اقرأ في هذا المقال
- زادت حرارة الأرض بأعلى من الحد المسموح به عند 1.5 درجة مئوية
- لامست تركيزات غازت الدفيئة في الجو مستويات قياسية في 2024
- تتفاقم حرائق الغابات بفعل موجات الجفاف
- أودت ظواهر الطقس المتطرف بحياة ما لا يقل عن 3700 شخص
- لامس متوسط درجات الحرارة العالمية 15.1 درجة مئوية في 2024
دقّ تغير المناخ ناقوس خطر جديد بعد أن لامس متوسط درجات الحرارة العالمية أعلى مستوياته التاريخية على الإطلاق خلال عام 2024، متجاوزًا الحد المسموح به عند 1.5 درجة مئوية فوق مستويات ما قبل الثورة الصناعية.
وتضع تلك المستويات الخطيرة من الاحترار العالمي الجهود المبذولة بوساطة الحكومات والمؤسسات الدولية أمام اختبار صعب قد تحدّد نتيجته مستقبل البشرية خلال العقود، إن لم يكن الأعوام، القليلة المقبلة.
وفي العام الماضي، بلغت غازات الدفيئة ذروتها السنوية المسجلة على الإطلاق في الغلاف الجوي؛ إذ ارتفعت تركيزات غاز ثاني أكسيد الكربون إلى 422 جزءًا في المليون -أي أعلى بنحو 2.9 جزءًا في المليون عن عام 2023- كما ترتفع تركيزات غاز الميثان، وفق معلومات طالعتها منصة الطاقة المتخصصة (مقرّها واشنطن).
ومع ذلك يرى الخبراء أن الأوان لم يفُت بَعد لتواصل الدول الاضطلاع بدورها في خفض الانبعاثات بسرعة، كي تتفادى زيادة الاحتباس الحراري إلى معدلات كارثية، نظرًا إلى أن بيانات الاحترار العالمي القياسية في 2024 تقيس متوسط درجات الحرارة في المدى الطويل.
تغير المناخ
يسلّط إعلان هيئة المناخ الأوروبية بشأن الاحترار العالمي القياسي، المسجل في عام 2024، الضوء على أهمية الجهود المبذولة لحماية الناس والكوكب من آثار تغير المناخ.
ويأتي إعلان الهيئة في الوقت الذي تشتد فيه حرائق الغابات بفعل موجات الجفاف التي ضربت لوس أنجلوس؛ وأودت بحياة 10 أشخاص، ونتجت عنها عمليات إجلاء واسعة النطاق ونشر الذعر في هوليوود، مركز صناعة السينما الأميركية.
وقالت خدمة كوبرنيكوس لتغير المناخ (The Copernicus Climate Change Service)، المعروفة اختصارًا بـ"سي3 إس" (C3S)، إن كل البيانات العالمية الصادرة بشأن درجات الحرارة أظهرت أن 2024 كان العام الأكثر سخونة منذ بدأت السجلات المناخية في عام 1850.
وتجاوزت درجات الحرارة في العام الماضي مستوياتها المقدرة قبل الثورة الصناعية بواقع 1.6 درجة مئوية، وفق معلومات طالعتها منصة الطاقة المتخصصة.
ويُعد كل عام في العقد الماضي بأكمله أحد أكثر الأعوام احترارًا على الإطلاق، وفق أرقام "سي3 إس"، التي تتسق تمامًا مع تصريحات أطلقها مؤخرًا الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش، ووصف فيها العقد الماضي بأنه "عقد الحرارة المميتة" و"انهيار المناخ".
وأكد مدير "سي3 إس"، كارلو بونتيمبو، أن "الظواهر الفيزيائية الرئيسة واضحة جدًا للعيان"، في ظل ما ينتُج عن سخونة الهواء ومياه البحار من ظروف طقس متطرفة جدًا، بدءًا من موجات الحرارة إلى الأمطار الغزيرة والعواصف المدمرة.
وأوضح بونتيمبو: "ونتيجة لذلك فإن نظامنا التقليدي لمواكبة ظروف المناخ المتطرف والاستجابة له يخضع حاليًا للاختبار؛ ما يجعل التكيف أمرًا حتميا وليس خيارًا".
