قطاع الطاقة في الجزائر 2024.. 4 تطورات مهمة تقودها انطلاقة المحطات الشمسية

الطاقة 0 تعليق ارسل طباعة تبليغ

شهد قطاع الطاقة في الجزائر خلال عام 2024 خطوات تنفيذية غير مسبوقة في مشروعات الطاقة المتجددة، بالتزامن مع إعلان شركة سوناطراك وثيقة إستراتيجية المناخ لتحقيق التوازن بين إنتاج الوقود الأحفوري والحياد الكربوني.

وجاء ذلك مع فوز الرئيس عبدالمجيد تبون بولاية ثانية بأغلبية مريحة في الانتخابات الرئاسية التي عُقدت خلال النصف الثاني من العام، وما تبعه من إلغاء وزارة الطاقة المتجددة وتغييرها إلى منصب "كاتب دولة" مكلّف لدى وزير الطاقة بشؤون الطاقة المتجددة.

كما واصلت البلاد إعلان اكتشافات نفطية وغازية، ولكنها لم توضّح تفاصيل دقيقة حول تلك المكامن الجديدة، بالتوازي مع توقيع صفقة تمهّد للبحث عن الغاز الصخري، وفقًا لملف الحصاد السنوي الصادر عن وحدة أبحاث الطاقة (مقرّها واشنطن).

وفي الوقت ذاته، شهد مشروع "الممر الجنوبي لنقل الهيدروجين" الذي تستهدف من خلاله التصدير إلى أوروبا خطوة جديدة تمهّد لتنفيذه.

1- انتعاشة في مشروعات الطاقة الشمسية

كان 2024 شاهدًا على وضع الجزائر حجر أساس أكثر من محطة طاقة شمسية، في خطوة جاءت بعد تأخُّر وتأجيلات عديدة خلال السنوات الماضية، رغم الإمكانات الكبيرة التي تمتلكها بمعدل سطوع الشمس من بين الأعلى عالميًا.

وفي مارس/آذار 2024، شهد قطاع الطاقة في الجزائر وضع حجر أساس أول محطة طاقة شمسية بقدرة 200 ميغاواط، ضمن برنامج توليد 3 آلاف ميغاواط تنفّذه شركة سونلغاز.

ومن المقرر تنفيذ المشروع خلال 14 شهرًا، متضمنًا 346 ألف لوح شمسي في ولاية المغيير جنوب شرق البلاد.

بينما وضع قطاع الطاقة في الجزائر خلال أبريل/نيسان حجر أساس المحطة الثانية ضمن البرنامج نفسه لإنتاج الطاقة الشمسية بسعة 150 ميغاواط بإقليم دائرة توقرت، بمدّة تنفيذ تصل -أيضًا- إلى 14 شهرًا.

وفي ولاية أولاد جلال، وضعت الجزائر حجر أساس ثالث محطة طاقة شمسية بقدرة 80 ميغاواط، وتنفّذها المجموعة الصينية "سي دبليو إي" (CWE-HXCC-YRED)، بمدّة متوقعة تصل إلى 10 أشهر.

بينما وضع حجر أساس محطة الطاقة الشمسية الرابعة في ولاية بسكرة بقدرة 220 ميغاواط، بمدّة تنفيذ تصل إلى 16 شهرًا على مساحة 400 هكتار.

ومن المتوقع أن ترفع هذه المشروعات بعد تنفيذها قدرة الطاقة الشمسية المركبة في الجزائر، التي تقف عند 0.5 غيغاواط، كما يرصد الرسم التالي، من إعداد وحدة أبحاث الطاقة:

السعة التراكمية للطاقة الشمسية في الجزائر

وسبق كل ذلك توقيع شركة سونلغاز اتفاقيات تنفيذ 20 محطة طاقة شمسية توزعت على مناقصتين، ضمن مخطط يستهدف من خلاله قطاع الطاقة في الجزائر أن تشكّل المصادر المتجددة 30% من مزيج الطاقة بحلول 2035.

وفي سياق آخر، قررت الجزائر إلغاء وزارة الطاقة المتجددة في التشكيل الحكومي الجديد، واستحداث منصب "كاتب دولة" مكلّف لدى وزير الطاقة بشؤون الطاقة المتجددة.

