تواصل الطاقة المتجددة في الأردن تحقيق تطورات ملحوظة، معززة موقعها بصفتها محركًا رئيسًا للنمو الاقتصادي والاستدامة البيئية في المملكة.
وتسعى المملكة إلى الاستفادة القصوى من إمكاناتها الطبيعية، ولا سيما في قطاعات الهيدروجين الأخضر والطاقة الشمسية، ضمن جهودها لتقليل الاعتماد على واردات الطاقة التقليدية، التي تمثل عبئًا على الاقتصاد الوطني.
ووفقًا لتقرير أصدرته وزارة الطاقة والثروة المعدنية الأردنية -حصلت منصة الطاقة المتخصصة (مقرّها واشنطن) على نسخة منه- وقّعت الوزارة، العام الماضي (2024) نحو 13 مذكرة تفاهم مع مطوّري مشروعات الهيدروجين الأخضر.
بالإضافة إلى ذلك، استلمت الوزارة 9 تقارير فنية من شركات مهتمة بالاستثمار في هذا المجال، كما أبرمت اتفاقيات لاستعمال الأراضي مع شركتي "غرين أمونيا الأردن" و"فورتيسكيو فيوتشر إندستريز"؛ ما يؤكد ريادة المملكة في تبني تقنيات حديثة تسهم في تحقيق تحول الطاقة.
استعمال الطاقة المتجددة في الأردن
في سياق تعزيز استعمال الطاقة المتجددة في الأردن على المستوى المحلي، شهدت البلاد تركيب 3 آلاف و487 سخانًا شمسيًا خلال العام الماضي (2024)، إلى جانب إطلاق مرحلة جديدة من برنامج دعم تركيب أنظمة الطاقة الشمسية المنزلية بنسبة تمويل تصل إلى 30%.
وفي سياق متصل، هناك خطة لتزويد 33 مستشفى حكوميًا بسخانات شمسية حرارية بتمويل من الحكومة الإيطالية بين عامي 2025 و2027؛ ما يعكس حرص الحكومة على دمج الطاقة المتجددة في القطاعات الحيوية، وفي مقدمتها قطاع الصحة.
توليد الكهرباء من الطاقة المتجددة في الأردن
في فبراير/شباط 2024، أعلنت الحكومة رفع مستهدفات توليد الكهرباء من الطاقة المتجددة في الأردن إلى 50% بحلول عام 2030، وفق بيانات قطاع الطاقة المتجددة الأردني لدى منصة الطاقة المتخصصة.
ولتحقيق هذا الهدف الطموح، تبنّت المملكة سياسات مشجّعة؛ منها إعفاء نظم الطاقة المتجددة من الرسوم الجمركية وإخضاعها لضريبة مبيعات بنسبة صفر، وطبّقت نظامًا جديدًا لتنظيم ربط منشآت مصادر الطاقة بالشبكة الكهربائية، الذي يتيح 4 آليات لتغطية احتياجات مختلف القطاعات، مثل الصناعية والزراعية والمنزلية.
وبفضل هذه السياسات، تزايد الإقبال من المواطنين والشركات على تركيب أنظمة الطاقة الشمسية لتلبية احتياجاتهم، ووفقًا للآليات الجديدة، يمكن للمستهلكين تغطية استهلاكهم بنسبة تصل إلى 100%، سواء في المواقع الجغرافية الخاصة بهم أو خارجها؛ ما يعزز الاعتماد على الطاقة المتجددة في الأردن بصفتها مصدرًا رئيسًا للطاقة.
دعم شعبي لتحول الطاقة
تظهر استطلاعات الرأي تأييدًا شعبيًا واسعًا للتحول نحو الطاقة النظيفة؛ فوفقًا لدراسة أجراها معهد أبحاث الاستدامة "RIFS"؛ فإن 91% من الأسر الأردنية تدعم التوسع في مصادر الطاقة المتجددة في الأردن، ولا سيما الطاقة الشمسية وطاقة الرياح.
وأبدى المشاركون في الاستطلاع تفاؤلهم بأن هذا التحول سيخلق فرص عمل جديدة ويعزز أمن الطاقة، بحسب ما طالعته منصة الطاقة المتخصصة.
وتفاوتت الآراء حسب المناطق؛ فمثلًا، كانت الطفيلة -التي تضم مشروعًا كبيرًا لطاقة الرياح- أكثر دعمًا لمشروعات التحول مقارنة بالزرقاء التي تعتمد على الصناعات التقليدية.
ومع ذلك، أشار التقرير إلى أن التحول للطاقة المتجددة في المملكة يواجه تحديات بسبب استمرار اعتماد البلاد على واردات الطاقة التقليدية بنسبة 93%.
تحديات الطاقة المتجددة وفرصها
على الرغم من النجاحات المحققة؛ فما زال الأردن يواجه عقبات تعرقل تحقيق تحول كامل في قطاع الطاقة، لعل من أبرز هذه العقبات الاعتماد الكبير على النفط والغاز المستورديْن، والذي يشكل ضغطًا اقتصاديًا وسياسيًا.
ووفق خبراء؛ فإن تحقيق الاستقلالية في مجال الطاقة يتطلب تسريع وتيرة الاستثمار في مشروعات الطاقة المتجددة في الأردن، ولا سيما في ظل الإمكانات الطبيعية الهائلة التي تمتلكها البلاد لتوليد الكهرباء من الشمس والرياح.
الخلاصة
تُظهر المبادرات الجارية أن الطاقة المتجددة في الأردن تسير نحو مرحلة جديدة من التطور والنمو.
وبفضل الدعم الحكومي والمبادرات الطموحة، يبدو أن المملكة في طريقها لتحقيق تحول جذري نحو مصادر الطاقة النظيفة؛ ما يجعلها نموذجًا رائدًا في المنطقة.
موضوعات متعلقة..
اقرأ أيضًا..
المصدر..
0 تعليق