في خبر يعتبر باكورة لنشاط البنوك الرقمية في السعودية، التي حصلت على ترخيص لمزاولة عملها في السعودية، أخذ بنك دي 360 (D360 Bank) الترخيص لبدء نشاطه الفعلي فيها بعد أن كانت الفترة الماضية له تجريبية، والحقيقة أن الطلب كبير حاليا على مثل هذا النوع من الخدمات، حيث تقدم عدد كبير من العملاء للبنوك الرقمية للتسجيل وفتح حسابات فيها، في مؤشر على أن المجتمع يرى أن لهذه البنوك قيمة مضافة تشجع على فتح الحساب فيها مقارنة بالبنوك العاملة في السعودية حاليا.
البنوك العاملة حاليا تقدم خدمات رقمية مذهلة يمكن فيها ألا يحتاج العميل كثيرا إلى الفرع للحصول على الخدمات أو الاستفسار عن خدمة معينة، لكن بطبيعة الحال يبقى أنه في بعض الإجراءات تميل هذه البنوك لأن تجعلها تنفذ بشكل مباشر مع العميل، وقد تطلب أحيانا التحديث من خلال زيارة الفرع، ومع الأسف إن بعض هذه المتطلبات قد تعطل عمل الحساب جزئيا أو كليا، ما يجعل العميل قلقا أحيانا بسبب ذلك، خصوصا مع صعوبة التفرغ أحيانا للوصول إلى الفروع التي غالبا ما تعمل في أوقات العمل الرسمية.
لا تزال تكلفة بعض الخدمات عالية لدى البنوك، وقد يصعب الحصول عليها رقميا، مثل كشف الحساب لفترات طويلة نسبيا أو فرز للعمليات بما يساعد العميل على الوصول إلى بعض العمليات التي يبحث عنها، كما أن هناك تكلفة عالية نسبيا في عمليات التحويل أو الشراء بعملة غير الحساب للبطاقات العادية، خصوصا أن البعض ومع التوسع في حجم المتاجر الإلكترونية العالمية أصبح يميل إلى الشراء من تلك المتاجر، ما يعني زيادة في تكلفة المشتريات لديه.
البنوك الحالية لديها بعض الشروط التي يصعب معها حصول العميل على بعض الخدمات، ومنها البطاقات الائتمانية، والتمويل أيا كان نوعه، لأسباب تتعلق بالراتب أو جهة العمل أو النظر إلى أن هناك مخاطر مرتبطة بشريحة من العملاء، ما يجعل البنوك لا تتشجع على أن تقدم له بعض الخدمات.
من الخدمات التي تعتبر ضعيفة حاليا في البنوك محليا مسألة البرامج الادخارية التي تعتبر أقل كثيرا مما تحتاج إليه السوق، حيث إن بعضها يشترط حدا معينا ولا يقبل بالمبالغ اليسيرة، والبعض الآخر إذا قبل بالمبلغ اليسير يقدم عائدا لا يتناسب مع الأسعار الحالية للاستثمارات، خصوصا الاستثمارات منخفضة المخاطر في ظل الارتفاع الحالي في أسعار الفائدة، كما أن مجموعة منها غير مرنة، ما يعني أنه يتطلب القبول بالاحتفاظ بالمبلغ لمدة طويلة نسبيا كثلاثة أشهر للحصول على عائد جيد، ولذلك نجد أن الإقبال على مثل هذا النوع والوعي به ضعيف لدى الأفراد، وهو مؤشر على أن هناك حاجة إلى العمل على منتجات ادخارية جاذبة ومناسبة لاحتياجاتهم.
التكلفة التشغيلية غالبا للبنوك الرقمية ستكون منخفضة، وهذا قد يعزز من فرص نجاحها على المدى القريب واستدامة نموها على المديين المتوسط والبعيد.
الخلاصة، أن الفرص لدى البنوك الرقمية الجديدة كبيرة لجذب كثير من الأفراد، خصوصا أن المجتمع وفي ظل التحولات الحالية جاهز للتعامل مع مؤسسات مالية تتعامل رقميا بشكل كامل، خصوصا عندما يكون التركيز على الفجوة الحالية بين احتياجات شريحة من المجتمع وضعف في الخدمات التي تقدمها البنوك، خصوصا أن البنوك الرقمية يتوقع أن تكون التكلفة التشغيلية لديها منخفضة، كما أن شريحة من المجتمع لديها الجاهزية للتحول إليها.
0 تعليق