ارتفعت أسعار النفط اليوم الثلاثاء، مدفوعةً بتصاعد التوترات الجيوسياسية في أكثر من محور، وعلى رأسها المواجهات العنيفة بين روسيا وأوكرانيا، والاتجاه الإيراني لرفض مقترح نووي أمريكي، ما يهدد بتقليص إمدادات النفط العالمية.

وتزامنت هذه القفزة مع صعود عقود الخام بنسبة 3% في الجلسة السابقة، مدعومة بقرار "أوبك+" الإبقاء على زيادة الإنتاج في يوليو عند 411 ألف برميل يومياً، وهي الزيادة ذاتها في الشهرين السابقين، ما خالف توقعات السوق التي كانت تتخوف من رفع أكبر.

في الأثناء، دفعت الهجمات الأوكرانية المكثفة على أهداف داخل روسيا، بما في ذلك استهداف جسر يمر فوق قطار ركاب وهجوم على قاذفات استراتيجية في سيبيريا، إلى عودة علاوات المخاطر على أسعار النفط، وفق ما صرّح به محللون، مؤكدين أن تطورات المفاوضات النووية بين واشنطن وطهران ستكون لها الكلمة الفصل في جانب المعروض.

وعلى صعيد متصل، صرّح دبلوماسي إيراني بأن بلاده تميل إلى رفض المقترح الأمريكي لإنهاء الخلاف النووي، معتبراً أنه لا يراعي مصالح إيران، وهو ما قد يعني استمرار العقوبات النفطية المفروضة على طهران، الأمر الذي من شأنه أن يحافظ على مستويات العرض الحالية ويزيد من دعم الأسعار.

وتلقت السوق دفعة إضافية من تراجع مؤشر الدولار إلى أدنى مستوى له في 6 أسابيع، ما جعل النفط المسعر بالدولار أكثر جاذبية للمستثمرين من حاملي العملات الأخرى. كما أدى اندلاع حرائق الغابات في إقليم ألبرتا الكندي إلى توقف مؤقت في بعض إنتاج النفط، مما أثّر على نحو 7% من الإنتاج الكندي اليومي.

ومع ترقب السوق لتقارير المخزونات الأمريكية، فإن أي انخفاض مرتقب في هذه المخزونات قد يُضيف مزيداً من الزخم لصعود الأسعار خلال الأيام المقبلة.