تبني إسكتلندا أكبر مشروع بطاريات تخزين كهرباء في أوروبا الذي تعوّل عليه الحكومة في إتاحة كهرباء موثوقة في أثناء ذروة الطلب، ومن ثم التغلّب على الطبيعة المتقطعة لمصادر الطاقة المتجددة.
ويقع المشروع المقسّم على مرحلتين، والمطور بوساطة شركة كوبنهاغن إنفراستركشر بارتنرز (Copenhagen Infrastructure Partners)، في قرية كولبورن جنوب منطقة لاناركشاير غرب إسكتلندا.
ويضم المشروع 3 أنظمة بطاريات تخزين كهرباء بسعة مجمعة تلامس 3 غيغاواط/ساعة، علمًا بأن المرحلة الأولى منه قد انطلقت في نوفمبر/تشرين الثاني (2024)، ومن المقرر أن تدخل حيز التشغيل في وقت لاحق هذا العام.
أما المرحلة الثانية فستشرع كوبنهاغن إنفراستركشر بارتنرز في إطلاقها خلال المدة المقبلة.
ووفق تقديرات رصدتها منصة الطاقة المتخصصة (مقرّها واشنطن)، فإن ما يقرب من 90% من الكهرباء المولّدة في إسكتلندا العام الماضي كانت من مصادر منخفضة الكربون مثل طاقة الرياح أو الطاقة الشمسية أو الطاقة النووية.
ولتحقيق التوازن بين العرض والطلب تحتاج المملكة المتحدة إلى نمو في سعة بطاريات تخزين الكهرباء بنحو 6 أضعاف بحلول نهاية العقد الحالي (2030).
بطاريتان جديدتان
من المتوقع أن تستضيف إسكتلندا أكبر 3 بطاريات لتخزين الكهرباء في أوروبا، بعدما أبدى صندوق استثمار في البنية التحتية التزامه بتقديم 800 مليون جنيه إسترليني (984 مليون دولار أميركي) لبناء بطاريتين جديدتين بسعة مجمعة تلامس 1.5 غيغاواط.
وفي 8 يناير/كانون الثاني الجاري، قالت كوبنهاغن إنفراستركشر بارتنرز -وهي أكبر مورد لبطاريات تخزين الكهرباء في المملكة المتحدة-، إنها ستشرع في بناء مشروع "كول برن 2" (2 Coalburn) في جنوب لاناركشاير، بالإضافة إلى مشروع ديفيلا (Devilla) في قرية فيفي بمقاطعة أبردينشاير.
ومن المتوقع أن يدخل نظاما البطاريتين حيز التشغيل خلال عام 2027-2028، وهما يمثّلان إضافة إلى نظام بطارية "كولبرن 1" (Coalburn 1)، الذي ما يزال قيد البناء.
ووفق كوبنهاغن إنفراستركشر بارتنرز، تُعد البطاريات المذكورة أكبر 3 بطاريات لتخزين الكهرباء في أوروبا.
وستقدّر أنظمة البطاريات الـ3 مجتمعةً على تخزين الشبكة وإمدادها بسعة كهربائية، قوامها 3 غيغاواط/ساعة، ما يكفي لإمداد 4.5 مليون أسرة بالكهرباء لمدة ساعتين.
تحول الطاقة
وصف الوزير الأول في الحكومة الإسكتلندية جون سويني، الاستثمارات في البطاريات الـ3 المذكورة بأنها "إسهام كبير في نمو البنية التحتية اللازمة لتحول الطاقة في إسكتلندا".
وأوضح سويني: "بالمساعدة في إتاحة إمدادات كهرباء موثوقة وآمنة إلى المنازل والشركات لدينا، يمكن أن تقرّبنا أنظمة تخزين الكهرباء من تحقيق أهداف الحياد الكربوني، ودعم المجتمعات المنتشرة حولها".
ويركز الحزب الوطني الإسكتلندي الذي يترأسه جون سويني على تسريع وتيرة الاستثمارات في البلاد قبل الانتخابات البرلمانية، المقرر إجراؤها في مايو/أيار (2026).
موارد رياح وفيرة
برزت إسكتلندا مكانًا مثاليًا لإنشاء بطاريات تخزين الكهرباء، بفضل ما لديها من وفرة في موارد طاقة الرياح، إلى جانب البنية التحتية المحدودة للشبكة؛ ما يحفّز على الاستعانة بتقنيات تخزين الكهرباء لاستعمالها وقت الحاجة.
ووفق تقديرات شركة كوبنهاغن إنفراستركشر بارتنرز، طالعتها منصة الطاقة المتخصصة، ستمثّل طاقة الرياح نحو 60% من إجمالي الكهرباء المولدة في المملكة المتحدة، وستستأثر إسكتلندا وحدها بـ31% من تلك النسبة، وذلك بحلول عام 2030.
وفي الوقت الذي تستهدف فيه المملكة المتحدة إزالة الكربون من الشبكة بحلول نهاية العقد الحالي (2030)، تستهدف البلاد سعة تخزين بطاريات تتراوح بين 27 و30 غيغاواط، صعودًا من السعة التشغيلية الحالية، البالغ قوامها 4.5 غيغاواط.
وتوفّر أنظمة بطاريات تخزين الكهرباء القادرة على الشحن عندما تكون أسعار الكهرباء منخفضة والتفريغ خلال أوقات الذروة، قدرًا كبيرًا من المرونة للشبكة التي تمكّن من نشر الطاقة المتجددة بشكل أسرع.
وتستثمر كوبنهاغن إنفراستركشر بارتنرز، وهي أكبر مدير صندوق في العالم يركز على استثمارات الطاقة المتجددة، بقوة في بنية تحتية للطاقة المتجددة تزيد سعتها على 30 غيغاواط في المملكة المتحدة، بقيمة مادية أعلى من 15 مليار جنيه إسترليني.
معارضة قوية
تشعل المواقع المختارة لإنشاء أكبر مشروع بطاريات تخزين كهرباء في أوروبا معارضة قوية من قِبل بعض المجتمعات المحلية بشأن مخاوف تتعلّق بمعايير السلامة والتلوث الضوضائي، بحسب معلومات طالعتها منصة الطاقة المتخصصة.
من جهتها، قالت وزيرة الحياد الكربوني والطاقة في إسكتلندا جيلان مارتن، إن البطاريات الـ3 المجاورة لمنشآت طاقة الرياح البرية، تقع على منجم فحم سابق، وهو ما يُعد إشارة رمزية إلى استعمال الطاقة الجديدة.
وأوصت مارتن بضرورة نشر بطاريات تخزين الكهرباء، قي باقي أنحاء إسكتلندا، قائلةً: "يتعيّن علينا أن نتأكد من أن مواقع إنشاء بطاريات تخزين الكهرباء تلك توجد في المكان الصحيح، وفي ظل ظروف مُثلى، وأن المجتمعات تستفيد منها".
موضوعات متعلقة..
اقرأ أيضًا..
المصادر:
1.تستضيف إسكتلندا أكبر 3 بطاريات لتخزين الكهرباء في أوروبا من فايننشال تايمز.
0 تعليق