وتضمَّن القرار الصادر في نوفمبر/تشرين الثاني 2024 -أي بعد شهرين من انتهاء انتخابات رئاسة الجمهورية- أن يتولى منصب "كاتب دولة" المحافظ السابق للطاقات المتجددة والفعالية الطاقوية نور الدين ياسع.

2- خطوة تُمهِّد لتنفيذ ممر الهيدروجين

في عام 2024، وقّعت شركة سوناطراك الجزائرية مذكرة تفاهم مع شركات إيطالية وألمانية ونمساوية لبدء دراسات جدوى لمشروع ممر الهيدروجين "الممر الجنوبي لنقل الهيدروجين" (SoutH2 Corridor).

وتستهدف الجزائر عبر الممر الجنوبي نقل نحو 4 ملايين طن من الهيدروجين الأخضر سنويًا إلى أوروبا، إذ من المقرر له أن يربط بين الجزائر وألمانيا، عبر إيطاليا والنمسا.

كما أبرمت سوناطراك مذكرة تفاهم مع شركة سيبسا الإسبانية، تضمنت إعداد دراسة جدوى مشتركة لتطوير مشروع متكامل لإنتاج الهيدروجين الأخضر ومشتقاته في الجزائر، عبر بناء محطة للتحليل الكهربائي بقدرة ما بين 50 و200 ميغاواط.

وتشتمل مذكرة التفاهم بناء محطة لإنتاج الميثانول الأخضر والأمونيا الخضراء، مع إنشاء مرافق تخزين ونقل الميثانول والأمونيا.

ويشار إلى أن قطاع الطاقة في الجزائر أعلن -حتى الآن- 4 مشروعات لإنتاج الهيدروجين، تتوزع ما بين مشروعين في إنتاج الهيدروجين الأخضر والأمونيا الخضراء، ومشروعين لإنتاج الهيدروجين الأزرق والأمونيا الزرقاء.

3- اكتشافات جديدة وتمهيد للغاز الصخري

حقّق قطاع الطاقة في الجزائر 8 اكتشافات نفطية وغازية في النصف الأول من 2024، وصفتها وزارة الطاقة بأنها "مهمة جدًا"، ولكن لم تفصح عن أيّ أرقام تخصّ تلك الاكتشافات، وتقع في مكامن شار وجنوب عين صالح وشمال جانت وجنوب إليزي وشمال ورقلة.

وفي الوقت ذاته، وقّعت الجزائر اتفاقية مع شركة إكسون موبيل الأميركية لدراسة الفرص المتاحة لتطوير موارد النفط والغاز في كل من حوض أهنات وحوض قورارة، وهو ما يسمح باستغلال نحو 60 تريليون قدم مكعبة من الغاز الصخري القابل للاستخراج.

ويشار إلى أن احتياطيات الغاز الصخري في الجزائر بحوض أهنات أو أهنيت تعود إلى العصر السيلوري، وتُقدَّر بنحو 256 تريليون قدم مكعبة، منها 51 تريليون قدم مكعبة قابلة للاستخراج تقنيًا، بالإضافة إلى كمية أخرى تعود للعصر الديفوني، وتُقدَّر بـ50 تريليون قدم مكعبة، منها 9 تريليونات قدم مكعبة قابلة للاستخراج.

وتوضح الخريطة التالية، من إعداد وحدة أبحاث الطاقة، أحواض النفط والغاز الصخري في الجزائر:

أحواض النفط والغاز الصخري في الجزائر

وبهدف مواجهة تعرُّض أحد أكبر حقول الغاز للنضوب، وقّعت شركة سوناطراك عقدًا مع الشركة الصينية للهندسة النفطية تضمنت تنفيذ وحدات جديدة لتعزيز حقل الغاز "الرار"، الواقع في حوض إليزي، لزيادة الإنتاج بمعدل 10 ملايين متر مكعب يوميًا.

4- إقرار إستراتيجية سوناطراك

أقرّت شركة سوناطراك الجزائرية في عام 2024 محاور وثيقة إستراتيجية الشركة لتقليل انبعاثات ثاني أكسيد الكربون وغاز الميثان، وتقليص تأثير عملياتها في المناخ، وتهديد ذلك نشاطَها واستدامتَها.

