شركات السيارات في أوروبا تغلق أبوابها.. 3 أسباب تفسر الأزمة (تقرير)

الطاقة 0 تعليق ارسل طباعة تبليغ

اقرأ في هذا المقال

  • • النقل البري استعمل أكثر من 60 مليون برميل من النفط في عام 2023
  • • الصين تمتلك أكبر سوق محلية للسيارات الكهربائية في العالم
  • • فولكسفاغن الألمانية حققت أكثر من نصف أرباحها في عام 2023 في الصين

تعتزم بعض شركات السيارات في أوروبا إغلاق مصانعها وتسريح عمّالها، إذ يُعدّ مصنع ميرافوري للسيارات آخر مصنع متبقٍّ في مدينة تورينو، المحرك التاريخي لصناعة السيارات الإيطالية.

يأتي ذلك نتيجة لانخفاض الطلب واشتداد المنافسة مع شركات صناعة السيارات -خاصة السيارات الكهربائية- في الصين، بحسب ما جاء في مقال طالعته منصة الطاقة المتخصصة (مقرّها واشنطن).

وفي ذروة إنتاج مصنع ميرافوري بعد الحرب، صنعت إحدى أكبر شركات السيارات في أوروبا -وهي شركة فيات الإيطالية- نحو مليون سيارة سنويًا، ووظفت 60 ألف شخص.

وفي سبتمبر/أيلول الماضي، أعلنت شركة فولكسفاغن الألمانية خططها لإغلاق 3 مصانع على الأقل من مصانعها الـ10 في ألمانيا، بجانب خفض الأجور بنسبة 10%، ما أدى إلى إضرابات متتالية لمدّة من ساعتين إلى 4 ساعات.

إغلاق مصانع شركات السيارات في أوروبا

نظرًا لتوقُّف الإنتاج مرة أخرى في ميرافوري في نوفمبر/تشرين الثاني، أعلنت شركة ستيلانتس أن مصنع سيارات فوكسهول في بلدة لوتون البريطانية سيُغلق في أبريل/نيسان 2025، ويلغي خطة الشركة السابقة لإنتاج شاحنات فيفارو الكهربائية هناك.

جاء ذلك في مقال نشرته منصة أنهيرد الإعلامية أستاذة الاقتصاد السياسي في جامعة كامبريدج، هيلين تومسون، يرصد الأزمة التي تواجهها شركات السيارات في أوروبا.

أستاذة الاقتصاد السياسي في جامعة كامبريدج هيلين تومسون
أستاذة الاقتصاد السياسي في جامعة كامبريدج هيلين تومسون – الصورة من موقع إكسبيديشن

وأشارت هيلين تومسون إلى أنه في الشهر نفسه، أشارت شركة فورد الأميركية إلى أنها ستخفض 3 آلاف و800 وظيفة في أوروبا بحلول عام 2027، بينما أعلنت نيسان اليابانية خسارة 9 آلاف وظيفة وخفض الإنتاج العالمي بنسبة 20%.

وقال مسؤول كبير في شركة نيسان، التي تعدّ واحدة من أهم شركات السيارات في أوروبا، إن الشركة لديها 12 أو 14 شهرًا لتتجاوز المشكلة، وفق ما طالعته منصة الطاقة المتخصصة.

وبعيدًا عن ألمانيا، بدأت الأزمة في قطاع السيارات الأوروبي منذ مدة طويلة، فقد بلغ التوظيف في مصنع فوكسهول لوتون ذروته في الستينيات، وتوقّف المصنع عن إنتاج السيارات في عام 2002.

وأغلق مصنع فيات لينغوتو المكون من 5 طوابق، الذي بدأ الإنتاج الضخم للسيارات في إيطاليا عام 1923، في عام 1982.

وفي عام 2011، هددت فيات بإغلاق مصنع ميرافوري ما لم يصوّت العمّال لصالح خطة إعادة الهيكلة.

وعندما اندمجت فيات مع كرايسلر بعد 3 سنوات، استحوذت على شركة كانت مدعومة بأموال الحكومة الفيدرالية الأميركية منذ انهيار عام 2008.

وأدى الاتحاد اللاحق لشركة فيات كرايسلر أوتوموتيف مع بيجو الفرنسية في عام 2021 إلى خسارة ستيلانتس أكثر من 10 آلاف وظيفة في إيطاليا.

أزمة السيارات الكهربائية

قالت أستاذة الاقتصاد السياسي في جامعة كامبريدج، هيلين تومسون، إن الأزمة تمثّل فشلًا أقصر أمدًا فيما يتصل بالسيارات الكهربائية، فقد مرّت 4 سنوات فقط منذ أن استثمرت شركة فيات كرايسلر أوتوموتيف 700 مليون يورو (728.40 مليون دولار) في إنتاج سيارة فيات 500 الكهربائية في مصنع ميرافوري.

