هذا ما دفع أحمد بهجت والشهير بـ"أبو بيبرس"، أن يكون لسان الآثار وروحها، يحمل حلمًا بتقريب التاريخ للناس يجوب مصر بجولات أثرية هدفها نشر الوعي، يشرح ويسأل ويدهش مستمعيه. أما لقبه فاختاره من قلب التاريخ "أبو بيبرس" وهذا لم يكن عشوائيًا فقد تأثر بالقائد المملوكي الظاهر بيبرس، أحد رموز القوة والدهاء السياسي في العصور الإسلامية، ورأى فيه رمزًا لفترة مشرفة في تاريخ مصر، فسمى ابنه "بيبرس"، وأصبح هو نفسه يعرف بلقب "أبو بيبرس" 

وعلى صفحته على فيسبوك "حكاوي المؤرخ"، يوثق جولات، وينشر حكايات قصيرة من التراث المصري، يتفاعل معها متابعون من داخل وخارج مصر، يبحثون عن زاوية جديدة لفهم تاريخ هذا البلد العريق.

يقول احمد بهجت الدارس للتاريخ" هدفى زيادة الوعى الأثري، لأن كل شبر في مصر وراه ألف حكاية.ونفسي كل واحد فينا يعرف تاريخ الحتة اللي ساكن فيها..وقتها بس هنحترم اللي حوالينا."

ويستطرد "كنت بشوف الناس بتمر جنب أماكن عظيمة، زي جامع السلطان حسن، أو بيت السحيمي، من غير ما يعرفوا حاجة، فالتاريخ مش لازم يبقى ممل ولا معقد. هو حكاية وأنا حابب أحكيها."

فبخطى هادئة وصوت مفعم بالشغف، يأخذ احمد بهجت مجموعاته في جولات داخل القاهرة التاريخية، الفسطاط، الجمالية، باب الوزير، ويحدثهم عن المساجد، والمدارس، والبيوت القديمة، ويكشف لهم وجوهًا من التاريخ لم يسمعوا بها من قبل.

الجولات التي ينظمها "أبو بيبرس" ليست حكرًا على فئة معينة.. من طلاب الجامعات إلى عائلات تبحث عن تجربة مختلفة، إلى اشخاص محبين للمعرفة والتاريخ ، يجتمع الجميع حوله ليستمعوا إلى ما يشبه سحرًا شفهيًا يعيد رسم المدينة في الأذهان.

لم تتوقف جولاته عند القاهرة وحسب بل زار الفيوم، والإسكندرية، وأسوان، وسوهاج، والمنيا حيث يحمل شغفه إلى الجنوب والشمال، ويعيد وصل الحاضر بالماضي.

وفي زمن طغت فيه ثقافة "الترند" والاستهلاك السريع، يبدو ما يفعله "أبو بيبرس" أقرب إلى المقاومة.. مقاومة النسيان، ومقاومة تغريب الهوية، ومقاومة تحويل مصر إلى مجرد خلفية للسيلفي.

يمكنك مشاركة الخبر علي صفحات التواصل