ومن أبرز ما تضمنته، هو تأكيد الشركة قدرتها على منع انبعاث نحو 4 ملايين طن نفط مكافئ من ثاني أكسيد الكربون حتى عام 2026، وحقن تلك الكمية في شبكة نقل الغاز عبر الأنابيب، وذلك عبر برنامج استرجاع الغاز الذي تنفّذه من ثمانينيات القرن الماضي.

وتخطط الشركة الجزائرية التوقف عن حرق الغاز بحلول عام 2030، مع واقع أن الجزائر تُعدّ ضمن أكبر الدول حرقًا للغاز عالميًا.

كما تستهدف إعداد خريطة لجميع انبعاثات غاز الميثان المتسربة عبر سلسلة الغاز والنفط بمنشآتها، وكذلك العمل على تحسين استهلاك الطاقة في جميع منشآتها الصناعية.

واشتملت الإستراتيجية كذلك على تنويع مزيج الطاقة من خلال تطوير المصادر المتجددة بهدف تقليل استهلاك الغاز، وذلك في ظل جهود للشركة تعود إلى 2011، مع امتلاكها أكثر من محطة شمسية.

وفي الوقت نفسه، تدرس الشركة الفرص المتاحة لمشروعات احتجاز الكربون وتخزينه، وتحديد جميع المواقع المحتملة لاحتجاز الكربون، خصوصًا في مكامن النفط والغاز الطبيعي المستنفدة.

تطورات أخرى بقطاع الطاقة في الجزائر

هناك بعض التطورات الأخرى التي شهدها قطاع الطاقة في الجزائر، من بينها:

  • وصول أكبر ناقلة غاز مسال في الجزائر "أوغارتا" إلى ميناء سكيكدة، التي يرجع تاريخ بدء بنائها لـ2017، وتملكها شركة "هيبروك" للنقل البحري التابعة لشركة سوناطراك.
  • الجزائر تخصص 200 مليار دينار (1.5 مليار دولار) لتنفيذ ما تطلق عليه "مشروع القرن"، ويتضمن ربط الشبكة الشمالية بالجنوب الكبير، بوساطة خطوط الجهد العالي 400 كيلوفولت على مسافة 880 كيلومترًا.
  • شركة سامسونغ الهندسية تتلقى إخطارًا من الجزائر بإلغاء طلب بقيمة 1.9 تريليون وون (1.36 مليار دولار) لبناء مصفاة حاسي مسعود، مع خلاف حول بنود العقد.
  • الجزائر تصدّر أعمدة شحن السيارات الكهربائية لدولتي إيطاليا وليبيا، وهي الصفقة الأولى من نوعها للبلاد، وتتضمن تصدير 433 عمود شحن.
  • اندلاع أزمة بين الجزائر وفرنسا على إثر اعتراف الأخيرة بالحكم الذاتي للمغرب على الصحراء الغربية، وكان مصدر جزائري مطّلع قد أفاد، في تصريحات لمنصة الطاقة المتخصصة، أن بلاده تدرس "كل احتمالات التصعيد" مع فرنسا في قطاع الطاقة.

الخلاصة..

كان تدشين 4 مشروعات للطاقة الشمسية هو أبرز ما شهده قطاع الطاقة في الجزائر، فضلًا عن خطوة جديدة للبلاد تمهّد لاكتشاف احتياطيات الغاز الصخري، وسط نجاحها في العثور على مكامن نفطية وغازية جديدة.

يمكنكم الاطلاع على حصاد وحدة أبحاث الطاقة لعام 2023 عبر الضغط (هنا)

المصادر:

  1. السعة التراكمية للطاقة الشمسية في الجزائر من مركز أبحاث الطاقة النظيفة (إمبر)
  2. مشروعات الطاقة الشمسية وممر الهيدروجين والاكتشافات من منصة الطاقة المتخصصة
إشترك في النشرة البريدية ليصلك أهم أخبار الطاقة.
مصطفى منصور

أخبار ذات صلة

0 تعليق