1.5 درجة مئوية
قالت الرئيسة الإستراتيجية للمناخ في المركز الأوروبي لتوقعات الطقس المسؤول عن إدارة "سي3 إس"، سامانثا بورغيس، إن درجات الحرارة العالمية خلال العامين الماضيين والبالغة 1.54 درجة مئوية قد تجاوزت المستهدف المتفق عليه عالميًا بشأن الإبقاء على درجات الحرارة عند 1.5 درجة مئوية، كما هو منصوص عليه في اتفاقية باريس للمناخ 2015.
وأضافت بورغيس: "نحن الآن نتأرجح على الحافة المتجاوزة لمستوى 1.5 درجة مئوية المحددة في اتفاقية باريس"، على الرغم من أن "سي3 إس" أكدت أن هذا لا يعني أن الهدف الرئيس قد ضاع، لأنه يشير إلى متوسط في مدى لا يقل عن 20 عامًا.
وتابعت: "درجات الحرارة العالمية المرتفعة تلك، والمقترنة بمستويات تبخر مياه عالمية قياسية في عام 2024، تعني موجات حرارة غير مسبوقة، وأمطارًا غزيرة؛ ما يتسبب في أوضاع بائسة لملايين الأشخاص".
وفي شهر ديسمبر/كانون الأول الماضي قال الباحثون الذي يتعاونون مع مشروعي وورلد ويزر أتريبيوشن (World Weather Attribution) وكليميت سنترال (Climate Central)، إن تغير المناخ قد فاقم شدة 26 من إجمالي ظواهر الطقس المتطرف الـ29 التي شملتها دراستهم في عام 2024.
وأودت تلك الكوارث الناجمة عن تغير المناخ بحياة ما لا يقل عن 3 آلاف و700 شخص، وشردت ملايين آخرين، لكن لا تمثّل تلك التداعيات سوى عينة صغيرة من الأحداث المناخية التي عاناها الناس في عالم تتجاوز فيه الحرارة المعدلات الطبيعية.
واشتملت تلك الأحداث على فيضانات في شرق إسبانيا والأعاصير في الولايات المتحدة والجفاف في غابات الأمازون في أميركا الجنوبية، والفيضانات الكاسحة في غرب ووسط أفريقيا، وفق متابعات منصة الطاقة المتخصصة.
غازات الدفيئة.. مستوى قياسي
لامس متوسط درجات الحرارة العالمية 15.1 درجة مئوية في العام الماضي، متجاوزًا مستويات 2023 الذي كان يُعد العام الأشد سخونة آنذاك بواقع 0.12 درجة مئوية، وفق "سي3 إس".
وكان 2024 كذلك العام الأشد احترارًا على الإطلاق لجميع القارات باستثناء القارة القطبية الجنوبية وأستراليا، كما سجل العام نفسه أعلى متوسط درجة حرارة عالمية في يوم واحد (في 22 يوليو/ تموز حينما بلغت 17.16 درجة مئوية) إلى جانب أعلى متوسط سنوي لدرجة حرارة سطح البحر (20.87 درجة مئوية).
وبينما اتسم 2024 بظاهرة النينو المناخية -الناجمة عن ارتفاع درجة حرارة مياه المحيط الهادئ- التي أسهمت في ارتفاع درجات الحرارة العالمية، ألقى العلماء باللائمة في معظم طواهر الطقس المتطرفة في 2024 على الزيادة في انبعاثات غازات الدفيئة في الغلاف الجوي نتيجة الأنشطة البشرية.
وفي العام المنصرم، لامست غازات الدفيئة أعلى مستوياتها السنوية المسجلة على الإطلاق في الغلاف الجوي، بعد أن بلغت تركيزات غاز ثاني أكسيد الكربون 422 جزءًا في المليون -أي أعلى بنحو 2.9 جزءًا في المليون عن عام 2023- كما يزداد غاز الميثان.
موضوعات متعلقة..
اقرأ أيضًا..
المصادر:
1.بلغ الاحترار العالمي مستويات غير مسبوقة في عام 2024 من موقع "سي3 إس".
0 تعليق