في خطوة تعكس تصاعد التوتر التجاري بين أستراليا والولايات المتحدة، أعلن وزير التجارة الأسترالي دون فاريل أن بلاده تسعى لتنويع شراكاتها التجارية وتقليل اعتمادها على واشنطن، احتجاجًا على ما وصفه بـ"الرسوم الجمركية الأمريكية غير المبررة".

وفي مقابلة مع قناة "سكاي نيوز"، قال فاريل: "نأمل أن تتكاتف الدول التي تؤمن بالتجارة الحرة والعادلة لتوسيع اتفاقيات التبادل الحر عالميًا، بما يتيح لنا تنوعًا أوسع في شركائنا التجاريين، بغض النظر عما تقرره الولايات المتحدة".

ويأتي هذا التصعيد الأسترالي بعد أن فرضت الولايات المتحدة رسوماً جمركية بنسبة 10% على جميع الواردات الأسترالية في وقت سابق من العام، أعقبتها مؤخراً رسوم إضافية بنسبة 50% على واردات الصلب والألمنيوم، وهي منتجات رئيسية في الاقتصاد الأسترالي.

وأكد فاريل أنه أبلغ نظيره الأميركي، جايميسون غرير، برفضه لهذه الرسوم قائلاً: "أوضحت له بجلاء أن هذه الرسوم غير مبررة على الإطلاق. نريد إزالة جميع التعرفات الجمركية، لا مجرد خفض بعضها".

وتبلغ قيمة التبادل التجاري السنوي بين أستراليا والولايات المتحدة نحو 100 مليار دولار أسترالي (حوالي 57 مليار يورو)، إلا أن الميزان التجاري يميل بوضوح لصالح واشنطن، وفق ما أشار إليه فاريل.

التوترات التجارية ترافقها أيضاً شكوك سياسية، لا سيما تجاه اتفاق "أوكوس" الأمني الثلاثي الموقع في 2021 بين أستراليا والولايات المتحدة وبريطانيا، والهادف إلى مواجهة نفوذ الصين في منطقة المحيطين الهندي والهادئ. ورغم أن الاتفاق لا يزال قائماً، إلا أن التصريحات الأسترالية الأخيرة توحي بوجود تململ متزايد.

رئيس الوزراء الأسترالي أنتوني ألبانيزي، الذي أعيد انتخابه مؤخرًا، وصف محادثته مع الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترمب بأنها "ودية للغاية"، إلا أن نتائج الانتخابات التشريعية الأخيرة كشفت عن تحفظ الناخبين الأستراليين تجاه العلاقات الوثيقة مع الإدارة الأميركية.

في موازاة ذلك، تشهد العلاقات بين أستراليا والاتحاد الأوروبي تقارباً ملحوظاً، خاصة على صعيد التعاون الدفاعي، في وقت يسعى فيه الأوروبيون إلى تعزيز موقفهم الموحد في مواجهة الأزمات الدولية، من الحرب في أوكرانيا إلى تحديات الأمن العالمي.

بهذه الخطوة، يبدو أن أستراليا ترسل رسالة واضحة: الاعتماد التجاري والسياسي المطلق على واشنطن لم يعد خياراً آمناً في عالم تتغير موازينه سريعاً.

للمزيد تابع

خليجيون نيوز على: فيسبوك | إكس | يوتيوب | إنستغرام | تيك توك