37 مشروع هيدروجين أخضر يتعثر عالميًا خلال 2024.. أحدها في دولة عربية

الطاقة 0 تعليق ارسل طباعة تبليغ

اقرأ في هذا المقال

  • 24 مشروع هيدروجين أخضر تتعثر في أوروبا في 2024
  • استأثرت الصين بـ6 مشروعات هيدروجين أخضر متعثرة في 2024
  • شهدت الإمارات إرجاء مشروع هيدروجين أخضر واحد هذا العام
  • الإمارات تستهدف إنتاج 1.4 مليون طن هيدروجين أخضر بحلول 2031
  • أميركا تشهد توقُّف مشروعَي هيدروجين أخضر في 2024

لم يكن تنفيذ فكرة مشروع هيدروجين أخضر على الأرض سهلًا على الإطلاق خلال عام 2024، نتيجة تحديات عدّة أثّرت في القطاع العالمي، وتسببت في إلغاء -أو حتى إرجاء- العشرات من تلك المبادرات النظيفة.

ولامس عدد المشروعات التي لم يحالفها الحظ وتكتمل في صناعة الهيدروجين النظيف نحو 36 مشروعًا، بعد أن واجهت رياحًا معاكسة أدت إلى وقفها بوساطة مطوريها نتيجة عوامل مختلفة، بما في ذلك أوضاع الاقتصاد الكلي واللوائح التنظيمية الصارمة المنظمة للقطاع وظروف السوق المتقلبة، أو حتى تحديات مالية ولوجستية.

واستأثرت أوروبا وحدها بـ24 مشروعًا لم يكتمل، من بينها مشروعات في إسبانيا وفنلندا والسويد وإسبانيا، وكان للصين كذلك حضور قوي في قائمة الدول التي شهدت تعثرًا في مشروعات هيدروجين أخضر هذا العام، بواقع 6 مشروعات، إلى جانب الولايات المتحدة وكندا وأستراليا، بواقع مشروعين لكل منها.

ووفق تحديثات قطاع الهيدروجين عالميًا لدى منصة الطاقة المتخصصة (مقرّها واشنطن)، لم تخلُ القائمة من تمثيل عربي تَجسَّد في الإمارات التي لم تشهد سوى إرجاء مشروع هيدروجين أخضر وحيد هذا العام.

أوروبا أكبر الضحايا

تُعدّ أوروبا أكبر ضحية للظروف التي يشهدها قطاع الهيدروجين النظيف، والتي أثّرت سلبًا في 23 مشروعًا للهيدروجين الأخضر هذا العام، ما بين ملغي ومتوقف مؤقتًا، عبر 11 دولة أوروبية تشكّل مجتمعةً عصب القطاع النظيف.

وتضمّ قائمة تلك الدول، النرويج وألمانيا السويد والمملكة المتحدة وإسبانيا وإيطاليا وبلجيكا وهولندا والدنمارك وفرنسا والبرتغال، بحسب دراسة حديثة.

وبإضافة فنلندا -لم تشملها الدراسة- التي شهدت هي الأخرى تعطُّل مشروعات هيدروجين أخضر في عام 2024، يصل عدد المشروعات المتأثرة في أوروبا إلى 24 عبر 12 دولة.

وتلامس السعة الإجمالية التي تأثرت جراء إلغاء المشروعات في الدول المتضمنة في الدراسة 29.2 غيغاواط؛ ما يعادل 20.3% من كل مشروعات الهيدروجين النظيف (الحالية والملغاة والمتعطلة).

وفيما يلي قائمة الدول التي سجلت إلغاءات أو إرجاءات في مشروعات الهيدروجين الأخضر في عام 2024 -دون أيّ ترتيب- وفق تحديثات القطاع لدى منصة الطاقة المتخصصة:

من مراسم الاحتفال بنجاح مشروع إنتاج الصلب من الهيدروجين الأخضر
من مراسم الاحتفال بنجاح مشروع إنتاج الصلب من الهيدروجين الأخضر - الصورة من مصدر الإماراتية

الإمارات

اضطرت شركة مصدر الإماراتية إلى إرجاء مشروع لإنتاج مليون طن من الهيدروجين النظيف بحلول عام 2030؛ ما يسلّط الضوء على التحديات التي يواجهها القطاع في البلد الخليجي.

وتستهدف الإمارات إنتاج ما لا يقل عن 1.4 مليون طن من الهيدروجين الأخضر بحلول 2031.

وقالت شركة مصدر: إنها "حددت هدفًا يتمثل في إنتاج مليون طن سنويًا من الهيدروجين الأخضر أو مشتقاته في الإمارات والعالم خلال عقد "، في بيان صحفي صدر في 28 نوفمبر/تشرين الثاني 2024.

ويعني هذا إرجاءً لتنفيذ المشروع لمدة 4 سنوات، أي إلى عام 2034، مقارنة بالموعد المستهدف سابقًا لإنتاج مليون طن من الهيدروجين بحلول عام 2030، والذي أعلنته مصدر في مايو/أيار (2023).

وتؤدي مصدر -التي تأسست في عام 2006- دورًا حاسمًا في تعزيز الجهود المبذولة بوساطة الإمارات في مجالَي الاستدامة والعمل المناخي، عبر تطويرها مشروعات وتأسيس شراكات استثمارية في أكثر من 40 دولة حول العالم.

كما تخطط الشركة لرفع السعة الإنتاجية لمحفظة مشروعاتها في قطاع الطاقة المتجددة، لتصل إلى 100 غيغاواط بحلول عام 2030.

مقرّ شركة نستي
مقرّ شركة نستي -الصورة من موقع الشركة

فنلندا

ظهرت فنلندا بقائمة الدول التي تعثرت فيها مشروعات هيدروجين أخضر هذا العام، بعد أن أقدمت شركة نستي (Neste) الفنلندية لتكرير النفط على إلغاء خطط استثمارية بشأن بناء مشروع محلل كهربائي سعة 120 ميغاواط مُخصص لإنتاج الهيدروجين الأخضر في مصفاة بورفو (Porvoo)، وفق بيان منشور بالموقع الرسمي للشركة في 24 أكتوبر/تشرين الأول الماضي.

وأوضحت الشركة أن قرارها يأتي في إطار الحاجة إلى إعادة تقييم أيّ استثمارات جديدة نتيجة ظروف السوق المتغيرة وتعثُّر أدائها المالي، مضيفةً أنها تسعى إلى البحث عن طرق بديلة لاستغلال الهيدروجين النظيف في مصفاة بورفو.

وكانت نستي قد بدأت في تنفيذ أعمال الهندسة الأساسية لمشروع هيدروجين أخضر في مصفاة بورفو المطلة على الساحل الجنوبي لفنلندا خلال فصل الربيع من عام 2023، مع خطط لاتخاذ قرار الاستثمار النهائي خلال 2024، وبدء الإنتاج في عام 2026.

السويد

دخلت السويد قائمة الدول التي شهدت تعطُّل مشروعات هيدروجين أخضر خلال عام 2024، بعد أن قررت شركة الطاقة الدنماركية أورستد وقف بناء مصنع لإنتاج الوقود النظيف.

وفي شهر أغسطس/آب 2024، أعلنت أورستد تعديل خططها لبناء مصنع لإنتاج الميثانول الاصطناعي لتطوير وقود مستدام للصناعات التي يصعب التخلص من انبعاثاتها الكربونية، مثل الطيران والشحن.

وكان العمل على بناء المصنع قد بدأ قبل عام واحد؛ إذ كان من المقرر أن ينتج نحو 55 ألف طن من الميثانول سنويًا من الهيدروجين وثاني أكسيد الكربون.

وسبق أن علّق الرئيس التنفيذي لشركة أورستيد مادس نيبر على إلغاء المشروع، بقوله: "لم نتمكن من إبرام عقود شراء طويلة الأجل بأسعار مستدامة".

الهيدروجين الأخضر في إسبانيا

إسبانيا

انضمت إسبانيا إلى قائمة الدول التي تعثرت فيها مشروعات هيدروجين أخضر، بعدما قررت شركة النفط الوطنية سيبسا (Cepsa) في 25 أكتوبر/تشرين الأول الماضي إرجاء مشروع بقيمة 3 مليارات يورو (3.25 مليار دولار) بسبب ضريبة الأرباح المؤقتة المفروضة على شركات الطاقة، وفق ما أوردته منصة هيدروجين إنسايت.

*( اليورو =1.12 دولارًا أميركيًا).

ولم تكن سيبسا هي الشركة الإسبانية الوحيدة التي ألغت مشروعات هيدروجين أخضر، بل حذت حذوها مواطنتها ريبسول (Repsol) التي قررت وقف مشروعين في هذا القطاع، قيمتهما الاستثمارية تزيد على 200 مليون يورو (217 مليون دولار) في مواقع مختلفة، بما في ذلك قرطاجنة، وتاراغونا، وإقليم الباسك شمال إسبانيا.

وعزت ريبسول قرارها إلى اللوائح التنظيمية غير المواتية، لا سيما احتمال استمرار ضريبة الأرباح المفروضة على شركات الطاقة؛ ما ينشر حالةً عدم يقين حول الاستثمارات طويلة الأجل.

وتضم المشروعات المعلّقة بوساطة ريبسول محطة سعتها 12 غيغاواط من الهيدروجين الأخضر، كان من المفترض أن تبدأ الإنتاج في نهاية العقد الحالي (2030). إلى جانب مشروع آخر عملاق سعة 100 ميغاواط في منطقة قرطاجنة، باستثمارات تجاوزت 200 مليون يورو (217 مليون دولار).

إلى جانب ذلك، ألغت شركة النفط البريطانية بي بي مشروع تركيب محلل كهربائي سعة 2 غيغاواط، وبقيمة تلامس ملياري يورو (أكثر من ملياري دولار) في مصفاة كاستيلون (Castellón) بمنطقة فالنسيا شرق إسبانيا.

وكان من المخطط أن تبدأ الشركة في تشغيل المشروع -الذي تصنّفه بي بي الأكبر من نوعه في إسبانيا- تجاريًا خلال النصف الأول من عام 2026.

أميركا

حجزت أميركا لنفسها مكانًا في قائمة المشروعات التي لم يحالفها الحظ في الاكتمال بقطاع الهيدروجين الأخضر العالمي في 2024، بعد الصفقة التي ألغتها شركة إتش واي ستور إنرجي الأميركية (Hy Stor Energy) بخصوص سعة محلل كهربائي واسع النطاق مُخصص لإنتاج الهيدروجين.

وعزت الشركة قرارها إلى الرياح المعاكسة التي عصفت بالسوق، بما في ذلك تأخُّر إطلاق مركز هيدروجين أخضر في ولاية مسيسيبي، وفق تفاصيل تابعتها منصة الطاقة المتخصصة.

وبناءً عليه حامت الشكوك حول الجدوى الاقتصادية للمشروع جراء الخلل الظاهر في معادلة العرض والطلب في قطاع الهيدروجين الأخضر، وهو ما فاقمته موجة تضخّم عالمية هي الأطول في عقود.

إضافة إلى ذلك، ألغت "بي بي" خططًا لتطوير مصنع هيدروجين أخضر في مصفاة شيري بوينت بمقاطعة واتكوم بولاية واشنطن، لعدم جدواها الاقتصادية.

الهيدروجين الأخضر في أميركا

كندا

زحفت موجة مشروعات الهيدروجين الأخضر المتعثرة في عام 2024 إلى كندا التي أعلنت في أكتوبر/تشرين الأول الماضي إرجاء مشروع لشحن الهيدروجين النظيف من الساحل الشرقي لكندا إلى ألمانيا لمدة عام على الأقل، وربما لمدةٍ أطول، نتيجة عدم توازن العرض والطلب، وما يُوصَف بأطول موجة ركود عالمية في عقود، وفق موقع إنرجي ميكس (ENERGY MIX).

وكان من المقرر بدء شحن الهيدروجين الأخضر خلال عام 2025، غير أنه لم يُتَّخذ قرار الاستثمار النهائي في المشروع بَعْد، مع وجود خطط لنقل أولى تلك الشحنات في أعوام 2026 أو 2027 أو 2028.

وقبل أقل من أسبوع من إعلان إرجاء المشروع المذكور، سحبت شركة فورتيسكو الأسترالية خطط مشروع هيدروجين أخضر في مدينة برنس جورج بمقاطعة بريتيش كولومبيا غرب كندا، من مرحلة المراجعة البيئية.

وبررت الشركة قرارها بأنها تنتظر حتى تتحسّن الجدوى الاقتصادية للمشروع، وتستطيع تأمين أسعار طاقة ملائمة.

الصين

كان للصين هي الأخرى نصيب في تعثُّر مشروعات هيدروجين أخضر هذا العام، بعدما سحب مكتب الطاقة في منغوليا الداخلية -وهي منطقة تتمتع بحكم ذاتي شمال البلاد- تراخيص 6 مشروعات ضخمة، تلامس سعتها مجمّعة قوامها 2.16 غيغاواط.

والمشروعات المذكورة لم تلتزم بالجداول الزمنية للبناء؛ ما أدى إلى إلغائها، على الرغم من حصولها على الموافقة الأولية، بحسب معلومات طالعتها منصة الطاقة المتخصصة.

وكانت اللوائح التنظيمية هي القاسم المشترك في العدول عن تنفيذ تلك المشروعات، بعد أن بات من الصعب على الشركات تأمين استثماراتها والالتزام بمواعد تسليم وفق الجداول الزمنية المقررة.

محطة هيدروجين أخضر في أستراليا

أستراليا

وضعت شركة النفط البريطانية "بي بي" أستراليا على قائمة المشروعات المتعثرة في قطاع الهيدروجين الأخضر العالمي عام 2024، حينما حددت الشركة في أكتوبر/تشرين الأول الماضي، عام 2029 موعدًا جديدًا محتملًا لبدء توليد الكهرباء من مركز الطاقة المتجددة الأسترالي إيه آر إي إتش (AREH).

وتبلغ الكلفة الاستثمارية للمشروع 55 مليار دولار، بسعة 26 غيغاواط، وهو يقع بالقرب من منطقة بيلبارا بولاية أستراليا الغربية.

وسبق تحديد أكثر من موعد لبدء تشغيل المشروع العملاق الذي يستهدف إنتاج الهيدروجين الأخضر، وذلك منذ طرحه للمرة الأولى في عام 2017، بوساطة مطوري مشروعات الطاقة العالميين إنتركونتيننتال إنرجي (InterContinental Energy) وسي دبليو بي غلوبال (CWP Global).

لكن فور شرائها المشروع في عام 2022، حددت الشركة له جدولًا زمنيًا للإغلاق المالي في عام 2024، على أن يبدأ إنتاج الكهرباء للمرة الأولى في عام 2026، ثم أرجأت الشركة تنفيذ المشروع إلى عام 2028، إمّا لتوليد الكهرباء الأولي، أو لتصدير الهيدروجين الأخضر.

كما ضمّت قائمة مشروعات الهيدروجين الأخضر الملغاة في أستراليا محطة لتصدير الهيدروجين والأمونيا في ولاية تاسمانيا الأسترالية.

موضوعات متعلقة..

المصادر:

  1. إلغاء وإرجاء 23 مشروع هيدروجين أخضر أوروبي في عام 2024 من تقرير ويستوود غلوبال إنرجي.
  2. إرجاء تنفيذ مشروع هيدروجين أخضر في الإمارات من موقع هيدروجين إنسايت.
  3. قرار شركة أورستد وقف بناء مصنع لإنتاج الوقود النظيف من بلومبرغ.
  4. إلغاء فكرة بناء محطة لتصدير الهيدروجين والأمونيا في ولاية تاسمانيا الأسترالية من بلومبرغ.
إشترك في النشرة البريدية ليصلك أهم أخبار الطاقة.
السعيد أبو العلا

أخبار ذات صلة

0 تعليق