نعرض لكم زوارنا أهم وأحدث الأخبار فى المقال الاتي:
بايفا.. سألوه «من أنت؟».. فرد عليهم في أمريكا, اليوم الثلاثاء 24 يونيو 2025 03:57 مساءً
وسط عالم لا يعترف إلا بالماضي الكروي الحافل، شقّ البرتغالي ريناتو بايفا، مدرب فريق بوتافوجو البرازيلي الأول لكرة القدم طريقه من الظل، دون خزانة مليئة بالبطولات أو صخب الجماهير التي تهتف باسمه. لم يسبق له أن حمل قميصًا في الدرجة الأولى، ولا راوغ خصمًا على العشب الأخضر في دوري محترف. ومع ذلك، وقف بايفا يومًا على خط التماس، يشير، يصيح، ويوجه لاعبين فاقوه شهرةً وماضيًا. تلك كانت لحظة انتصاره الشخصية بعد محاولات الدخول إلى عالم التدريب والتكتيك.
بايفا، الذي وُلِد في 22 مارس 1970، كان شابًا عاديًا من ضواحي لشبونة، يحب كرة الصالات، يكثر من الأسئلة، ويقرأ كثيرًا في كرة القدم أكثر مما يلعبها. حين أنهى دراسته، لم يتركه الشغف، أراد أن يدخل عالم التدريب، لكن كانت الأبواب موصدة في وجهه تحت أسئلة «من أنت؟ هل سبق ومثلت ناديًا برتغاليًا؟»
التحق بوظيفة متواضعة في قسم مراقبة المواهب بنادي بنفيكا، بالكاد يمكن أن تُعدّ من الطاقم الفني. ويقول المدرب البرتغالي عن هذه الوظيفة التي كانت مثل بصيص الأمل بالنسبة له: «اعتبرت الفرصة بوابة دخول، وقد تم توظيفي لكنني أوضحت منذ البداية رغبتي في الحصول على فرصة كمدرب».
لم تمر سوى أشهر حتى أقنع برونو لاجي، مدرب فرق الناشئين في النادي، أن يمنحه فرصة كمساعد، وما لبث أن أصبح مدربًا رسميًا للفئات الصغرى. بدأ مع فريق تحت 10 أعوام، ثم 16، ثم 17، حتى أصبح أحد أعمدة الأكاديمية العريقة.
وعلى الرغم من المسيرة التي قضاها مع بنفيكا، ظل الماضي يطارده. في كل مرة يتقدم فيها خطوة، كان يُسأل: «لكنك لم تكن لاعبًا، صحيح؟» البعض قالها استهجانًا، وآخرون تعجبًا. حتى حين حصل على أعلى رخصة تدريب من الاتحاد الأوروبي، كان ما زال يُعامل كطارئ.
عندما أراد نادي إنديبيندينتي ديل فالي في الإكوادور التعاقد معه، لم يتحدث عن بطولات لعبها، بل عن مواهب صنعها، مُكتفيًا بالقول: «اسألوا لاعبيّ، جواو فيليكس، روبن دياز… سيخبرونكم من أنا». حين غادر بنفيكا بعد 14 عامًا، لم يكن ذلك من أجل نادٍ أوروبي كبير، بل كان باتجاه القارة اللاتينية، في خيار بدا غير عقلاني، لكن بايفا لم يسلك الطريق المعبد من قبل.
في الإكوادور، قاد فريقه إلى أول لقب دوري في تاريخه، لم يحتج إلى مسيرة مليئة بالبطولات والإنجازات الشخصية، فقط خطة واضحة. قاد الفريق في 60 مباراة، كسب منها 31 وتعادل في 14 وخسر 15. بعد لقبه الأول في الإكوادور، انتقل إلى المكسيك، ثم إلى البرازيل. وفي كل مرة كان يواجه السؤال ذاته: «من أنت؟» في ليون المكسيكي، تعرّض لهجوم إعلامي منذ اليوم الأول، لم يعرفه الجمهور ولم يعطه الوقت.
الآن، يقف المدرب البرتغالي مع بوتافوجو البرازيلي، أحد أعرق الأندية في بلاد راقصي السامبا، إلا أن هذه اللحظة تُعد التحدي الأقوى والفرحة الكبرى، بعدما نجح في قيادة فريقه إلى دور الـ16 من كأس العالم للأندية الجارية حاليًا في أمريكا، متفوقًا على مدربين صالوا وجالوا وكتبوا أسماءً كبيرة كلاعبين في تاريخ الساحرة المستديرة.
0 تعليق