طرق ذكية لتوزيع الأثاث في المساحات المفتوحة تضمن الانسيابية في المنزل العصري

0 تعليق ارسل طباعة تبليغ حذف

نعرض لكم زوارنا أهم وأحدث الأخبار فى المقال الاتي:
طرق ذكية لتوزيع الأثاث في المساحات المفتوحة تضمن الانسيابية في المنزل العصري, اليوم السبت 21 يونيو 2025 03:39 مساءً

يرجع ظهور مفهوم المنزل ذي التصميم المفتوح إلى منتصف القرن العشرين، بالتزامن مع صعود العمارة الحديثة التي ركزت على البساطة والوظيفة والاتساق بين المساحات الداخلية والخارجية. وقد تبنّى عدد من كبار المعماريين آنذاك، مثل فرانك لويد رايت ولودفيغ ميس فان دير روه، فكرة المساحات المفتوحة كبديل عن التخطيط التقليدي الذي يعتمد على الجدران والأبواب الصلبة. كانت رؤيتهم تهدف إلى خلق بيئة معيشية أكثر تواصلاً، تستفيد من الإضاءة الطبيعية، وتسمح للهواء بالانسياب بحرية، وتمنح الشعور بالاتساع والترابط. هذا التوجّه المعماري تطوّر لاحقاً ليواكب التغيرات في أنماط حياة العائلات، فبات المخطط المفتوح مرادفاً للمرونة البصرية والعملية في الاستخدام.

التصميم المفتوح لا يقوم على إزالة الجدران فقط، بل يتطلّب تخطيطاً مدروساً لتوزيع الأثاث بعناية تضمن أن تكون كل زاوية واضحة الوظيفة، وتُستخدم بانسيابية وسهولة. من أساسيات هذا التخطيط أن يتم تحديد الغرض الأساسي من كل منطقة، ما ينعكس على اختيار قطع الأثاث الملائمة لكل وظيفة. كما يجب أن تتضمّن كل زاوية نقطة محورية واضحة، سواء كانت قطعة أثاث لافتة أو لوحة فنية أو مدفأة، على أن يتم ترتيب الأثاث حولها بشكل يُبرز أهميتها. استخدام السجاد يلعب دوراً بصرياً فعالاً في فصل المساحات من دون إغلاقها، إذ يمكن وضع سجادة كبيرة أسفل طاولة الجلوس لتحديد منطقة الجلوس، وأخرى تحت طاولة الطعام لإبراز مساحة الطعام.

من الضروري أيضاً تحقيق توازن بين حجم الأثاث وحجم المساحة التي يشغلها. فالمبالغة في استخدام الأثاث الكبير في ركن صغير يؤدي إلى ازدحام بصري يعيق الحركة ويخلّ بالراحة، في حين أن استخدام قطع صغيرة في مساحة واسعة قد يجعل الغرفة تبدو فارغة وغير متجانسة. الحل الأمثل يكمن في مراعاة التناسب بين الأحجام، وتوزيع القطع بطريقة تتيح حرية الحركة ووضوح الرؤية. كذلك، يمكن الاستفادة من المساحة الرأسية، خصوصاً في الزوايا الصغيرة، باستخدام رفوف طويلة أو رفوف عائمة توفر تخزيناً إضافياً وتلفت النظر إلى الأعلى، ما يمنح إحساساً باتساع المساحة.

ولأن الأثاث وحده لا يصنع الانسيابية، يجب أن تنسجم الألوان والتشطيبات في الأركان المختلفة ضمن المساحة المفتوحة. التناغم لا يعني التطابق التام، بل يكفي تكرار عنصر أو لون أو خامة معينة في أكثر من زاوية لخلق رابط بصري يربط المساحات ببعضها. فمثلاً، يمكن استخدام أقمشة الوسائد أو السجاد في غرفة المعيشة بألوان مستوحاة من خزائن المطبخ، أو يمكن اختيار مواد متشابهة في الطاولات والكراسي ضمن مساحة الجلوس والطعام. كما أن توحيد الأرضيات أو استخدام بلاط متقارب في اللون والنقشة، وتكرار بعض تفاصيل السقف، يعزز الشعور بالتماسك البصري.

الإضاءة عنصر حيوي آخر في إنجاح تصميم المساحة المفتوحة. من الجذاب استخدام وحدات إضاءة لافتة فوق كل ركن من الأركان، بحيث تميز كل منطقة عن الأخرى، وفي الوقت ذاته تنتمي إلى مجموعة تصميمية واحدة من حيث الخامة أو اللون أو الشكل. فتعليق مصباح فوق طاولة الطعام وآخر فوق ركن الجلوس يحددان الوظيفتين بوضوح دون أن يقطعا التواصل البصري. إضافة إلى ذلك، من المهم أن تحظى كل زاوية، خصوصاً المطبخ، بمصدر إضاءة خاص بها يراعي احتياجاتها العملية.

وأخيراً، في حال رغبت صاحبة المنزل في الحفاظ على انفتاح المساحة مع توفير بعض الفصل بين الأركان، يمكن الاستعانة بعناصر تصميمية خفيفة مثل الجدران الجزئية، أو الأعمدة، أو الأسقف المتفاوتة الارتفاع، أو حتى باستخدام طاولة كونسول خلف الأريكة تعمل كحاجز بصري. ويمكن تزيينها بكتب أو نباتات أو قطع ديكور تضيف لمسة فنية، كما يمكن الاستعانة بخزائن الكتب أو الفواصل الخشبية كوسيلة عملية وجمالية لتقسيم الفضاء دون الحاجة إلى جدران صلبة.

بهذه الطرق، يمكن تحويل أي مساحة مفتوحة إلى منزل متناغم، مريح بصرياً ووظيفياً، يعكس الذوق الشخصي ويخدم أنماط الحياة الحديثة بمرونة وأناقة.

قد يهمك أيضــــــــــــــا

 

 

إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق