لأول مرة منذ عقود.. سجناء المغرب يحتفلون بعيد الأضحى دون أضحية وبإجراءات استثنائية

0 تعليق ارسل طباعة تبليغ حذف

نعرض لكم زوارنا أهم وأحدث الأخبار فى المقال الاتي:
لأول مرة منذ عقود.. سجناء المغرب يحتفلون بعيد الأضحى دون أضحية وبإجراءات استثنائية, اليوم الخميس 5 يونيو 2025 01:05 مساءً

يعيش نزلاء المؤسسات السجنية المغربية هذه السنة عيد أضحى استثنائيا وغير مسبوق في تفاصيله، بعد أن تقرر رسميا تعليق شعيرة الأضحية داخل السجون ومنع إدخال القفف الغذائية، وهو ما يحدث لأول مرة منذ عقود، حيث يأتي هذا القرار الذي اتخذته المندوبية العامة لإدارة السجون وإعادة الإدماج، استجابة للتوجيهات السامية لصاحب الجلالة الملك محمد السادس، الرامية إلى تعليق ذبح الأضاحي هذا العام، في ظل أزمة الجفاف الخانقة التي ضربت البلاد على مدى ست سنوات متواصلة، وأثرت بشكل بالغ على الثروة الحيوانية وأسعار اللحوم.

ولم يكن الإجراء معزولا أو ارتجاليا، بل جاء في إطار سياسة وطنية شاملة فرضتها ظروف مناخية واقتصادية قاهرة، تسببت في تراجع غير مسبوق في عدد رؤوس الأغنام وغلاء غير محتمل في أسعار اللحوم، ما دفع الملك إلى التدخل بحكمة، معلنا في خطوة غير معهودة إلغاء ذبح الأضحية لهذه السنة، في قرار وصفه العديد من المراقبين بالواقعي والإنساني، خصوصا أنه يأخذ بعين الاعتبار الأوضاع الاجتماعية الهشة لفئات واسعة من المغاربة الذين بالكاد يستطيعون توفير قوت يومهم، ناهيك عن تحمل مصاريف أضحية أصبحت خارج نطاق القدرة الشرائية لجزء كبير من الأسر.

وفي ظل هذا الظرف الاستثنائي، أعلنت إدارة السجون أنها ستعتمد برنامجا غذائيا خاصا لفائدة السجناء، يعكس روح المناسبة ويضمن الاحتفال الرمزي بها، دون الحاجة إلى شعيرة الذبح، كما تم الإعلان عن فتح أبواب الزيارة العائلية ابتداء من يوم الإثنين الموالي للعيد، مما سيوفر للسجناء فرصة التواصل مع ذويهم في أجواء تعويضية نسبيا عن غياب طقوس الأضحية، غير أن المندوبية أكدت، في ذات السياق، منع إدخال القفف الغذائية خلال هذه الفترة، وهو ما كان يشكل لأسر السجناء مناسبة لإرسال ما طاب من الأطعمة واللحوم خلال العيد الكبير.

ولم يلق القرار رغم استثنائيته، أي معارضة تذكر، بالنظر إلى السياق العام الذي تعيشه البلاد، إذ أبدت معظم الأسر تفهما واسعا لهذه الإجراءات التي تطال الجميع دون استثناء، في ظل ظرف وطني دقيق لا يحتمل المجاملة ولا الاستثناءات، حيث ومما لا شك فيه أن هذه التدابير تسعى إلى ضمان معاملة متوازنة وعادلة، وتندرج ضمن منطق التضامن الجماعي مع الوضعية الراهنة التي فرضتها الطبيعة وشروطها القاسية.

يذكر أن المغرب أطلق سلسلة من الإجراءات الاستباقية للحد من انعكاسات الأزمة، من بينها تعليق الرسوم الجمركية والضريبة على القيمة المضافة على استيراد المواشي واللحوم الحمراء، فضلا عن توقيع اتفاقيات لاستيراد آلاف رؤوس الأغنام من أستراليا في محاولة لضبط السوق وضمان استقرار الأسعار.

ويشكل عيد الأضحى لهذه السنة محطة فارقة في الذاكرة الاجتماعية والدينية للمغاربة، حيث تحل المناسبة بروح جديدة، تطغى عليها مقاربة التعقل والتضامن، في انتظار مواسم أكثر غيثا وفرجا، تعيد للأعياد طقوسها المتوارثة، دون أن تغيب عنها العدالة الاجتماعية والكرامة الإنسانية.

إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق