خليج المكسيك يعود للواجهة.. .طفرة نفطية تعزز أجندة ترامب في أمن الطاقة

0 تعليق ارسل طباعة تبليغ حذف

في عودة قوية إلى خارطة إنتاج الطاقة العالمية، يشهد خليج المكسيك طفرة غير مسبوقة في إنتاج النفط، مدعومًا باستثمارات ضخمة من عمالقة القطاع، في وقت تسعى فيه إدارة الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب إلى إعادة تأكيد هيمنة واشنطن على مشهد الطاقة العالمي.

ووصف ترامب الخليج سابقًا بـ"خليج أمريكا"، في دلالة على رغبته في تحويله إلى ركيزة أساسية في استراتيجية بلاده الطاقوية، بحسب تقرير لوكالة بلومبرغ نُشر اليوم الثلاثاء.

300 ألف برميل يوميًا.. طفرة قادمة في 2025

ووفقاً لتقديرات شركة وود ماكنزي للاستشارات، فإن خليج المكسيك سيضيف نحو 300 ألف برميل يومياً إلى إنتاج النفط الأمريكي خلال عام 2025، في أكبر زيادة تُسجل منذ عام 2009، على أن تشكل هذه الكمية نصف إجمالي النمو في الإنتاج الوطني.

أما في عام 2026، فمن المتوقع أن تأتي كامل الزيادة المقدرة - بحدود 250 ألف برميل يومياً - من هذه المنطقة البحرية التي كانت تعاني ركوداً لسنوات.

من كارثة ديب ووتر إلى انتعاش تاريخي

الطفرة المرتقبة تأتي بعد سنوات من التراجع الحاد في استثمارات الخليج، خاصة عقب كارثة "ديب ووتر هورايزن" الشهيرة، وارتفاع الكلفة التشغيلية، وتداعيات جائحة كورونا، التي أدت إلى توقف مشاريع استراتيجية وتأجيل أخرى.

لكن ومع تراجع وتيرة إنتاج النفط الصخري نتيجة هبوط الأسعار، استعادت مشاريع الحفر في الخليج زخمها مجددًا، خصوصاً أن إنتاجه أقل تكلفة على المدى الطويل.

شيفرون، شل، وبي بي.. السباق يحتدم

شركات الطاقة الكبرى تتصدر مشهد التوسع:

شيفرون تعتزم رفع إنتاجها بنسبة 50% ليبلغ 300 ألف برميل يومياً بحلول 2026.

شل تطوّر مشروع "سبارتا" بطاقة إنتاجية تبلغ 90 ألف برميل يومياً بحلول 2028.

بي بي تخطط لزيادة إنتاجها في الخليج بنسبة 20% بحلول نهاية العقد، مستهدفة مشروعها الجديد "كاسكيدا" في 2029.

نموذج أعمال جديد.. .منصات أصغر وتكلفة أقل

عودة الخليج لمركز الاهتمام لم تأتِ فقط من بوابة الأسعار، بل أيضًا نتيجة تحولات جذرية في نماذج الأعمال. فالشركات باتت تركز على منصات أصغر، وإعادة استخدام البنى التحتية القائمة لتقليل التكاليف ورفع الكفاءة.

مثال على ذلك، استخدام "شيفرون" منصة "بلايند فيث" في تشغيل حقل "بالمور"، ما أدى إلى خفض التكاليف وزيادة المرونة التشغيلية. كما نجحت "بي بي" في تقليص تكلفة مشروع "ماد دوغ 2" إلى النصف تقريبًا.

التكنولوجيا تقهر الجيولوجيا

ورغم محدودية الاكتشافات الجديدة منذ عام 2017، تراهن الشركات الكبرى على التكنولوجيا الحديثة لتجاوز التحديات الجيولوجية في الخليج، خصوصاً في الحقول العميقة التي تتطلب عمليات معقدة.

وقد بدأت "شيفرون" بالفعل بإنتاج النفط من حقل "أنكور" الذي يقع على أعماق سحيقة تحت درجات حرارة وضغط مرتفعين، في حين تضع "بي بي" اللمسات الأخيرة على مشروعها العملاق "كاسكيدا"، ضمن استثمارات استراتيجية ممتدة حتى نهاية العقد.

ترامب يعوّل على الخليج في "استقلال الطاقة"

تعكس الطفرة الحالية رغبة إدارة ترامب في ترسيخ مفهوم استقلال الطاقة الأمريكي، وتحويل خليج المكسيك إلى منصة انطلاق جديدة لتعزيز الصادرات وتقليص الاعتماد على الأسواق الخارجية.

وفي ظل استمرار الضغوط السياسية لتوسيع الحفر، وتراجع تكاليف التشغيل، يبدو أن "خليج أمريكا" يسير بخطى واثقة ليكون نقطة التحول القادمة في الجغرافيا الطاقوية العالمية.

للمزيد تابع

خليجيون نيوز على: فيسبوك | إكس | يوتيوب | إنستغرام | تيك توك

قدمنا لكم زوارنا أهم وأحدث الأخبار الرياضية فى هذا المقال : خليج المكسيك يعود للواجهة.. .طفرة نفطية تعزز أجندة ترامب في أمن الطاقة, اليوم الأربعاء 11 يونيو 2025 12:37 صباحاً

إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق