نعرض لكم زوارنا أهم وأحدث الأخبار فى المقال الاتي:
تصريحات جديدة لسفير "الجبهة الوهمية" في الجزائر تثير سخرية عارمة بالمغرب (فيديو), اليوم الثلاثاء 10 يونيو 2025 01:46 مساءً
في تصريح غريب لا يخلو من المفارقة، خرج "خطري أدوه"، الذي يُقدَّم اليوم بصفته سفيرا لما يسمى بـ "الجمهورية العربية الصحراوية الديمقراطية لدى الجزائر"، عبر قناة الجزائر الدولية، ليردّد ما يشبه نشيدًا خشبيًا عفا عليه الزمن، يدّعي فيه أن "الشعب الصحراوي" يعيش اليوم حالة حرب، وأن "المجتمع الدولي يتفهم حقه في تقرير المصير"، متهمًا المغرب بإعادة المنطقة إلى حالة عدم الاستقرار.
لكن هذه العبارات، التي فقدت بريقها منذ عقود، لم تُقابل كما أراد لها منظمو هذا الظهور الإعلامي. بل أثارت موجة سخرية واسعة عبر منصات التواصل الاجتماعي، إذ رأى فيها عدد من المتابعين محاولة يائسة لإعادة بث الحياة في مشروع انفصالي ميت سريريًا، بعد أن حسم المغرب أمره ميدانيًا، دبلوماسيًا، وتنمويًا في الأقاليم الجنوبية.
في سياق متصل، يرى عدد من المحللين أنه ليس جديدًا أن تُسخّر الجزائر أذرعها الإعلامية والدبلوماسية لتضليل الرأي العام الداخلي والخارجي بشأن قضية الصحراء المغربية، مشيرين إلى أنه عوض أن يواجه نظام الكابرانات هذا الواقع المرير، اختار مواصلة ضخ خطابات بائدة عبر منصات رسمية، في محاولة مكشوفة للتستر على الخسارة المدوية التي مُني بها مشروعه الانفصالي، والذي استنزف خزينة البلاد لعقود من الزمن، دون أي نتيجة تُذكر على الميدان، غير مزيد من العزلة والتراجع.
تصريحات "السفير المزعوم" تأتي بحسب ذات المتابعين، كجزء من هذا المسرح الإعلامي المرتبك، الذي تحاول من خلاله الجزائر تغطية فشلها الذريع في مواجهة السياسة المغربية المتماسكة، والتي حققت نجاحات متتالية، أبرزها موجة الاعترافات الدولية المتزايدة والمشيدة بمقترح الحكم الذاتي الذي اعتبر بشهادة الجميع "حلا جادا وواقعيا وذي مصداقية".
وبينما تنجح الرباط في تعزيز مكانتها على الساحة الدولية، وتُحقق التنمية بوتيرة متسارعة في أقاليمها الجنوبية، تجد الجزائر نفسها في مأزق داخلي متفاقم: أوضاع اجتماعية كارثية، بطالة خانقة، أزمة سكن مستفحلة، وشعب غاضب يتساءل كيف لبلد يسبح فوق محيطات من الغاز والنفط أن يعجز عن تأمين أدنى شروط العيش الكريم.
الجواب بسيط: لأن هذه الثروات لم تُستثمر لتنمية البلاد، بل أُهدرت في مغامرات أيديولوجية عفا عنها الزمن، في مقدمتها تمويل جبهة البوليساريو وتسليحها، وتأمين احتياجات آلاف المحتجزين في تندوف، بينما المواطن الجزائري يُدفع دفعًا للهجرة أو السكوت.
الواقع اليوم يُعرّي هذا الخطاب الممجوج: لا أحد في المجتمع الدولي الجاد يتحدث عن "دولة صحراوية"، ولا أحد يشكك في مغربية الصحراء. الحل الوحيد المطروح هو الحكم الذاتي تحت السيادة المغربية، وهو ما تدعمه قوى كبرى مثل الولايات المتحدة، إسبانيا، ألمانيا، فرنسا، بريطانيا وعدد متزايد من الدول الإفريقية والعربية.
أما محاولات الجزائر لذرّ الرماد في العيون عبر أبواق دبلوماسية وإعلامية فقد فقدت تأثيرها، وباتت تُقرأ على نطاق واسع كمجرّد هذيان سياسي في زمن الحسم والحقائق.
تصريحات "خطري أدوه" ليست سوى صرخة في الفراغ، تصدر عن منظومة مأزومة لا تزال تحلم بمشاريع خاسرة. المغرب ماضٍ في تثبيت وحدته الترابية، بينما تكشف الجزائر، يومًا بعد يوم، عمق خسائرها السياسية والاقتصادية، في مواجهة دولة استطاعت تحويل رمال التحديات إلى جغرافيا من الإنجازات.
0 تعليق