احتضن أحد فنادق مدينة طنجة، اليوم الثلاثاء 3 يونيو، اجتماعاً جهوياً حول مكافحة الحشرات الناقلة للأمراض، نظمته الجمعية المغربية للمهنيين لمحاربة الجرذان والحشرات والزواحف (AM3D)، تحت شعار: "الحشرات الناقلة: مقاربة متكاملة من المراقبة إلى المعالجة"، وذلك في إطار تعزيز الجهود الوطنية في مجال السلامة الصحية والبيئية.

اللقاء عرف مشاركة عدد من الفاعلين المؤسساتيين والخبراء والمهنيين، الذين ناقشوا السبل العلمية والميدانية الكفيلة بالحد من انتشار الحشرات والآفات المضرة بالصحة العمومية، ضمن مقاربة تجمع بين الرصد الوقائي والتدخل العلاجي، مع احترام التوازنات البيئية والمعايير الدولية المعتمدة.

وقد حظي الاجتماع بحضور متميز، تضمن أسماء بارزة من الأساتذة والباحثين الجامعيين، حيث عرفت الجلسات مداخلات علمية متميزة توزعت على الشكل التالي:

د. كوثر الكتاني، أستاذة جامعية في علوم الأحياء بجامعة عبد المالك السعدي، كلية العلوم بتطوان.

د. حكيمة مغفري، أستاذة باحثة بالمعهد العالي لمهن التمريض وتقنيات الصحة بطنجة.

د. مليكة مهديد، فنية متخصصة في الصحة والبيئة، تعمل بمندوبية وزارة الصحة والحماية الاجتماعية بعمالة طنجة-أصيلة.

وافتتح اللقاء الأستاذ عبد الكريم الغرفي، رئيس الجمعية المغربية لمهنيي محاربة الجرذان والحشرات والزواحف، حيث رحب بالحضور الكريم، وأعطى تعريفاً بالجمعية وأهدافها، ثم بسط أرضية اللقاء.

بعده، تم فتح باب التدخلات بمداخلة للدكتور حسان لودلي، المدير الجهوي لمصلحة "أونسا"، تلتها مداخلة الأستاذ أكرم بونوس الذي تناول موضوع المخاطر الضارة وأهمية الإدارة المستدامة للآفات.

بعد ذلك، ألقت الأستاذتان أمينة إيشان وإيمان إيكين مداخلة حول موضوع الاستخدام الآمن للمبيدات الحشرية في النظافة العامة.

في حين ألقى الأستاذ نور الدين حمانو، رئيس الجمعية المغربية لحماية المستهلك والدفاع عن حقوقه، كلمة باسم الجامعة المغربية لحقوق المستهلك، أكد من خلالها أن مكافحة الآفات ليست مجرد عملية تقنية، بل هي قضية صحية وحقوقية، ترتبط ارتباطاً مباشراً بسلامة المواطنين وحقهم في بيئة نظيفة وآمنة.

وشدد حمانو على أن تدهور جودة الهواء والماء والغذاء، وارتفاع نسب التلوث وانتشار الحشرات، كلها تحديات تمس الحياة اليومية للمواطن، مما يتطلب تعبئة جماعية ومقاربة شاملة ترتكز على الوقاية والتحسيس، وتضمن السلامة الصحية دون الإضرار بالمنظومة البيئية.

كما دعا إلى تعزيز إشراك جمعيات المجتمع المدني في الجهود التحسيسية والرقابية، منوهاً بدورها الحيوي في ترسيخ ثقافة النظافة والوقاية، ومعرباً عن امتنانه للمبادرة القيمة التي أطلقتها جمعية (AM3D)، باعتبارها خطوة مهمة نحو خلق شبكة مهنية ومدنية لمواجهة المخاطر الصحية المرتبطة بالآفات.

اللقاء تميز كذلك بتنوع المداخلات العلمية والتقنية التي قدمها أطر وخبراء من مختلف القطاعات، إلى جانب نقاش تفاعلي مفتوح، خلص إلى عدة توصيات عملية من شأنها تعزيز التنسيق والتكامل بين الفاعلين، بما يضمن تحسين جودة الحياة للمواطن المغربي.