
تشمل الصفقة الموقّعة مع توتال تطوير 4 مشروعات عملاقة باستثمارات تصل إلى 27 مليار دولار، من بينها استثمار الغاز المصاحب من 4 إلى 5 حقول نفطية، بطاقة 600 مليون قدم مكعبة قياسية يوميًا.
ويتمتع العراق، إلى جانب روسيا وإيران والولايات المتحدة، بأعلى معدلات حرق الغاز، وهي عملية تهدر الوقود بدلًا من جمعه واستعماله في صناعات مثل توليد الكهرباء.
واضطر العراق إلى اللجوء إلى الاستيراد، بما في ذلك من إيران المجاورة التي يحتاج إلى الحصول عليها إلى إعفاءات منتظمة من العقوبات من واشنطن.
وقال إسماعيل، إن الإذن الحالي لاستيراد الغاز الإيراني سارٍ حتى يونيو/حزيران.
الغاز في العراق
قال إسماعيل، إن حرق الغاز في العراق تراجع من 47% في عام 2021 إلى نحو 33% هذا العام، وهو ما يعدّ مؤشرًا جيدًا على الجهود المبذولة.
وشكّل حرق الغاز مصدر قلق في مختلف أنحاء العالم لسنوات، إذ يؤدي الافتقار إلى البنية الأساسية اللازمة لسحب الغاز إلى قيام شركات إنتاج النفط بحرق الوقود الزائد.
وأظهر مؤشر البنك الدولي لتتبُّع حرق الغاز العالمي في وقت سابق من هذا العام أن أحجام الغاز المحروق ظلت مستقرة إلى حدّ كبير في السنوات الخمس حتى عام 2023.
وأشار إسماعيل إلى إن العراق يخطط بحلول نهاية العام المقبل لإدخال مشروعات ستضيف 290 مليون قدم مكعبة يوميًا من الغاز المنتج من حقول النفط في الجنوب.
وأضاف أن هذا يشمل 50 مليون قدم مكعبة من حقل أرطاوي من خلال مشروع لشركة توتال إنرجي، الذي سيرتفع إلى 300 مليون قدم مكعبة بحلول عام 2027.
وقال وكيل وزارة النفط: "بالنسبة لمشروع أرطاوي فقط، فإن الاستثمارات ستكون نحو مليارَي دولار، وهو مجمع غاز كامل، وسيكون جاهزًا بحلول نهاية العام المقبل".
ويخطط العراق أيضًا لبناء محطة لاستيراد الغاز المسال في ميناء الفاو الكبير في الجنوب، لتلبية الطلب على الوقود.
وستبدأ في يناير/كانون الثاني إرسال الدعوات، بشكل رئيس إلى الشركات الأميركية، للتنافس على بناء المشروع، الذي ستبلغ فيه سعة المحطة التخزينية 300 ألف متر مكعب.
وقال إسماعيل، إن العراق ينتج حاليًا 3.122 مليار قدم مكعبة من الغاز يوميًا، منها نحو 1.048 مليار قدم مكعبة حُرِقَت حتى 22 ديسمبر/كانون الأول.
كان وزير النفط العراقي حيان عبدالغني قد أكد في تصريحات مؤخرًا أن ملف استثمار الغاز في العراق وتلبية حاجة محطات الكهرباء من الأولويات والملفات المهمة التي تركّز عليها الحكومة.
موضوعات متعلقة..
اقرأ أيضًا..
المصدر..
0 تعليق