اكتشف باحثون أن زيادة حجم حبيبات سبائك الزنك، والتي كانت تُعتبر سابقاً نقطة ضعف في المواد المعدنية، يمكن أن تعزز قوة الغرسات القابلة للتحلل الحيوي إلى الضعف تقريباً مقارنة بالغرسات التقليدية المصنوعة من المغنيسيوم. ويفتح هذا الاكتشاف آفاقاً واعدة لتطوير غرسات مؤقتة أكثر كفاءة وملاءمة للجسم، دون الحاجة إلى جراحات إزالة لاحقة.

وتحافظ هذه السبائك الجديدة على ثباتها في درجة حرارة الجسم، وتتحلل تدريجياً وبأمان، مما يجعلها بديلاً مثالياً للغرسات المعدنية الدائمة، مثل الفولاذ المقاوم للصدأ أو التيتانيوم، التي تُستخدم حالياً في إصلاح العظام لكنها قد تؤدي لاحقاً إلى فقدان العظام أو الحاجة إلى تدخل جراحي إضافي.

وبحسب الدراسة المنشورة في موقع "Study Finds"، تم تطوير هذه السبائك في جامعة موناش الأسترالية، وأظهرت في الاختبارات المعملية والحيوانية توافقاً حيوياً ومتانة ميكانيكية ملحوظة، حيث تجاوزت مقاومتها للضغط 400 ميغا باسكال، وهو ما يوازي قوة الفولاذ الطبي عالي الأداء، مما يجعلها مناسبة حتى للاستخدامات الحاملة للأوزان.

المثير في الأمر أن الفريق البحثي توصّل إلى هذه النتيجة بعد ملاحظة أداء أفضل لعينات الزنك ذات الحبيبات الأكبر. وباستخدام المجهر الإلكتروني المتقدم واختبارات الانضغاط، وجدوا أن البنية البلورية السداسية الفريدة للزنك تلعب دوراً محورياً في هذا السلوك، إذ توزّع الحبيبات الأكبر الإجهاد بطريقة أكثر توازناً، ما يزيد من قوة المادة.

هذا التقدم يُعد خطوة كبيرة نحو غرسات طبية أكثر ذكاءً وفعالية، تُساعد الجسم على الشفاء دون أن تترك خلفها عبئاً دائماً، ما يُمهّد الطريق لاستخدام سريري أوسع في السنوات القادمة.