وأوضحت أن سيارة نيسان طراز ليف كانت المركبة الكهربائية الأكثر مبيعًا في العقد الأول من القرن الـ21، ولكن منذ عام 2020 تراجعت المبيعات عالميًا.

في المقابل، انخفض الطلب على سيارة فولكسفاغن طراز آي دي 5 في سوق السيارات الكهربائية الأوروبية بنسبة 28% في النصف الأول من عام 2024 مقارنة بالمدة نفسها في عام 2023.

الحياد الكربوني في أوروبا

عندما بدأت الحكومات الأوروبية، في عامي 2019 و2020، تنفيذ مشروع قانون "الحياد الكربوني 2050"، كانت تتصور مستقبلًا مختلفًا إلى حدّ ما.

ومن بين 101.7 مليون برميل من النفط ، التي أفادت وكالة الطاقة الدولية أن العالم استهلكها يوميًا في عام 2023، استُعمِل أكثر من 60 مليون برميل منها في النقل البري.

ومن ثم، فإن أيّ تحرُّك جادّ للتخلي عن الوقود الأحفوري يتطلب أن تقوم صناعة السيارات بتصنيع وبيع السيارات الكهربائية على نطاق واسع.

مصنع ميرافوري للسيارات بمدينة تورينو في إيطاليا
مصنع ميرافوري للسيارات بمدينة تورينو في إيطاليا - من موقع شركة ستيلانتس

وليس من المستغرب أن تكون النرويج الدولة الأوروبية الوحيدة التي أحرزت تقدمًا مستدامًا في إزالة الكربون من النقل البري، لأن ثروتها من الهيدروكربون توفر المجال المالي لجعل السيارات الكهربائية في متناول نسبة معقولة من المواطنين.

وفي السويد، حيث كان انتشار السيارات الكهربائية مرتفعًا نسبيًا، تباطأ النمو بشكل ملحوظ في عام 2024، بعد أن توقَّف نظام الحوافز الشرائية في أواخر عام 2022.

تباطؤ الطلب على المركبات الكهربائية

ترى أستاذة الاقتصاد السياسي في جامعة كامبريدج، هيلين تومسون، أن الطلب البطيء على المركبات الكهربائية في أوروبا يفاقم مشكلة قطاع السيارات المطلوب منه التوقف عن بيع سيارات الاحتراق الداخلي في موعد أقصاه عام 2035، وعام 2030 في المملكة المتحدة.

وأشارت إلى أن صعود الصين المذهل على مدى السنوات الـ3 الماضية بصفتها مصنّعة للسيارات الكهربائية يعني أنه حتى الكهربة البطيئة للنقل البري في أوروبا تعمل على تسريع زوال التصنيع الأوروبي، بدلًا من العمل -حسبما كان يأمل العديد من الساسة الأوروبيين- لإعادة التصنيع.

وأوضحت هيلين تومسون أن الصين تمتلك أكبر سوق محلية للسيارات الكهربائية في العالم.

ووفقًا لأرقام وكالة الطاقة الدولية، من الزيادة بنسبة 25% في مبيعات السيارات الكهربائية العالمية في النصف الأول من عام 2024 مقارنة بالنصف الأول من عام 2023، جاء ما يقرب من 80% من الصين.

وعلى النقيض من ذلك، انخفضت المبيعات في ألمانيا خلال المدة نفسها، وأصبح المنتجون الصينيون الآن في صعود ببلدهم، حيث تستحوذ شركة بي واي دي BYD -التي يقع مقرّها الرئيس في مدينة شنتشن- وحدها على 30% من السوق.

الجمارك الأوروبية على الشركات الصينية

فرضت المفوضية الأوروبية الرسوم الجمركية، مؤقتًا، على الشركات المصنّعة الصينية في يوليو/تموز 2024، وأصبحت دائمة في أكتوبر/تشرين الأول الماضي، وفقًا لما اطّلعت عليه منصة الطاقة المتخصصة (مقرّها واشنطن).

وقالت أستاذة الاقتصاد السياسي في جامعة كامبريدج، هيلين تومسون، إن هذه الرسوم تمثّل أكثر من مجرد إستراتيجية اقتصادية متماسكة للنهوض بصناعة السيارات الأوروبية القائمة، بل إنها استجابة سياسية يائسة للأزمة.

وبالنسبة لصناعة السيارات الألمانية وحكومتها الحالية، فإن الحمائية الأوروبية تشكّل هزيمة إستراتيجية، وتخاطر باتخاذ إجراءات انتقامية في أكبر سوق للسيارات في العالم، حيث ازدهرت الشركات الألمانية حتى وقت قريب جدًا.

وتجدر الإشارة إلى أن فولكسفاغن حققت أكثر من نصف أرباحها في عام 2023 في الصين.

موضوعات متعلقة..

اقرأ أيضًا..

المصادر..

إشترك في النشرة البريدية ليصلك أهم أخبار الطاقة.
رانيا عبد المقصود
إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق