من تونس.. إعلان قرطاج للصحة الواحدة يرسم خريطة طريق لمجابهة التحديات الصحية والبيئية بالشرق الأوسط وشمال إفريقيا

0 تعليق ارسل طباعة تبليغ حذف

نعرض لكم زوارنا أهم وأحدث الأخبار فى المقال الاتي:
من تونس.. إعلان قرطاج للصحة الواحدة يرسم خريطة طريق لمجابهة التحديات الصحية والبيئية بالشرق الأوسط وشمال إفريقيا, اليوم السبت 14 يونيو 2025 06:49 مساءً

من تونس.. إعلان قرطاج للصحة الواحدة يرسم خريطة طريق لمجابهة التحديات الصحية والبيئية بالشرق الأوسط وشمال إفريقيا

نشر في باب نات يوم 14 - 06 - 2025

309856
أعلن وزير الصحة التونسي مصطفى الفرجاني، اليوم السّبت، عن إعلان قرطاج للصحة الواحدة، خلال الجلسة الافتتاحية للمؤتمر الإقليمي حول الصحة الواحدة لمنطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا، المنعقد بتونس يومي السبت والأحد 14 و15 جوان الجاري.
وقد تضمن إعلان قرطاج عددا من التوصيات أبرزها الالتزام الإقليمي بإدماج مقاربة الصحة الواحدة في السياسات الوطنية، واستكشاف آليات الاستثمار في نظم الإنذار المبكر والمراقبة والتكوين، مع التأكيد على أهمية التعاون الدولي وتبادل الخبرات.
ودعا وزير الصحة خلال قراءته لإعلان قرطاج إلى إنشاء مركز إقليمي للصحة الواحدة في تونس، ليكون منصة محورية لتعزيز الكفاءات وتطوير التشريعات والممارسات الفضلى في هذا المجال، مبرزا ضرورة رفع الوعي المجتمعي بأهمية الصحة الواحدة، وتطوير أطر قانونية مرنة تتماشى مع الأنظمة الوطنية، فضلا عن تعبئة الموارد وتعزيز ممارسات الحوكمة الصحية على المستوى الوطني والإقليمي والدولي.
ويؤسس هذا الإعلان لرؤية موحدة لمجابهة التحديات الصحية المتعاظمة، ويؤكد على ضرورة التنسيق بين القطاعات المعنية بصحة الإنسان والحيوان والبيئة ضمن إطار متكامل وفعال في ظل تحديات التغيرات المناخية وشح المياه والجفاف والتصحر وظهور الأمراض المستجدة والأوبئة والكوارث الطبيعية.
وردا على سؤال لوكالة تونس إفريقيا للأنباء (وات)، قال وزير الصحة مصطفى الفرجاني إن إعلان قرطاج يتضمن خطوطا عريضة تشمل الجوانب القانونية والوقائية وآليات الرصد والاستعداد لمجابهة الأزمات والأوبئة، مذكرا بالتأثيرات الصحية والاقتصادية والاجتماعية والنفسية الكبيرة لجائحة "كوفيد 19" والتي ما تزال تداعياتها متواصلة، وفق تعبيره.
وتابع قوله "يجب أن نكون جاهزين ومستعدين ونستبق الأمراض المستجدة في إطار مقاربة الصحة الواحدة التي تتكامل فيها مختلف القطاعات وتتعزز فيها الجهود المشتركة على المستوى الوطني والإقليمي والدولي".
وأضاف أن إعلان قرطاج هو مبادرة من تونس نابعة من تجربتها الخاصة، ويحدد الخطوط الكبرى لمجابهة الأمراض المنقولة أساسا من الحيوانات والحشرات مثل إنفلونزا الطيور وإنفلونزا الخنازير وحمى غرب النيل، مشيرا أيضا إلى أن نهج الصحة الواحدة يأتي في سبيل التصدي إلى العديد من الأمراض مثل الملاريا والليشمانيا وهي أمراض عابرة للحدود وتهدد صحة الإنسان.
من جهة أخرى، أكد الوزير أن مقاومة البكتيريا للمضادات الحيوية أصبحت خطرا يهدد صحة الإنسان والحيوان، حيث تشير بعض الدراسات العلمية إلى أن الوفيات المرتبطة بهذا التهديد قد تبلغ نحو 10 ملايين وفاة سنويا بحلول عام 2050، أغلبها في إفريقيا وآسيا، إلى جانب كلفته الاقتصادية الباهظة.
وقد أجمع المتدخلون في المؤتمر من وزراء وخبراء وممثلي منظمات دولية على أن اعتماد مقاربة الصحة الواحدة أصبح ضرورة استراتيجية في ظل تفاقم المخاطر المرتبطة بالتغير المناخي والتصحر وشح المياه وظهور أمراض مستجدة وتزايد مقاومة الجراثيم للمضادات الحيوية.
وأكد الحاضرون على أهمية وضع خارطة طريق إقليمية واضحة تفعّل التعاون متعدد القطاعات وتعزّز قدرات الدول على التوقّي من الأوبئة والاستجابة لها بفعالية ونجاعة.
كما دعا المشاركون إلى تحويل إعلان قرطاج من مجرد وثيقة سياسية إلى خطة عمل واقعية تقوم على الشراكة والتضامن وتراعي خصوصيّات الدول، مشددين على ضرورة الاستثمار في التكوين والبحث العلمي وبناء منظومات مراقبة صحية وبيئية مترابطة.
وفي سياق متصل، عبّر ممثلو المنظمات الدولية والأممية المشاركة في المؤتمر عن استعدادها لدعم جهود دول المنطقة في تنفيذ مقاربة الصحة الواحدة، سواء من خلال تمويل البرامج والمبادرات المشتركة، أو توفير الخبرات والتكوين، أو تعزيز قدرات نظم الإنذار المبكر والمراقبة.
كما أكد ممثلو منظمة الصحة العالمية، ومنظمة الأمم المتحدة للأغذية والزراعة "الفاو"، وبرنامج الأمم المتحدة للبيئة، والمنظمة العالمية لصحة الحيوان التزامهم بمرافقة الدول في إعداد خطط وطنية مندمجة، وتوفير الدعم الفني والعلمي الضروري، إلى جانب تشجيع الشراكات الإقليمية وتبادل التجارب الناجحة، بما يسهم في تحقيق الأمن الصحي والبيئي المستدام في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا.
وشهد المؤتمر، الذي تنظمه الحكومة التونسية، على مدى يومي 14 و15 جوان الجاري، بالأكاديمية الدبلوماسية الدولية بتونس، بدعم من البنك الدولي، وبالتعاون مع كل من منظمة الصحة العالمية، ومنظمة الأغذية والزراعة للأمم المتحدة الفاو، وبرنامج الأمم المتحدة للبيئة، والمنظمة العالمية لصحة الحيوان، مشاركة وزارية رفيعة وممثلين عن 14 دولة، إلى جانب المنظمات الدولية الشريكة المذكورة.
ويأتي المؤتمر في ظرف إقليمي ودولي استثنائي، حيث تتقاطع الأزمات المناخية والبيئية مع الأعباء الصحية، مما يفرض على دول المنطقة البحث عن حلول منسقة وشاملة. وينتظر أن يتوج المؤتمر بجملة من التوصيات العملية تجسد إعلان قرطاج على أرض الواقع وتمهد الطريق لبناء مستقبل صحي أكثر تماسكا واستدامة.

.




إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق